العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الثالوث فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطبع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الصفق فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الولدان المخلدون (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخمار فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحجاب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: رقص و قذارة سفيرة (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الخنق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغلمة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: السجل فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 21-10-2009, 03:10 AM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

هناك شيء يبعثُ الملل مع ركام التأمل .. سيظل الرحيل شرفة إلى المستقبل .. والوطن بوابة عودة ..
تعبير ركام التأمل جاء ليعطي التأمل معنى غير المعاني الحكيمة الاعتيادية له ، ليصير ركامًا غير مفيد ،وتأتي
جملة الرحيل شرفة إلى المستقبل لتجسد رؤية خصوصية للموقف إذ لا ينتهي العمر بالرحيل ، بل تظل هناك
إمكانية أو احتمالية قائمة لبناء مستقبل إنساني ووجداني راق ٍ.
هناك ذهبنا حيثُ لا أفق ينتظرنا .. غير الحنين .. وعاودنا الحنين .. لتخطفنا مدارات الإشتياق .. من بين


النص يمتاز بمنحى يتماس مع الفلسفة ، مدرارت الاشتياق كانت جملة مميزة امتزجت فيها الصورة بالحالة الوجدانية
لتجعل الشوق عملية لا نهائية ،لكن لا أستطيع فهم دلالة أيدينا المرتحلة معنا ، ويظل الرحيل والضوء توأمًا إذ أن الضوء
يشاطر الأفق وهو في ذلك يتوازى مع الرحيل شرفة المستقبل .إن عنصر الصورة حاضر بشدة من خلال
التعبيرات التي تجعلني أتخيل الخلفية الزرقاء الغامقة أو وأشباح تتحرك في أفق تبحث عن درب تهتدي إليه.
وكانت (عدسة المبدع) متجهة نحو المشهد بإيقاعات تختلف سرعاتها باختلاف الحالات النفسية وهذا في
صالح العمل الأدبي بطبعية الحال
. أيدينا المرتحلةِ معنا .. نحو ضوء يشاطرنا الأفق .. تعلوا معنا شهقة حب .. صرخة غضب .. لوعة لب ..

وفكرة الرحيل والاغتراب كان التعبير عنها من خلال الشهقة والصرخة واللوعة مغطيًا مساحات نفسية متعددة
تظهر تقلبات النفس
وحقيقة تاهت في غيابة الجب .. فنقف على عتبة الباب الوحيد .. وهو إنتظارنا الأجل ..

حينها داخت مداراتنا ..

وبعدها شاخت أجسادنا ..

ومن ثَمَ شائت الأقدار أن يبكى علينا ..
هذه الكلمات تبدو وكأنها ترسم صور أطلال بشرية أو أطلال حقيقية وكان وجود النقاط يبن كل كلمتين معبرًا عن
حالة من البطء في الحديث وجعلت الترقب والانتظار لتتمة الجملة باعثًا على الاستمرار وكان التشويق فيها عاليًا .
- هناك نصارع المأساة بأشلاء إبتسامة .. خاطفة زائفة .. مصبوغة بحبرٍ شفاف .. لا نراه ..

رحيق إنتظارنا .. إمتصتهُ يداً خاطفة مرت على عجلٍ منا تدعى .. النسيان .. !

تعبير أشلاء ابتسامة كان تعبيرًا مميزًا بسبب تجزئة ما لا يمكن تجزئته وهو الابتسامة ، ويظل الحدث معها مختفيًا

يبحث عمن يظهره ويكشف عنه .
- أحببنا لكن ماذا أحببنا .. ذهبنا عدنا .. قُلنا فعلنا .. صرخنا كذبنا صدقنا .. زفنا .. وعاث بنا ستار الزيف

فهل إستحقينا بعضً من الحقيقة ولو حتى .. أن يقال عنا .. تاهوا .. !!

