وبالتالي جمعوا كل تلك الأموال وحطموا اقتصاد العراق ثم نقلوا كل أرصدتهم معهم إلي إسرائيل
ويذكر أن في طهران أيضا زمن الشاه كان سوق طهران الكبير بيد جماعة من اليهود، ولما كان هؤلاء يتحكمون بالسوق علي أهوائهم، والشاه قد منحهم الحرية الكاملة، لذلك فانهم أخذوا يتحكمون بكل شيء في السوق من عرض وطلب وتسعير واحتكار وتلاعب إلي غير ذلك من الأساليب الخبيثة والملتوية واليهود بالاضافة إلي ذلك فانهم يقتلون الأخلاق الحسنة في المجتمع، وان أول أعمالهم التي يقومون بها هي نشر الخمور والزنا والبغاء فقد أسسوا في طهران (14000) محل لبيع الخمور وذلك علي علم من الشاه
هذا هو المعروف والمتعارف عليه من اليهود، فانهم لم ينشروا الخمور والزنا والفحشاء إلا من أجل افساد المجتمع؛ حيث إن اليهودي لا يستطيع أن يعيش ويتسلط علي غيره إلا بعد أن يفسد ما حوله؛ لكي يخلق جوا ينسجم ويتواءم مع رغباته ويسهل له الحصول علي مبتغاه
فهم بؤرة الفساد في كل الدنيا ونجد أنهم من وراء مراكز الدعارة وربما يجعلون مقرات للزنا والدعارة تحت اسم آخر مثل (مراكز الخدمات الإنسانية) ويتسترون تحت هذه الأسماء لتحقيق أغراضهم، وهكذا كان الحال في العراق وإيران ومصر وغيرها من البلدان الإسلامية
اليهود وإثارة الفتن
من أعمال اليهود المعروفة بالإضافة لما سبق إثارة الفتن والخلافات والنزاعات وتشجيع التطاحن بين أبناء المسلمين والنتيجة طبعا ستكون لصالح اليهود، فقد استخدموا أساليب كثيرة في الدس بين طيات الكتب والطعن بالمعتقدات، وإثارة النعرات الطائفية والعرقية بين المسلمين بأساليب جديدة أدت إلي تدمير البلاد وضياع الكثير من الثروات ونهبها عن طريق تأسيس عصابات ذيلية ترتبط بهم مطلية بصبغة الأحزاب السياسية العلمانية
ولو بحثنا وراء جذور الحزب الشيوعي والحزب البعثي في العراق لوجدنا ان المؤسسين هم من اليهود، وذلك عن طريق التنسيق مع بعض السفارات الغربية ومن هذا تري أن قادة حزب البعث في العراق لم يقوموا بأي عمل ضد اليهود مع انهم قاتلوا واعتدوا علي اقرب الدول لهم وبكل شراسة
لعبتهم مع الملوك
قبل (3500) عام كان حاكم إيران (كورش بادشاه) ، وقد سمي الشاه المقبور ابنه (كورش) تيمنا بذلك الاسم كي يعيد ذكري ذلك الحاكم الظالم علي الرغم من أن إيران بلد إسلامي ويذكر المترجمون لحياة كورش الملك: أن زوجته ولدت عشرة أطفال وكانت جميلة وثرية ومن عائلة معروفة، كما كان له رئيس وزراء حكيم مفكر، وقد أدار شؤون البلاد بجدارة وسعي لتعمير البلاد إلا أنه وبعد بضع سنوات حصل اليهود علي فرصة لدخول بلاط الملك وأقاموا معه علاقة وطيدة، وبعد ذلك استدرجوه باسم النصيحة وطلب الخير له وطلبوا منه أن يتقبل شابة حسناء من اليهود (لخدمة القصر الملكي) وبعد مدة وقعت رغبة (كورش) علي تلك الفتاة وتزوجها وبعد خطة محكمة وضعوها، قامت هذه الشابة بافساد العائلة وتشكيك الزوج بزوجته ورئيس وزرائه وجن جنون الزوج الملك فأمسك بسيفه، وقطع رؤوس كل أفراد عائلته ورئيس وزرائه ولم يعرف هذا الزوج البائس عن الخطة المحكمة التي وضعها هؤلاء اليهود ونفذتها هذه الفتاة اللعوب وهكذا نجح اليهود بتطبيق الخطة علي كورش مثلما نجحوا بتطبيقها علي غيره من الملوك والأمراء في أماكن كثيرة من العالم
إسرائيل صنيعة الاستعمار
ثياب الاستعمار كثيرة فكلما بلي ثوب لبس غيره، وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر للدول الاستعمارية أن لعبتهم هذه سوف لن تستمر، وباتت لعبة قديمة ورأوا أن الإسلام لو تحرك بحرية بين هذه البلدان المستعمرة فانه سيشكل قوة ضاربة خطيرة تعصف بهم وبمصلحتهم في هذه المنطقة الحيوية من العالم وفي مناطق أخري كثيرة، لذلك فان إسرائيل (وهي اللعبة الجديدة والثوب الجديد) للاستعمار ستكون كفيلة بتحديد حرية تحرك الدول الإسلامية في هذه المنطقة لذا فيجب أن (تصنع) في هذا المكان الحساس، وولدت بعد محاولات بذلتها الصهيونية العالمية واليهودية مستفيدة من كل الظروف العالمية، ولكن ذلك صادف رغبة ملحة وهوي من نفوس الدول الاستعمارية تحقيقا لمصالحهم
اذن إسرائيل صنيعتهم والخادم المنقذ لمصالحهم وبالفعل فقد حققت لهم إسرائيل كل مصالحهم وخرج الاستعمار من الباب ليدخل من الشباك كما يقولون"
وكل ما سبق لا علاقة له بموضوع الكتاب وهو الصلح وإنما هو نتاج قراءة كتب التاريخ وأحيانا التعامل مع اليهود وبعد كل هذه المقدمة الطويلة تحدث الشيرازى عن الصلح فقال:
"إسرائيل وعروض السلام!!
إسرائيل وهي عصابة العنف والإرهاب لا تترك مناسبة إلا وتطرح فيها عروضها للسلام وسلامها الذي تنشده هو أن يقوم علي أساس الظلم والغصب وذلك بالاحتفاظ بالأراضي المغصوبة ورفض عودة الفلسطينيين إلي أراضيهم ومن دون أن تبدي تنازلا لأصحابها الشرعيين فهي غير مستعدة لأن تقدم أية تنازلات
وكثيرا ما تظاهروا بهذه العروض الكاذبة، فقد تظاهر زعماؤهم بالسلام قبل العدوان الثلاثي علي مصر عام (1956م)، وتظاهروا بذلك أيضا قبل حرب (1967م) فكأن هناك ارتباطا وثيقا بين عروضهم هذه وبين توقيت اعتداءاتهم وإسرائيل ترفض أن تبحث موضوع احتلال القدس وتصر علي احتلالها، وقد رفضت أغلب المعاهدات والقرارات التي تخوض في هذا الموضوع سرا فيما تظهر الالتزام بالتنفيذ علنا
العرض الخياني
مما تقدم نعرف أن (إسرائيل) و (اليهود) عصابات إرهابية ولا علاقة لها (بعالم الأمس) كما علم أن الصهيونية والاستعمار وجهان لعملة واحدة، وعلمنا أيضا غاية الصهيونية ولدت في قلب الأمة الإسلامية وليس في نيتها الرحيل، وحقدها علي الإسلام (حقد مقدس)! كما يسميه اليهود
اذن هل هناك وجه للمصالحة معها وكيف ستمد يد المصالحة لها؟!! فهل يجوز لك أن تصالح غاصب بيتك وتسميه صديقا!! وماذا نسمي زيارة السادات لإسرائيل هل هي صلح أم سلام أم استسلام، أم (تطبيع علاقات)، كما يحلو للسادات أن يسميها بذلك أم أنها الخيانة؟!!
زيارة وتجارة
هناك من بارك ومن صفق لهذه الزيارة المخزية وتسلم الأجور مقدما في داخل مصر وخارجها وتاجر بدينه وشرف كلمته وصوته من أجل حفنة دراهم!! وهناك من وقف وقفة المتفرج بانتظار ما تفرزه هذه الزيارة سلبا وإيجابا أي ان هناك من يتمني النجاح للزيارة وهو صامت، وهناك من يتمني فشلها أيضا، كما أن هناك من رفض الزيارة رفضا فيه نوع من الصمود والتحدي، وآخر رفضها رفضا مطلقا (أي مطلق الرفض) وبمثل هذه المواقف أيضا خرجت قمة بغداد حيث إن الزعماء العرب جميعا (اتفقوا علي أن لا يتفقوا) علي عكس قادة اليهود الذي (اتفقوا علي أن يتفقوا) وسنوضح ذلك متعرضين إلي مواقف كلا الطرفين
|