إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة محمد الحبشي
إعرف عدوك
لم تشهد البشرية حضارة مثل حضارة الإسلام ..
ولا قوما آمنوا بدين كما آمن العرب بدينهم ..
هكذا وقف التاريخ متأملا هذا المد الفكرى يطوى الأرض شرقها وغربها إنطلاقا من قاعدة الإسلام الأولى ، جزيرة العرب ..
ألا قد بلغت ، اللهم فاشهد
|
أخي محمد
طال غيابك ..
من المعروف أن الاسلام أخرج أمة عظيمة في التاريخ .. أمة نفضت تراب الأرض لتصل الى السماء .. أمة كان سمتها التنافر والشتات لا تلتقي إلا في الحروب فأصبحت خير أمة بما لها من صفات الصلابة والتماسك ..
العرب كانوا يتسمون بنرجسية بالغة في الحق والباطل .. واعتزازهم ذلك كان للذات ولم يكن موجهاً لقيم .. بل أن حتى بعض الصفات التي كانوا يتصفون بها كالكرم والوفاء بالعهد كانت للمفاخرة ليجري بذكرها الركبان ولم تنطلق من إيمان بهذه الصفات ، فكما كانوا ينحرون الذبائح للضيوف إلا أنهم لا يطعمون المسكين والمحروم .. لذلك عندما أتى القرآن ربى العرب في العهد المكي بتجريدهم من الاعتزاز بكل ما يعتزون به من أهواء ذاتية .. ورباهم على الاعتزاز "بالحق" المجرد عن الأشخاص .. وامتحنهم الله وهم في مكة -قبل الهجرة- من خلال تحمل الأذى في سبيل دعوة الاسلام "الحديثة" وكان الأمر لهم بعدم رد العدوان ودون الأخذ بالثأر من المعتدي .. بالرغم من أنهم حديثي عهد ومازالت رواسب الثأر في أنفسهم .. وكان من الممكن أن يقودهم الرسول صلى الله عليه وسلم للثأر من أجل الاسلام .. ولكن قد يكون ذلك استمراراً لصفاتهم السابقة فيثأرون لذاتهم لا من أجل الدين ولا للدعوة . وتلاحظ أن الكثير من السور المكية تدعوهم للصبر وتحمل الأذى حتى تنزع من داخلهم الأخذ بالثأر من أجل النفس ففي سورة المزمل يقول الله تعالى " وأصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً .". وكذلك قوله "قم الليل إلا قليلاً .. نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه .. ورتل القرآن ترتيلا .. إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً " والكثير من الآيات التي تدعوهم لقيام الليل للتجرد لله .
وبعد أن تجردت نفوسهم الصابرة ونزعت عنها صفات الجاهلية أذن الله لهم بالهجرة لتقوم دولة الاسلام في المدينة تنطلق منها أعظم حضارة فكرية وثقافية .
وعندما ترك المسلمون هذه القيم ورجعوا لجاهليتهم الأولى التي تثأر للنفس تمزقت الأمة وتشتت كيانها .