الصحيح أن تقول استحققنا وليس استحقينا ، واستمررنا أو استقررنا لا استمرينا أو استقرينا ..
هنا جملة ( يقال عنا) أتت لتعبر عن علاقة انفرط عقدها وظلت تبحث عمن يعيدها حتى ولو كانت أقاويل

المحيطين بهم .- ويظل رحيق الإنتظار .. يمتصهُ غيرنا منا .. في الحب إمتصهُ الفراق .. سائحاً عجلاً .. على غفلةٍ منا ..
كان رحيق الانتظار تعبيرًا ابتكاريًا غير اعتيادي خاصة وأن الكثيرين يحلو لهم تسميات مثل جمر الانتظار ، لهيب الانتظار،لكن
الرؤية في هذه التسمية كان جيدة للغاية إذ أنها تفلسف الانتظار بأنه رحيق طالما أنه من أجل المحبوب، وتبدو المأساة في هذا الحب
الذي لم يتوج انتظاره باللقاء ، وإنما ضاع في غمرة المارين الذين لا يتركون الرحيق لغيرهم.
ألا يحقُ لنا أن نقول أحببنا .. !!
كان ختام النص جيدًا للغاية والسؤال فيه التفات إلى المحبوبة تلك التي ربما -اضطرت كحيبيبها- لأن تقبل بغيره
ولكن لواعج الشوق في نفسها تجعلها مصطرعة مع نفسها أتصارحها بأنها أحببت غير من آلت إليه أم لا ؟
النص يندب هذه الأحزان التي تنتهي دون التقاء الحبيبين مع أن الظروف كانت مهيأة لذلك ، ربما النص يدين
تقاليد المجتمع وقمعه العواطف الإنسانية ليبقى المحبون الحقيقيون هم متذيلي قائمة امتصاص الرحيق ،وليظل
المحبون والذكريات تنتج العبق ،والعابرون هم الرابحين !!
نص جيد أحييك عليه وأرجو لك التوفيق دائمًا ..دمت مبدعًا وفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-10-2009, 03:15 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :ماذا أفعل بقلبك
اسم الكاتب:مصطفى الطيار
(خارج منتدى الخيمة)
(7)
وربي إن بعض القلوب
كأوعيةٍ مثقوبةٍ
لا تحتوي جنون عَاشقيَها
مَهَما سكبته المساءاتُ
دُموع
ودماً
وقصائد ابلهت العقلاء !

ماذا افعل بقلبك ؟

يستغربني
كالآتي من اوطانٍ دون هويَّة ..
تلك التي ايقضت في قلبك شيطان الآوهامِ
قد استجدتني ان تسكن حرفي
لكنني بدون رغبةٍ الكتابة
كتبت لها ان الجنون
حالةٌ اجبارية ٌلاتكون بالاختيار!

http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?t=438991
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 09-11-2009 الساعة 07:16 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-10-2009, 03:16 AM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


ماذا افعلُ بقلبك
ماذا أفعل لإبداعك َ!

وربي ان بعض القلوب
كأوعيةٍ مثقوبةٍ
البداية كانت مفاجِئة من خلال القسم ، وعادة يكون القسم حينما يقسم الإنسان متأخرًا
عن الموضوع الذي يقسم عليه ، لكن هذه البداية أكسبت النص قوة هائلة وجعلت
القارئ مستبطنًا هذا التراكم الوجداني الذي حرك هذه الكلمات لمنطقة البوح .
لا تحتوي جنون عَاشقيَها
مَهَما سكبته المساءاتُ
دُموعًا
ودماً
وقصائد ابلهت العقلاء !
كان الانتقال سريعًا إلى جو المساء عزفًا على أوتار الصورة الذهنية عن أحاديث السمر
والجمال وكانت الاستعارة موفقة في جعل الليل يسكب الدموع والآهات .إن الليل يتوحد
بالفرد فيدمع ويدمى . وفي الوقت الذي اعتاد فيه الكثيرون جعل الليل مسئولاً عن الحزن
نجد العلاقة الوثيقة بين الليل والإنسان تشعِل من الرؤى الابتكارية للنص وتزيد من
قيمة الفكرة ذاتها ، وربما يفسر الفرد ذلك بأن المتحدث يقول إنه هو الليل ذاته ولكن بشكل
غير مباشر وهذه قمة الرومانسية أن يسقِط الكاتب أحزانه على أشياء أُخَر . ووفقًا لهذا
المعنى نجد المتحدث هو الجانب الإنساني لليل المتعلق بالانكسار والضعف . وعمومًا هذه
رؤية جيدة حينما يبكي المساء.

ماذا افعل بقلبك ؟

يستغربني
كالآتي من اوطانٍ دون هويَّة ..
فكرة جميلة تدافع عنها في النص وهي ما أسميها (حضارة الحب-هوية الحب)
التعبير يستغربني قلبك أو معناه قليل التداول وهذا التعبير أفاد فكرة الاستنكار
واستغنيت به عن ذكر هذه الكلمة صريحة ، لأن الذي يدفع الكاتب للحديث
عن شجنه هو تجاوزه الحد المعقول ، فكذلك يكون الاستغراب قد تجاوز دلالته
الفعلية ليتخذ معنى آخر وهو الاستنكار أو الاستهجان.وهذا مبرر قوي لدموع المساء.


