بسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي :
عدت إليكم بعد أن طرحت الموضوع وتركته .. حقيقة معظم ما ذكرتموه صحيح ومتقارب لدرجة كبيرة ، والذي أراه في ضوء ما تعلمته وعاصرته واقعيًا في مجال التربية هو الآتي :
أن الحياة الأسرية هي صورة مصغرة للمجتمع ، والمربي لابد أن يكون قادرًا على نقل النمط السلوكي السوي المستخدم في البيت إلى خارج البيت .
ووجود انفصام بين سلوك الوالد أو الابن في الداخل عنه في الخارج يدل على خطأ في فهم عملية التربية وأهدافها الحقيقية .
وفي هذه الحالة يكون من الضروري للوالد أن يبث في الطفل منذ الصغر الانضباط ، ولما يتأكد من تحققه في المنزل يمكن أن يأخذ الطفل للمسجد ليعمم هذا السلوك الحميد لديه .
إذًا لابد من تعليمه الصلاة في المنزل أولاً من خلال محاكاته للوالدين ثم بعد ذلك يتم الذهاب به إلى المسجد .
وعملية الذهاب به إلى المسجد ينبغي أن تراعي أكثر من جانب :
*التنبيه :على الوالد أن ينبه ابنه إلى ما يجب القيام به عند الذهاب إلى المسجد .
* التعزيز : أي إثابة الطفل بما يحبه من أشياء مادية أو معنوية عندما يظهر سلوكًا جيدًا في المسجد .
*التقييم : بعد الخروج من المسجد على الوالد أن يشرح لابنه هل ما فعله كان صحيحًا أم كان غير صحيح .
السلوك الذي يظهره الطفل بعد 3أو 4 مرات يجب أن يكون المحدد لما يفعله الوالد ، فإن رأى منه استجابة جيدة كرر إحضاره معه وإلا أجّل ذلك لما بعد .
ومن جانب آخر : على المصلين -لاسيما الكبار - أن يدركوا أنه من المنطقي أن يكون سلوك الطفل على هذه الشاكلة من الإزعاج لاسيما وهو في سن الثالثة أو الرابعة ، ولأن المسجد يهدف إلى تقوية أواصر الصداقة والأخوة بين المصلين ، فلابد أن يبحث المصلون -عند قيام الطفل بأي خطأ- عن ولي أمره لشرح الأمر له بدلاً من ضرب الطفل وسبه وتكريهه في المسجد منذ الصغر .
إذًا الأمر يتوقف في النهاية على الكيفية التي من خلالها يتم :
*نقل نمط التنشئة الجيد إلى الخارج
*تقويم سلوك الطفل من خلال المسئول عن تنشئته وهو الأب .
هذا ما يتراءى لي ولو أن أحدكم جاء مسجدنا بابنه الصغير فلا يلومن إلا نفسه !!