هل يتغير حكم الله بتغير الظروف ؟
هل يتغير حكم الله بتغير الظروف ؟
الوحى الإلهى راعى كل الظروف الممكن تواجدها في حياة الناس ومن ثم لا يوجد ظرف إلا وله حكم في كتاب الله كما قال :
"ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "
هذا مقال صغير كتبته كريمة إدريس على صفحتها في وجه الكتاب تتساءل فيه عن التالى :
هل عمل المرأة ومشاركتها في الانفاق في الحياة الزوجية يقتضى تغير أحكام الميراث وما قالته هو :
"سؤااال للخاصة ...
تغيّرت أدوار المرأة في المجتمع الحديث كما نري علي مسمع ومراي فأصبحت تشارك الرجل في الإنفاق وتتحمل المسؤوليات نفسها التي كانت سببًا في تفاضل الميراث بين الجنسين في بعض الحالات في كتاب ربي ..
فهل يقتضى عدل الله — كما صُوِّر في القرآن — أن تتغيّر نسب الميراث تبعًا لتغيّر الدور أم أن العدل الإلهي أوسع من حدود التوزيع المادي ويقوم على ميزانٍ آخر غير الظاهر؟
ده سؤال وقفني بين ثبات النص الإلهي وتغيّر الواقع الإنساني
وبين معنى العدل الأزلي في مقابل العدل الاجتماعي المتحوّل.
الست ..بتجري وتتحمل المسؤلية الماديه والماليه وصار دخلها اكثر ومشاركه في كل شيئ وقد تكون هي كل شيئ في الإنفااااق ....
فهل لو مات ...لا ترث مثله مثل لو هو من قام بالدور نفسه وهي التي توفيت ؟؟ وماذا عن نصيبها في الكلالة ؟
سؤال جنني ....وما زلت اتفكر في عدل الله ...فالعدل اشمل واعم وادق ومن المساواة وهذا هو مراد الله في كتابه ...
فهل لأحد هنا إجتهاد يزدني علما ؟؟ "
أولا مشاركة المرأة خاصة المتزوجة الرجل في ميادين العمل بلا سبب كمرض الزوج الذى يقتضى عجزه حركيا عن العمل هى معصية لله تعالى فنحن لا نعيش في دولة مسلمة وإنما دول كافرة لا تطبق أحكام الله ومن ثم لا يمكن الادعاء بأن هذه التغيرات الممثلة في المعاصى تتطلب في الإسلام تغير الأحكام
قص الله علينا ان المرأة في المجتمع الكافر لم تخرج للعمل في وظيفة ما إلا بسبب اضطرارى والحالة كانت عجز الوالد وهو الشيخ الكبير عن العمل ومن ثم خرجت ابنتاه للعمل برعى الغنم وعندما وجدتا الفرصة سانحة للتوقف عن العمل المرهق المتعب انتهزتا الفرصة وطالبتا أبوهما باستئجار موسى (ص) القوى الأمين كما قال تعالى :
"وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)"
وفى مجتمع كافر أخر عملت المرأة ملكة في سبأ كما قال تعالى :
" إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ"
وعندما عقلت الأمور تخلت عن الملك فأسلمت مع سليمان(ص) وتركت الملكية المرهقة التى لا تتفق مع سيرة وهى طبيعة المرأة التى دوما ما تريد أن تكون زوجة وأم والأمومة تقتضى البعد عن العمل الوظيفى لأن الحمل مؤلم موجه موهن وكذلك الأمومة تتطلب الرضاعة وتربية البيت وكل هذا يقتضى أن تكون متفرغة لأولادها وبيتها ومن ثم لم نسمع من الله عنها بعد إسلامها شىء
وفى هذا قال تعالى :
"قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
الأدلة على قرار المرأة فى بيت زوجها :
1-قوله تعالى بسورة الأحزاب "وقرن فى بيوتكن "وهذا القول خطاب لنساء النبى (ص)ومعناه وابقين فى حجراتكن والخطاب وإن كان لنساء النبى (ص)فهو لنساء المؤمنين جميعا لأن قدوة النساء هن زوجات النبى (ص)كما أن قدوة الرجال هو النبى (ص)والدليل على هذا هو أن الله جعل لنا رجالا ونساء أسوة أى قدوة فى المسلمين السابقين رجالا ونساء مثل إبراهيم (ص)ومن معه من الرجال والنساء وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة "لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر"
2-قوله تعالى بسورة الأحزاب "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت "فهنا سمى نساء النبى (ص)أهل البيت وقوله بسورة هود "قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت "فهنا سمى زوجة إبراهيم (ص)أهل البيت ولهذه التسمية دلالة هى أن النساء هن باقية البيت أى قرار البيت والمراد الموجودات فى البيت باستمرار .
3-قوله تعالى بسورة آل عمران "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله "وقوله بسورة مريم "واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا "فهنا اتخذت مريم (ص)فى بيت أهلها محرابا لا تخرج منه وهذا يعنى أن المرأة لم تكن تعمل فى عصر مريم (ص)غالبا.
|