تلك التي ايقضت في قلبك شيطان الآوهامِ
قد استجدتني ان تسكن حرفي
لكنني بدون رغبةٍ الكتابة
كتبت لها ان الجنون
حالةٌ اجبارية ٌلاتكون بالاختيار!
ما أسوأ أن يكون الحزن هوية والشوق جواز سفر (على حد تعبير أحد زملائنا) إن هذه الفكرة فكرة هوية الحب وتأثيرها الذي يجعلها تبحث عن الحرف الذي تسكن به هو امتداد بالهوية العربية
الممزقة التي لا تجد -كالعادة- إلا الاستجداء .
وعلى صعيد التعبير اللغوي فإن ثمة مفارقة في الهوية التي تسكن الحرف أو تبحث عن حرف تسكن فيه ذلك التعبير المركب المعبر عن الإنهاك ، إنها هوية ملتبسة على نفسها هل هي هوية شفاهية أم كتابية ، لكنها في النهاية تظل هوية مشردة حتى في الحب والهوى(لأنها عربية).
كذلك المقابلة في السطر الأخير والتي أشعرتني بشكل أو آخر بأسلوب أسامة الذاري كانت عبقرية للغاية تلك المقابلة التي تفلسف فيها الأفكار على غير هدى . إن العرب كانت تقول أعذب الشعر أكذبه ، بهذا المنطق أستطيع أن أقول أن هذه العبارة تحوي عبقرية متفردة لما لها من استبطان لمشاعر لها تراكماتها التي جعلتها تقع في هذه المنطقة من البوح .

كتبت لها ان الجنون
حالةٌ اجبارية ٌلاتكون بالاختيار!
إن الاختيار قد يكون قمة الإجبار إذا لم يكن هنالك غيره ، وليس للإنسان أن يختار أشياء كثيرة هو مصيّر فيها ، وبهذا المنطق تكون فكرة الكتابة نفسها والبوح فكرة يختارها المبدع مجبرًا لأنه لو لم يفعل فإنها ستصطاده في موقع آخر وبشكل أكثر نزفًا .
إن الجنون قد يكون أرقى أشكال التفكير المنطقي إذا كان المنطق معوجًا ، ولا يكون الجنون حالة اختيارية إلا إذا كانت دروب النجاة من إلحاحات الذاكرة ملتوية ممهدة بالشوك !
التضاد في العبارة الأخيرة أحدث مفاجأة مزدوجة على صعيد الصورة الذهنية والمعنى اللغوي.
عمل أحسنته وجدير بالتثبيت لسنة قادمة أحييك عليه ودمت مبدعًا أخي العزيز.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-10-2009, 10:32 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : دمعة
اسم العضوة : هنودة
(8)

**دمعة**

حين أذرف الدموع...أغسل بها أشجاني

حين أذرف الدموع...أشمر سواعدي

فقد دق جرس الكتابة

و ستستعيد مذكرتي ذاكرتها

التي اشتكت هجري لها على رفوفي

لكن حين تذرفني أيامي دمعة لها

فأستجديها أن تبقيني داخل جفونها

أو على عتبات رموشها

فتأبى الا ان تعاندني

حينها أنكب على ورقة بيضاء من زاوية مذكرتي

أصول و أجول فيها

فلا أجد لنقشي عليها معالم

و لا لكلماتي المقهورة ترجمة

حينها فقط

أدرك أنه سهل على أيامي أن تنكرني

فقد نكرت بعضها ...و أردت أن أتنسى منها أجزاءها

و بعضها لحظاتي معك

التي دونتها خربشة في مذكرتي

و نفيتها الى سجن رفوفي.



