الأمازيغ هم السكان الأصليون لمنطقة المغرب العربي الكبير.
وإذا قرأنا مليا حول شعوب المنطقة عبر التاريخ وجدنا أنهم
تعرضوا لغزوات عدة من قبل شعوب مختلفة كالفينقيين
والرومان والبيزنطيين وغيرهم. والغريب في الأمر أن الأمازيغ
كانوا حذرين من هذه الشعوب منغلقين على أنفسهم رغم
محاولات الشعوب الوافدة التأثير عليهم لكنهم رفضوا الاندماج
معها في بوثقة واحدة بل على العكس من ذلك كانوا يقومون
بمغربة تلك الشعوب لكن أي محاولة منها لبسط هيمنتها عليهم
تكون عاقبتها وخيمة على تلك الأجناس الدخيلة لهذا كانت
تقوم حروب شرسة في المنطقة بين الأمازيغ وغيرهم وظلوا
محافظين على خصوصياتهم ووحدتهم عبر الأجيال وهذا إن دل
على شيء إنما يدل على هذه الشخصية الأمازيغية القوية التي لا
تحب أن يداس لها على طرف من أي كان لكن الحدث العظيم
الذي أثار استغراب العالم كله هو أن هذا الشعب الأبي المنيع
المتمنع فتح ذراعيه لعرق وحيد أوحد وهي العائلة العربية
القادمة من الشرق التي كان يسري في أوصالها دم النسب
الشريف سيد العالمين محمد صلى الله عليه وسلم.
نعم تصدى الأمازيغ بشراسة للفاتح الأمين عقبة بن نافع
رضي الله عنه ولكن بمجرد أن تمت إقامة الجوامع لتعليم اللغة
العربية لسكان المنطقة والتي من خلالها ثم التعرف على أحكام
القرآن الكريم وحقيقة الدين الإسلامي أقبل الأمازيغ بنهم كبير
على اعتناق الدين الإسلامي واختلطت الدماء العربية الأمازيغة
لتصبح المنطقة امتدادا
للعروبة والإسلام ليصبحوا أسرة واحدة تجمعهم العقيدة
والرحم ولغة الضاد. يقول تعالى : إنا خلقناكم من ذكر وأنثى
و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله
أتقاكم.صدق الله العظيم.
ما يروج حول بعض الأفكار المعادية لهذا الانصهار العربي
الأمازيغي في المنطقة ككل أمر قائم في أوساط بعيدة عن
الأمازيغ المسلمين وهي أصوات منبعها آت من الغرب
ومراميها واضحة وهي زرع الفتنة بين المسلمين
لضرب أروع تكتل إسلامي وحدوي في التاريخ حقدا وحنقا
لكن الأمر لا يشكل خطورة على جسد أمتنا الإسلامية لأن
الأمازيغ هم أكثر الشعوب
تشبثا بدينهم وأشدهم محبة للعرب الفاتحين فزوجوهم بناتهم
لتسري في عروقهم دماء النسب الشريف ويكفي المنطقة فخرا
ما قدمه أبناؤها من تضحيات للحفاظ على الوحدة العربية
الإسلامية .
صحيح أنني لست أمازيغية لكن ارتباطي بهم أمتن وأقوى من
العرب أنفسهم، فيهم صفاء وطهر ونقاء ونبل قل نظيره
في زمن الماديات والعولمة .
لا حرمنا الله هذه السكينة والمحبة التي تجمعنا بهم فنحن جسد
واحد وأحمد الله تعالى أن الأقدار قادتني إليهم لنصبح عائلة
واحدة، فنعم الصحبة قومي جمعني الله وإياهم في الفردوس
الأعلى من الجنة آمين.
تحياتي
__________________
" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,
وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,
* * *
دعــهــم يتــقــاولــون
فـلــن يـخــرج الـبحــر
عــن صمته!!!
النمط الشجري
