المنتديات كالمدن، ولكن الحالة في المدن تختلف في أن سكانها يرون بعضهم البعض وينجذب أحدهم الى الآخر بالتجاور بالمكان (سوق، عمارة، مشغل، حي الخ)، ويتعرف كل واحد على إمكانياته في التعايش عندما يعرف حدوده، ويعرف عناصر قوة من يعيش قربهم، فإن كان من يريد التعامل معه قويا، سيبتكر طريقة بمجاملته أو التحالف معه أو تجنبه، وإن كان ضعيفا، سيفخر المريض على تفوقه على الضعيف، وسيرحمه الكريم من باب الكرم. وهناك في المدن من يعتكف للدرس أو العبادة فيقلل من احتكاكه بالناس ليس من باب الترفع، بل هي خاصية يتصف بها كل الصوفيين .. وهناك من يكون فضوليا يذهب الى حيث لا يُدعى ولا ينتظره أحد ويضع نفسه بموضع غير مرحب به كثيرا.
ومن زاوية أخرى تتشابه المنتديات مع دور النشر والصحافة، لكن بهذه الحالة سيكون لتلك الدور مدراء تحرير ومصححين لغويين وغيرهم ممن يقيمون العمل المعروض للنشر، فإن كان أهلا للنشر تم نشره وتمت مكافأة كاتبه وتم توقيره وتبجيله .. وسيتعرف الكتاب المحترفون على طبائع دور النشر وهواها، وطبائع مدراء التحرير وهواهم، فيرتادون تلك الدار ويبعدون عن الأخرى.
في المنتديات، قد يكون هوى المنتدى والهدف من إنشائه غير مفهوم للكثيرين، وقد يكون مدراء التحرير هم أصحاب المنتدى وليس لهم أهلية لتقييم ما يعرض عليهم .. وقد يكون المساهمون يقدمون مساهمات متدنية المستوى في شكلها وتركيبها وعقيدتها، ويصرون على أنها بضاعة صالحة للتصدير، فيحدث ما يحدث من مناكفات ويتحشد من يتحشد حول فكرة أو شخص لحكم مسبق تم تكوينه عن هذا أو ذاك ..
لكن بالتالي فإن المنتديات لا تخلو من فائدة كبيرة فهي تنمي المهارات في الكتابة والسلوك وتحسس ما يشد الآخرين وما يجعلهم ينفرون. وهي أي المنتديات وإن كان عمرها قصيرا مقارنة مع فنون الأدب والمسرح والصحافة، فإن من المؤكد أن تنمو تقاليدها وفنونها شيئا فشيئا، ولا نستبعد أنها ستدخل في المناهج التدريسية مستقبلا، كونها فن جديد لا يقتصر على المحترفين، بل يجمع عينات أصدق من عينات مجتمعات الصحافة والفكر والأدب ..
المنتديات كالمدن، ولكن الحالة في المدن تختلف في أن سكانها يرون بعضهم البعض وينجذب أحدهم الى الآخر بالتجاور بالمكان (سوق، عمارة، مشغل، حي الخ)، ويتعرف كل واحد على إمكانياته في التعايش عندما يعرف حدوده، ويعرف عناصر قوة من يعيش قربهم، فإن كان من يريد التعامل معه قويا، سيبتكر طريقة بمجاملته أو التحالف معه أو تجنبه، وإن كان ضعيفا، سيفخر المريض على تفوقه على الضعيف، وسيرحمه الكريم من باب الكرم. وهناك في المدن من يعتكف للدرس أو العبادة فيقلل من احتكاكه بالناس ليس من باب الترفع، بل هي خاصية يتصف بها كل الصوفيين .. وهناك من يكون فضوليا يذهب الى حيث لا يُدعى ولا ينتظره أحد ويضع نفسه بموضع غير مرحب به كثيرا.
ومن زاوية أخرى تتشابه المنتديات مع دور النشر والصحافة، لكن بهذه الحالة سيكون لتلك الدور مدراء تحرير ومصححين لغويين وغيرهم ممن يقيمون العمل المعروض للنشر، فإن كان أهلا للنشر تم نشره وتمت مكافأة كاتبه وتم توقيره وتبجيله .. وسيتعرف الكتاب المحترفون على طبائع دور النشر وهواها، وطبائع مدراء التحرير وهواهم، فيرتادون تلك الدار ويبعدون عن الأخرى.
في المنتديات، قد يكون هوى المنتدى والهدف من إنشائه غير مفهوم للكثيرين، وقد يكون مدراء التحرير هم أصحاب المنتدى وليس لهم أهلية لتقييم ما يعرض عليهم .. وقد يكون المساهمون يقدمون مساهمات متدنية المستوى في شكلها وتركيبها وعقيدتها، ويصرون على أنها بضاعة صالحة للتصدير، فيحدث ما يحدث من مناكفات ويتحشد من يتحشد حول فكرة أو شخص لحكم مسبق تم تكوينه عن هذا أو ذاك ..
لكن بالتالي فإن المنتديات لا تخلو من فائدة كبيرة فهي تنمي المهارات في الكتابة والسلوك وتحسس ما يشد الآخرين وما يجعلهم ينفرون. وهي أي المنتديات وإن كان عمرها قصيرا مقارنة مع فنون الأدب والمسرح والصحافة، فإن من المؤكد أن تنمو تقاليدها وفنونها شيئا فشيئا، ولا نستبعد أنها ستدخل في المناهج التدريسية مستقبلا، كونها فن جديد لا يقتصر على المحترفين، بل يجمع عينات أصدق من عينات مجتمعات الصحافة والفكر والأدب ..
تحياتي وتقديري أخي ماهر
والدي و أستاذي الفاضل ابن حوران
قلبت ردك يمينا و شمالا، لعلي أجد بابا فيه، أستطيع أن ألج منه لأدرج تعليقا و ردا يليق بمقاكم
فلم أجد
بوركت يمينك فقد تطرقت لأمر المنتديات و توصيفها بدقة شديدة
النمط الشجري