بعض مما نزف به قلمي
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-10-2009, 10:35 AM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

**دمعة**


حين أذرف الدموع...أغسل بها أشجاني


حين أذرف الدموع...أشمر سواعدي


فقد دق جرس الكتابة
فكرة ابتكارية جيدة وزاد جمالها الإصرار على لفظة ذرف الدموع ، وكأن الشجن -وهو الحزن الممزوج بالتأمل قد صدئ وهذا ما أستشفه من خلال كلمة أغسل بها .بعد ذلك كلمة جرس الكتابة فيها إحالة إلى وضع إلزامي لا يمكن التأخر عنه وحقيقة كانت لفظة جميلة جدًا لأنها جعلت للواقع المدرسي حضوره ولكن بشكل مختلف. ثمة شيء آخر وهو أن الجرس والكتابة وصورة الفنان أو المثقف القديمة والتي يصحو فيها ويجلس أمام الساعة ويكتب حتى يمر الوقت المخصص للكتابة هذه الصورة كادت تنمحي من الأذهان في ظل تغيرات الحياة الثقافية وبالتالي كان رجوعك إلى هذا العهد الجميل فيه إحالة لسحر الماضي وألقه الوضّاء .وكم هو جميل أن يعيد المبدع صورًا جميلة كانت أو كاد الناس يظنونها خيالاً محضًا.
و ستستعيد مذكرتي ذاكرتها
ذاكرة المذكرة فكرة جميلة وكان التجسيد أي إعطاؤها سمة آدمية يجعل الصورة أكثر علوقًا بالذهن ويجعل المجاز كأنه حقيقة يتعامل معه القارئ على هذا الأساس.


التي اشتكت هجري لها على رفوفي
هنا كان الشيء الجميل عكس ما كان فيما سبق وهو أنك بادلت الموقف وجعلت للإنسان سمة غير الإنسان فكلمة رفوفي أعطت الانطباع بتكدس الأفكار والمشاعر في القلب .ولو لاحظت ألفاظ علماء التنمية البشرية فهناك كلمة مخزن الذاكرة ، اعترافًا بعبقرية هذه التجسيدات الجميلة الموصلة للفكرة بشكل سريع.

لكن حين تذرفني أيامي دمعة لها
هنا اللغة الإنسانية سمت سموًا كبيرًا عندما أنسنت الأيام وجعلتيها باكية على العكس مما اعتيد فقد أخذت شكل الظالم المتجبر ....وحينما تكون الأنثى أو الإنسان عمومًا دمعة ، فهذا يدل على عمق المأساة ولا تثار الدموع إلا لسبب فكأنما الأيام تفاعلت مع الهموم فبكت حزنًا على شيء بئيس لم يكن معتادًا حدوثه


فأستجديها أن تبقيني داخل جفونها


أو على عتبات رموشها


فتأبى الا ان تعاندني
جميل أنك اتكأت على الفكرة وأكدت على فكرة( الإنسان الدمعة)
والتعبير عتبات رموشها بما فيه من صورة مجازية جميلة تجعل الرموش كالسلم أو كالشيء صعب الوصول إليه اتسعت لتصبح تعبيرًا تشكيليًا جميلاً يستطيع التشكيليون أن يتخذوا منها مادة لفنهم .



حينها أنكب على ورقة بيضاء من زاوية مذكرتي
الله ! جميل لفظ زاوية مذكرتي ، تلك اللفظة الدالة على الانحسار والتضاؤل وهكذا الشيء الجميل الأبيض بدلالته الإنسانية لا اللونية فقط يكون كما عادة الأشياء الجميلة محبوسًا في ركن وربما يحسب لك أنك لم تقولي زاوية مهملة لأن السياق دل عليها.

أصول و أجول فيها
ربما كلمة أصول وأجول تختلف عن المعنى المتبادر للزاوية لكن الاستخدام المغاير لها كان معبرًا عن حالة خاصة تتغير فيها كل المعاني حتى تكون الزاوية مرتعًا يجول ويصول االمرء فيه.

فلا أجد لنقشي عليها معالم


و لا لكلماتي المقهورة ترجمة
صراحة لم أشعر بالإرهاق ولا التكلف في كل هذه الجُمل بل شعرت بها عفوية منسابة سلسلة متدفقة كماء الجداول ، والجميل أنك لجأت إلى مراعاة النظير في المعالم مقابل النقش والترجمة مقابل الكلمات وكانت التفاصيل الدقيقة مستخدمة في إطار عصري يتماشى مع هذا العصر خاصة تعبير ولا لكلماتي المقهورة ترجمة ، كأنها إدانة للعالم الذي لم يوجِد ترحمة للمقهور وإنما أوجد معاجم وقواميس للقاهر.

