قال تعالى
وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً
وما أشبه اليوم بالبارحة فكما ردّهم فيما مضى ردّهم الآن --فنحمدك يا ألله على نعمة الردّ--
قال الطبري فيها
(
يقول تعالـى ذكره: { ورَدَّ اللّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا } به وبرسوله من قُرَيش وغطفـان { بِغَيْظِهِمْ } يقول: بكربهم وغمهم، بفوتهم ما أمَّلوا من الظفر، وخيبتهم مـما كانوا طَمِعوا فـيه من الغَلَبة { لَـمْ ينَالوا خَيْراً } يقول: لـم يصيبوا من الـمسلـمين مالاً ولا إساراً { وكَفَـى اللّهُ الـمُؤْمِنِـينَ القِتالَ } بجنود من الـملائكة والريح التـي بعثها علـيهم.
*************************
وقوله: { وكانَ اللّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً } يقول: وكان الله قوياً علـى فعل ما يشاء فعله بخـلقه، فـينصر من شاء منهم علـى من شاء أن يخذله، لا يغلبه غالب { عزيزاً } يقول: هو شديد انتقامه مـمن انتقم منه من أعدائه.
*******************
{ وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ } أي مع غيظهم لم يشفوا صدراً ولم يحققوا أمراً { وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ } أي لم يحوجهم إلى قتال { وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً } غير محتاج إلى قتالهم عزيزاً قادراً على استئصال الكفار وإذلالهم.)
انتهى ملخص كلام الطبري رحمه الله فيها
################################################## #######
وما أشبه اليوم بالبارحة--
فقد حصل نفس ما حصل سابقا--
{وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً }
ردّهم الله بغيظهم --
ولم يظفرهم على المسلمين ---وهذا معنى قوله "لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً " أي ظفرا
والباء للمصاحبة --
أي ردّهم مغيّظين --أي ردّهم إلى بلاد خرجوا منها حانقين غاضبين لم ينالوا ظفرا--
فيا ألله --ردّ كلّ حملة على المسلمين خائبة