أختنا الفاضلة العنود
السلام عليكم ورحمة الله
ذات يوم اضطررت للكذب
كان هناك جاران لي، أحدهما عائلته كبيرة الحجم بأفرادها، وأحدهما غني وعائلته قليلة العدد.. استمر النزاع فيما بينهما حوالي سبعة أشهر على استخدام طريق ضيق فيما بين منزليهما، تدخل قبلي أكثر من طرف، وكان المصلحون ينقلون (صادقين) ما يقوله المتخاصمان.
كان ابن العشيرة الكبيرة، يقول: من هو فلان؟ إنه عصفور على شجرة، (بطيره بليل مو بنهار) .. وصاحب المال يقول: من فلان؟ سأضطره يبيع بيته وسأشتريه رغم أنفه وأنف أقاربه ال(كذا) .. هذا ما سمعته من الطرفين، كما سمعه من كان قبلي..
لكني كنت سمعت أبي رحمه الله يقول: يجوز الكذب في الإصلاح..
فذهبت الى صاحب المال أقول له: إن صاحبك يقول نعم الجار فلان، فإن غبت عن بيتي أكون مطمئناً أن لي جار يقوم مقامي.. فيفاجأ صاحب المال.. سائلا: هل هو قال ذلك فعلا؟ فأؤكد له.
ثم ذهبت لابن العشيرة الكبيرة قائلا له: إنه يمتدحك ويقول أنه يشعر أنه يعيش في كنف جماعة تؤمن له الشعور بالاطمئنان لشهامتها وحسن جوارها، فيسألني: هل قال ذلك فعلا؟ إن الذين قبلك نقلوا غير هذا الكلام.
لكنني نجحت في فض النزاع فيما بينهما ولم يعاودا الخصومة منذ أكثر من عشر سنوات..
هل أحاسب على كذبي كذنب؟
__________________
ابن حوران
|