لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم
و يقول سبحانه
قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره و الله لا يهدى القوم الفاسقين
و قد قال بأبي هو و أمي
" ما من مؤمن إلا و أنا أولى الناس به فى الدنيا و ألآخرة ، اقرأوا إن شئتم : { النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم } و قال رسول الله " أنا أولى بكل مؤمن من نفسه " و قال : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده و الناس أجمعين . و قال أيضا : " و الذى نفسى بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده و ولده "
أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، ولا فخر ، و أول من يشق عنه القبر ، و أول شافع ، و أول مشفع
أفبعد هذا حب
أفبعد هذا حب
أفبعد هذا حب
اللهم إجعلنا ممن يحبك و يحبه أكثر من أنفسنا يا رب
اللهم إجعلنا ممن يحبك و يحبه أكثر من أنفسنا يا رب
اللهم إجعلنا ممن يحبك و يحبه أكثر من أنفسنا يا رب
حال الصحابة فى محبتهم للنبى و تعظيمهم له فى حياته :
نال الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين شرف لقاء النبى فكان لهم النصيب الأوفى من محبته و تعظيمه مما سبقوا به غيرهم و لم و لن يدركهم من بعدهم .
فقد سئل على بن أبى طالب رضى الله عنه : كيف كان حبكم لرسول الله ؟ قال : كان و الله أحب إلينا من أموالنا و أولادنا و أمهاتنا و من الماء البارد على الظمأ .
و سأل أبو سفيان بن حرب و هو على الشرك حينذاك زيد بن الدَّثنة رضى الله عنه حينما أخرجه أهل مكة من الحرم ليقتلوه و قد كان أسيرا عندهم : أنشدك بالله يا زيد : أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه و إنك فى أهلك ؟ قال : و الله ما أحب أن محمدا الآن فى مكانه الذى هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه و إنى جالس فى أهلى ! ، فقال أبو سفيان : ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا .
و قال سعد بن معاذ رضى الله عنه للنبى يوم بدر : يانبى الله ألا نبنى لك عريشا تكون فيه و نعد ركائبك ثم نلقى عدونا فإن أعزنا الله و أظهرنا علي عدونا كان ذلك ما أحببنا و إن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن ورائنا من قومنا فقد تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد حبا لك منهم و لو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك يمنعك الله بهم يناصحونك و يجاهدون معك فأثنى عليه رسول الله خيرا و دعا له بخير .
و عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : لما كان يوم أحد حاص أهل المدينة حيصة قالوا قُل محمد حتى كثرت الصوارخ فى ناحية المدينة فخرجت امرأة من الأنصار متحزِّمة فاستُقبلت بابنها و أبيها و زوجها و أخيها لا أدرى أيهم استقبلت به أولا فلما مرت على أحدهم قالت : من هذا ؟ قالوا : أبوك ، أخوك ، زوجك ، ابنك ! تقول : ما فعل رسول الله ؟!
يقولون : أمامك حتى دفعت الى رسول الله فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت : بأبى أنت و أمى يا رسول الله لا أُبالى إذ سلمتَ من عطب و فى رواية قالت : كل مصيبة بعدك جلل ( أى : يسيرة و هينة ) .
و لقد حكَّم الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله فى أنفسهم و أموالهم فقالوا : هذه أموالنا بين يديك فاحكم فيها بما شئت و هذه نفوسنا بين يديك لو استعرضت بنا البحر لخضناه نقاتل بين يديك و من خلفك و عن يمينك و عن شمالك ، و هذا أصدق تعبير عن المحبة .
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلىآل إبراهيم
في العالمين إنك حميد مجيد