حينها فقط


أدرك أنه سهل على أيامي أن تنكرني


فقد نكرت بعضها ...و أردت أن أتنسى منها أجزاءها
رؤية جميلة ، رغم أنها تقليدية وجاءت مغايرة للعبارة تذرفني أيامي دمعة ولعبت على الوتر المنطقي نكرت بعضها .فإذا نست الأيام بعضها البعض فلم لا تنسى الذين عاشوها ؟
غير أني أود ألا ندين الزمان في كتاباتنا تفاديًا للمحظور الديني.

و بعضها لحظاتي معك


التي دونتها خربشة في مذكرتي


و نفيتها الى سجن رفوفي.
كانت النهابة -بحق - عبقرية وزادها تألقًا أنك فاجأتينا بأن الخطاب موجه إلى محبوب وليس إلى القارئ العادي ، وتخبئته طيلة هذا الوقت جعلت لكل ما كُتِبَ مذاقًا إنسانيًا خاصًا لا سيما عندما تأتي النهاية سجن رفوفي لتأتي الرفوف في النهاية سجنًا صريحًا بعد أن كانت سجنًا بشكل ضمني .

عمل متميز أحييك عليه وأرجو الاستمرار على هذه الشاكلة ويشرفني دخوله إلى قائمة هذا المشروع .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-10-2009, 08:21 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : حنين بأنين!!!
اسم العضو : علي فوزي ضيف
(9)
لا زالت سياط الذكرى تتعقبني في كل حركة و في كل سكون، و في كل غفوة من غفوات صحوة الماضي المتعب...و إنني لا زلت أيضا أقاوم كقتيل يقف مكابرة رغبة في أن يموت واقفا متأملا في قاتله و لجروحه..متتبعا لتدفق دمائه من تلك الجروح الغائرة ملقيا بنظرات حب لقاتله فلعل الانتهاء يطبع البداية فيه ، و لعل هذا الاكتواء ينير ظلمته...و لعل غرغرته الأخيرة تحيي قاتله..؟!
..فبين الحين و الحين أجدني مكبلا بطلاسمك الأبدية..متحررا من سواك ، و حتى نفسي التي بين جنبي الملتهبة بحنين نارك و نورك..، و مكتشفا لميلاد موتتي فيك ، فيمتد بي وجع الحروف...مسترضيا إياها عسى أن تخرج هذا الكبت و هذا الكبد..فيتنفس بركاني...! لكنني عبثا أحاول حينما أستحضر امتلاك غيري لك..
و ها هو حنيني مرافقا لأنيني الذي لن تسمعي صداه ، و حزني الذي لن تدركي مداه، و لن أضع بعد اليوم كفي أمامك، و لن تتتبعي خطوطها التي ترسمك..، و لن يتسنى لك قراءة قصائدي المحترقة، و لا خواطري المختنقة فيها..كما لن تجد سهامك المخترقة مكانا في روحي لتستقر فيه ، و سأجد لنفسي قبرا أقبر فيه..و حبرا أنفث فيه وهجي..، و مكانا يتسع لآلامي و رفات أحلامي الضائعة فيك..، و شظايا أنيني فقد غربت شمسك و أفل نجمك، و لست مترقبا لغد يجمعنا بعد الأمس، فلا حديثا بعد ذلك الهمس.


__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-10-2009, 08:22 PM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

العمل اتسم بالعديد من المزايا والتي أعجبتني للغاية وأرجو أن يكون في ذكرها إفادة لك
لا زالت سياط الذكرى تتعقبني في كل حركة و في كل سكون،

