أحـــــــــلام
طفـــــولتــــــى
وأود أن أحيـا علـى الشـطـآنِ ** وحدى بعيدا عـن بنـى الإنسـانِ
فوق الرمالِ البيضِ أمشـى حافيـا ** وعلى الصخور أصيح كالصبيـانِ
وأثـور كالأمـواج فـى ثوراتهـا ** متفـجـرا بمشـاعـرٍ وأمـانـى
ألقى إلى الأرض الحنون بغضبتى ** فتضمـنـى كحبيـبـةٍ بحـنـانِ
وأعـود منهزمـا أعانـق لجتـى ** كالجيـش منكسـرا بـلا إذعـانِ
وأنـام ألتحـف الفضـاء ولا أزل ** أرنـو لنجـم دائــم اللمـعـانِ
والنورس المسحور يؤنس وحدتـى ** ويظـل يصحبنـى بكـل مكـانِ
أترى نقاء البحر يغسـل أضلعـى ** ويزيل ما فى القلب مـن أحـزانِ
هى تلك أحـلام الطفولـة موجـةٌ ** تجتاحنـى وتهـز كـل كيـانـى
وأود أن أحيـا بكـوخسـاحـرٍ ** بين المـروج الخُضـر والوديـانِ
أتلـو أناشيـد الرعـاة جميـلـة ** ويذوب لحن الناى فـى قطعانـى
وعلى التلاع الخضر قد نُسج الضيا ** حُلـلا مطـرزة مـن العقـيـانِ
وأنام تحـت شجيـرة مسحـورة ** تحنو علـىّ بـوارف الإغصـانِ
من تحتها يجرى الغديـر بفضـةٍ ** مسكوبة فى النهـر مثـل جمـانِ
وأظل أعدو فى السهـول مسابقـا ** كالخيل إذ تمضـى بغيـر عنـان
وأقبـل الأزهـار فـى رقصاتهـا ** وأذوب بيـن القـوس والألــوانِ
أترى زهور المرج تقتل وحدتـى ** وتزيل ما فى القلب مـن أحـزانِ
هى تلك أحـلام الطفولـة نسمـةٌ ** تجتاحنـى وتهـز كـل كيـانـى
وأود أن أحيـا بكـهـفٍ مظـلـمٍ ** فوق الجبـال الشاهقـات مكانـى
حيث النجوم تناثرت فى روضتـى ** كالـورد أقطـف باقـة بـيـدانِ
ألهو بهـا مثـل الصغـار بليلتـى ** وأملّـهـا ويملـنـى هـذيـانـى
فأهيل فى جوف التراب مشاعـرى ** وأثـور كالبركـان فـى الغليـانِ
أرمى بنارى للفضـاء وهـا أنـا ** متمـرد قـد راق لـى عصيانـى
فيحوطنى كف الصبـاح مداعبـا ** خـدى ويلثمنـى بكـل حـنـانِ
وأرف كالأنسام فى أفـقالفضـا ** متخليـا عـن ثورتـى ودخانـى
أتلـو ترانيـم الحيـاة وأنتـشـى ** فـى هيكـل الأنـوار كالرهبـانِ
وأعود أدفنُ فى الثـرى بشريتـى ** عند المسـاء وأرتـدى طغيانـى
أترى ظلام الكهف يمحق وحشتـى ** ويعيـد لـى حريتـى وأمـانـى
هى تلك أحـلام الطفولـة ثـورة ** تجتاحنـى وتهـز كـل كيـانـى