تعاتبني وحُقَّ لها العتابُ
فعَنْ أمِّ الندى طالَ الغيابُ
وما أنـَا مِنْ بنيها غيرَ أني
ككل العاشقين لِيَ انتسابُ
ولي فيها منازلُ عامراتٌ
بأهليــها ولي فيها رحابُ
وفي قلبي لها ديوانُ شوق ٍ
وإيوان ٌ وبستانٌ وغابُ
هي السلطُ التي أسْكـَنـْتُ روحي
"بعين ِ بناتِها" فـَزكا الشرابُ
عين البنات : عين للماء كانت في وسط السلط
وطابَ لوارديهِ الماءُ يَهْمي
سخيـًا مثلما يهمي السحابُ
لقد أنجبتِ يا سلط َ المعالي
هضابـًا لا تـُطاولُها هضابُ
وكان بنوك ِ مطلعَ كلِّ فـَجْر ٍ
ومُبْتـَدَأ َ الضُّحى كانَ الشبابُ
وما زالتْ شموسُكِ ساطعاتٍ
على وطن ٍ يُهابُ ولا يَهابُ
تعانـُقـُكِ الجبالُ الشُّمُّ فخرًا
وعِرْفانـًا وتحْضُنـُكِ الشِّعابُ
لـِدي مِثـْلَ الذينَ مَضَوْا نشامى
فمِنْ شُهُبِ الدُّجى يأتي الشهابُ
لـِدي علماءَ فالصحراءُ قـَفـْرٌ
فما في رمْلِها إلا السرابُ
لـِدي شعراءَ حتى الشعرُ جَفـَّتْ
سواقيهِ وحلَّ بها الخرابُ
لـِدي شهداءَ للوطن ِ المُفـَدّى
فغيرَ نداكِ ما استسقى الترابُ
ستذكرُ مجدَكِ العالي الليالي
بأنكِ للهدى والنور ِ بابُ
وأنكِ أبْجَـدِيـَّـتـُنا ولولا
عروقُ يديكِ ما عَلـَتِ القبابُ
أيا سلطَ الجباه ِ السُّمْر ِ تيهي
على الدنيا بمَنْ حضروا وغابوا
معاذ هواكِ أنْ ينساكِ شعري
وهل ينسى اسْمَ كاتِبـِه ِ الكتابُ
تطاوعني القصيدة ُ فيكِ لكنْ
لأنك ِ أنتِ يُرْبـِكـُني الخطابُ
لك العُتبى إذا قـَصَّرْتُ حتى
تقولي لي دعاؤكَ مُسْتجابُ
ويا "عينَ البناتِ" فدتكِ عيني
وكـُحْلـُكِ أدْمُعي ودمي الخضابُ
*****
صباح الخير يا أرض الحشد والرباط
صباح الخير على وطنٍ يُهابُ ولا يَهابُ
صباح الخير للجميع