كان تعبيرًا عن الألم والاستعارة المكنية فيه جعلت للذكرى صورة أليمة من خلال التعبير" سياط" ومثل هذه التعبيرات تزيد من قوة العمل
و في كل غفوة من غفوات صحوة الماضي المتعب...و إنني لا زلت أيضا
جميل للغاية أن يتسم الكاتب بحساسية تجاه الاستخدام اللغوي ، فالتضاد حينما يدخل فيه فعلان متناقضان فإنه يعطي دهشة مفادها المفاجأة والتعبير المبتكر والذي يعكس فلسفة الكاتب ، فالصحوة هي نفسها غافية وهذا يدل على حالة من التلاشي للأمل بل ولم تكن غفوة للصحو نفسه بل إن الصحو نفسه متعب وهذا يجعل الحالة أكثر ألمًا وأشد بؤسًا وكأنما الصحو يحتاج إلى من يوقظه ! أقاوم كقتيل يقف مكابرة رغبة في أن يموت واقفا متأملا في قاتله و لجروحه..متتبعا لتدفق دمائه من تلك الجروح الغائرة ملقيا بنظرات حب لقاتله فلعل الانتهاء يطبع البداية فيه ، و لعل هذا الاكتواء ينير ظلمته...و لعل غرغرته الأخيرة تحيي قاتله..؟!
كانت الصور الإنسانية متوالية مثيرة للإشفاق وقد جسدت ضعفًا وتوحدًا بالآخر يجعل المحِبَ متأملاً في قاتله وكأنما هذه النظرات عتاب أو نظرات مسامحة له على الرغم من سيئاته. على صعيد آخر اتسمت التراكيب اللغوي بالقوة والمقابلات بين الانتهاء والبداية والغرغرة والإحياء بالقوة من حيث أنها عبرت عن أمل مدفون هذا الأمل يفلسف كل شيء وفق ما يتمناه المحِب ولو توقفنا عند (الاكتواء ينير ظلمته) فهي من العبارات المميزة إذ أن المحِب يرى الجانب (المضيء) في قاتله وهذا يدل على الاستسلام الذي يكنه والوداعة الإنسانية ، كما أن تعبير تحيي قاتله اتسمت بعبقرية تجعل المعنى البعيد والقريب متمازجين إذ أن القاتل حي لكن البحث عن حياة قلبه ربما تتأتى من غرغرة مقتوله ، رغم تكرارية الفكرة بصور مختلفة إلا أن مجيئها تباعًا أعطى العمل قوة والأمل توقدًا والفكرة برهنة تزيد من تأثيرها في المتلقي .


..فبين الحين و الحين أجدني مكبلا بطلاسمك الأبدية..متحررا من سواك ، و حتى نفسي التي بين جنبي الملتهبة بحنين نارك و نورك..، و مكتشفا لميلاد موتتي فيك ، فيمتد بي وجع الحروف...مسترضيا إياها عسى أن تخرج هذا الكبت و هذا الكبد..فيتنفس بركاني...! لكنني عبثا أحاول حينما أستحضر امتلاك غيري لك..
فيما عدا العبارة الملونة بالأخضر كان في النص سرد زائد وتعبيرات حبذا لو أنها اختُزِلَت لطالما دلت عليها ألفاظ أُخَر.
و ها هو حنيني مرافقا لأنيني الذي لن تسمعي صداه ، و حزني الذي لن تدركي مداه، و لن أضع بعد اليوم كفي أمامك، و لن تتتبعي خطوطها التي ترسمك..،
كان من الأفضل تجاهل التقفية في صداه ومداه وإن كانا معبرَين من الجانب الصوتي عن الآه بسبب حرف الهاء الذي هو حرف تأوّه، لكن التعبير الآتي بعده كان معبرًا بعبقرية متفردة عن اتساع هذا القلب ، فكأنها كانت تُرسَم بخطوط طويلة تعبر عن سريانها في قلبه وكان التعبير لن أضع بعد اليوم كفي أمامك -داخل هذه التركيبات السياقية- معبرًا عن لحظة إنسانية مستحضرًا معها الإيقاع الموسيقي الحزين والصورة الذهنية الأسية .
و لن يتسنى لك قراءة قصائدي المحترقة، و لا خواطري المختنقة فيها..كما لن تجد سهامك المخترقة مكانا في روحي لتستقر فيه ، و سأجد لنفسي قبرا أقبر فيه..و حبرا أنفث فيه وهجي..، و مكانا يتسع لآلامي و رفات أحلامي الضائعة فيك..، و شظايا أنيني فقد غربت شمسك و أفل نجمك، و لست مترقبا لغد يجمعنا بعد الأمس، فلا حديثا بعد ذلك الهمس.

كان التعبير باللون الأخضر معبرًا عن هذه التراتبية الجيدة للرفات ،فالأحلام -وهي شيء مميع- صارت رفاتًا أي أنها انتقلت من التميع الفانتازي إلى الوجود المادي وبعد ذلك هي ضائعة فليست مجرد أحلام ، بل رفات +أحلام وهذا يعبر عن التلاشي المستغرق ، واتسع بعد ذلك السرد دون داعٍ وإن كان هذا لا يخل بدرجة كبيرة بقوة التعبيرات ولا عمق الحالة النفسية.

دمت مبدعًا وفقك الله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 4 (0 عضو و 4 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .