وينبي عن اطباق الصحابة الاولين علي هذه المأثرة لأمير المؤمنين استنشاده بها اصحاب الشوري يوم ذاک بقوله: (افيکم من ائتمن علي سورة براءة وقال له رسول الله (ص): أنه لا يودي عني إلا أنا أو رجل مني، غيري؟) قالوا: لا
وأن هذه الجملة المذکورة عدها ابن أبى الحديد من الصحيح ومما استفاض في الروايات من المناشدة يوم الشوري "
الكتاب كله قائم على أن الحديث عند السنة صحيح ومن ثم فكل الروايات التى ذكرها الأمينى ليس فيها رواية واحدة عن الشيعة وهذا منهج يتبعه الشيعة في إثبات ما يريدون إذا كان موافق لحكمهم وأما إذا كان الحديث معارض لما يعتقدون فغنهم يظهرون معايبه من عند أهل السنة أولا ثم من عندهم ثانيا وهو منهج باطل سواء استخدمه الشيعة أو السنة أو غيرهم فهو على هوى كل فريق ومن ثم لا يوجد سوى أصل واحد يمكن الرجوع إليه لإثبات لبطلان أو صحة الحديث وهو القرآن إلا إذا كانت الحديث وغيره يثبتان بطلانهما
بالقطع حادثة تبليغ سورة براءة في القرآن ليس فيها ذكر لعلى ولا لأبى بكر أو لغيرهم ومن ثم على الفور نقول أنها لم تحدث وأنها مجرد حكايات اخترعها الكفار لتفريق المسلمين وقد نجحوا نجاحا عظيما بدليل تأليف ألأمينى لهذا الكتاب الذى ألفه لإثبات أن على هو ألأولى بالخلافة لأن أبو بكر خائن لم يأتمنه الله على تبليغ الآيات وهو الاستنتاج الذى قال فيه :
"استنتاج:
المتخلص من سرد هذه الاحاديث هو تواتر معنوي أو اجمالي لوقوع أصل القصة من استرداد الاي من أبى بکر وتشريف أمير المؤمنين بتبليغها ونزول الوحي المبين بأنه لا يبلغ عنه (ص) الا هو أو رجل منه ولا يجب علينا البخوع لبعض الخصوصيات التي تفرد بها بعض الطرق والمتون فإنها لا تعدو ان تکون آحادا، وفي القصة ايعاز إلي أن من لا يستصلحه الوحي المبين لتبليغ عدة آيات من الکتاب کيف يأتمنه علي التعليم بالدين کله وتبليغ الأحکام والمصالح کلها "
والاستنتاج خاطىء بالطبع فالروايات لا يوجد فيها ما يدل على الخيانة وإنما فيها ما يدل على التالى:
الأول أن أبا بكر هو الأمير على على وعلى مجرد مؤذن وهو قول الحديث :
"لما کان قبل التروية بيوم قام أبو بکر فخطب الناس فحدثهم عن مناسکهم، حتي اذا فرغ قام علي فقرا علي الناس حتي ختمها" الثانى أن القرآن لم ينزل شىء يثبت خيانة أبو بكر أو كفره وهو قول الحديث :
"فرجع أبو بکر فقال: يا رسول الله بأبى أنت وأمي أنزل في شأني شي ء؟ قال: لا" وما استنتجه الأمينى هو استنتاج على هوى النفس لنصرة المذهب ولا يدل عليه أى لفظ في الروايات
قطعا أقول هذا احقاقا للحق وليس إحقاقا لتلك الأحاديث التى هى باطلة جميعا من خلال بيات تناقضاتها مع نفسها ومع القرآن وهى :
التناقض الأول : اسم الناقة التى ركبها على:
مرة هى ناقة على نفسه في قول رواية:
"فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي"
وهو ما يناقض مكونها مرة ناقة النبى(ص) العضباء وهو قول رواية:
"فحمله علي ناقته العضباء"
ويناقض كونها الجدعاء في رواية:
"فسار حتي لحق بأبى بکر فأخذ منه براءة هذه رغوة ناقة رسول الله ص) الجدعاء"
ويناقض كونها القصواء في رواية:
"اذ سمع رغاء ناقة رسول الله القصواء"
التناقض الثانى :مكان التقاء أبو بكر وعلى:
مرة ذو الحليفة في قول رواية:"فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة اتبعه بعلي" وهو ما يناقض كون المكان ضجنان في قول رواية"فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي" وهو ما يناقض كون المكان العرج في قول رواية"حتي اذا کنا بالعرج ثوب بالصبح"
التناقض الثالث :بقاء أبو بكر وعودته:
بعض الروايات قالت أن أبو بكر بقى أمير للموسم كقول رواية :
"فقدمنا مکة فلما کان قبل التروية بيوم قام أبو بکر فخطب الناس فحدثهم عن مناسکهم، حتي اذا فرغ قام علي فقرا علي الناس حتي ختمها"
وبعض الروايات قالت بعودته بعد لقاء على كقول رواية:
"فرد علي أبا بکر فرجع يبکي، فقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟"
التناقض الرابع: مدة مسير أبو بكر قبل لقاء على :
في رواية سار يوم وليلة وهى قول رواية :
"فسار بها يوما وليلة" وهو ما يناقض سيره ثلاث ليالى قى قول رواية أخرى"فسار ثلاثا"
التناقض الخامس :مكان الآذان :
مرة في منى فقط في قول رواية"فسار ثلاثا ثم قال لعلي وأذن في الناس يوم النحر اذا اجتمعوا بمني"
ومرة مناقضة في مكة ومنى وعرفه في قول رواية أخرى" وأمره أن يؤذن بمکة ومني وعرفه"
التناقض السادس :كلمات الآذان:
أن كلمات الآذان هى" (ذمة الله ورسوله بريئة عن کل مشرک)
وهو ما يناقض كونها كلام مخالف تماما في قول رواية أخرى"إنه لا يدخل الجنة کافر، ولا يحج بعد العام مشرک، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن کان له عند رسول الله (ص) عهد فهو له الي مدته"
التناقض السابع "عدد آيات للآذان :
مرة40 آية في قول رواية "فأقام أبو بکر للناس الحج لما نزلت هذه الآيات الي رأس اربعين اية بعث بهن رسول الله (ص) مع أبى بکر "
وهو ما يناقض كونها 10 في رواية تقول :
"لما نزلت عشر آيات من براءة علي النبي (ص) دعا أبا بکر ليقرأها علي أهل مکة ثم دعاني"
وأما مناقضات الروايات للحديث فهى :
الأول كون على من أهل بيت النبى(ص) ولا يمكن أن يكون من أهل بيته لانعدام الذكور عند النبى(ص) كما قال تعالى:
"ما كان محمد أبا أحد من رجالكم"
الثانى كون على من النبى(ص) وهو محال لأن الرسول(ص) لم يعش له ذكور حتى سن الرجولة كما قال تعالى:
" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم"
ونلاحظ قول مستحيلة في رواية هى" أنت منى وأنا منك"فلا يمكن أن يكون النبى(ص) والدا لعلى وفى نفس الوقت ابن له أو العكس
الثالث وجود الحوض وكل مسلم له حوضين كما قال تعالى :
"فيهما عينان تجريان"
الرابع التناقض بين كون أبو بكر أخاه وليس من أهله وهو كلام يتعارض مع التاريخ المعروف فهو حميه زوجه ابنته وقد صارت ابنة ابو بكر من أهل بيته وهو كلام غير مستقيم
ومن ثم الحادثة عندى لم تحدث لاختلاف الروايات اختلافات كثيرة جدا زد على هذا خلافها الرئيسى مع القرآن
وأنهى هاشم الموسوى الكتاب بالخاتمة التالية:
"الخاتمة:
و بعد ان عرض الشيخ الاميني هذه الحادثة بطرق مختلفة علق بقوله: ان رواية هذه الحادثة بلغت مرحلة التواتر المعنوي او الاجمالي، وذلک يعني انها قطعية الصدور ...
وقد انتهي الشيخ الاميني من خلال عرضة لوقائع الحادثة الي حقيقتين هما: 1 - القطع بصدق الحادثة لانها بلغت مرحلة التواتر المعنوي او الاجمالي
2 - استبدال أبى بکر بعلي في تبليغ آيات البراءة
وقد استنتج من هذا الاستبدال الاختلاف في الأهلية بعد أن أخبر الوحي الالهي النبي (ص) بان: (لا يودي عنه إلا هو أو رجل منه) وهو علي فالمستفاد من هذة الحادثة ان الموهل للاداء عن الرسول (ص) هو علي، ذلک لأن الخليفة سيتحمل بعد الرسول (ص) مسئولية أداء المهام النبوية من تبليغ الکتاب والسنة وتبيان أحکام الشريعة وفي هذه الحادثة دلالة واضحة علي ذلک، اذ سحب الاداء من أبى بکر وانيط بعلي، مع تفسير نبوي واضح لهذا الاستبدال"
وهو نفس الاستنتاج الخاطىء الذى يصح في الروايات لو كان الاستبدال استبدال تام فالروايات أبقت ابو بكر أميرا على الموسم ولم تعط الإمارة لعلى وإنما أعطت الروايات على التبليغ أقول هذا رغم أن تلك الروايات كلها كاذبة ولا دليل عليها من كتاب الله
|