المعوذتين
أسباب النزول
عن الأعمش عن يزيد بن حيان بن أرقم قال: سَحَرَ النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود، قال: فاشتكى لذلك أيامًا، قال: فأتاه جبريل، فقال: إن رجلا من اليهود سحرك وعقد لك عقدا ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا فاستخرجها فجاء بها، فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة، فقام رسول الله كأنما نشط من عقال، فما ذكر ذلك لليهود ولا رأوه في وجهه قط .
وروي: أنه لبث فيه ستة أشهر واشتد عليه ثلاث ليال، فنـزلت المعوذتان
وقال ابن عباس، وعائشة -رضي الله عنهما-: كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم [فدبت] إليه اليهود، فلم يزالوا به حتى أخذ مُشَاطة رأسِ النبي صلى الله عليه وسلم وعدَّة أسنانٍ من مشطه، فأعطاها اليهود فسحروه فيها، وتولى ذلك لَبِيدُ بن الأعْصمِ، رجل من يهود، فنـزلت السورتان فيه
الآيات:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) }.
تفسير الآيات:
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}
قل -أيها الرسول-: أعوذ وأعتصم برب الفلق, وهو الصبح.
وقيل:إنه سجن في جهنم.
وقيل:يعني الخلق.
{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ }
من شر جميع المخلوقات وأذاها
{ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ }
ومن شر ليل شديد الظلمة إذا دخل وتغلغل, وما فيه من الشرور والمؤذيات
وقيل:هو غروب الشمس إذا جاء الليل.
وقيل: هو النهار إذا دخل في الليل
{ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ }
ومن شر الساحرات اللاتي ينفخن فيما يعقدن من عُقَد بقصد السحر
{ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) }
ومن شر حاسد مبغض للناس إذا حسدهم على ما وهبهم الله من نعم, وأراد زوالها عنهم، وإيقاع الأذى بهم.
*******************
*****************
**************
الآيات:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) }.
تفسير الآيات:
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }
قل -أيها الرسول-: أعوذ وأعتصم برب الناس, القادر وحده على ردِّ شر الوسواس.
{مَلِكِ النَّاسِ }
ملك الناس المتصرف في كل شؤونهم, الغنيِّ عنهم.
{إِلَهِ النَّاسِ }
إله الناس الذي لا معبود بحق سواه.
{مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ }
من أذى الشيطان الذي يوسوس عند الغفلة, ويختفي عند ذكر الله.
:الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس
وقيل:ينبسط فإذا ذكر الله خَنَس وانقبض، فإذا غفل انبسط .
وقيل:الشيطان، يوسوس في صدر ابن آدم، ويخنس إذا ذُكر الله .
ورُوي عن ابن عباس رضى الله عنه أنه كان يقول في ذلك ( مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ ) الذي يوسوس بالدعاء إلى طاعته في صدور الناس، حتى يُستجاب له إلى ما دعا إليه من طاعته، فإذا استجيب له إلى ذلك خَنَس.
{الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ }
الذي يبثُّ الشر والشكوك في صدور الناس
وقيل:الشيطان الوسواس، الذي يوسوس في صدور الناس: جنهم وإنسهم.
{ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}
من شياطين الجن والإنس.
فإن قال قائل: فالجنّ ناس، فيقال: الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس. قيل: قد سماهم الله في هذا الموضع ناسا، كما سماهم في موضع آخر رجالا فقال: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ } فجعل الجنّ رجالا وكذلك جعل منهم ناسا.
,قد ذُكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدّث، إذ جاء قوم من الجنّ فوقفوا، فقيل: من أنتم؟ فقالوا: ناس من الجنّ، فجعل منهم ناسا، فكذلك ما في التنـزيل من ذلك.
*******************
****************
***********
فضائل السورتين
عن عقبة بن عامر قال :قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنزل أو أنزلت علي آيات لم ير مثلهن قط المعوذتين )0 رواه أبي داود والترمذي، وقال حديث حسن صحيح
وعن عبد الله بن حبيب رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم( اقرأ قل هو الله أحد0والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء)
وعن عائشة رضي الله عنها ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات ، وينفث ، فلما اشتد وجعه ، كنت اقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها
روى احمد والنسائي والحاكم عن عقبة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يا عقبة، الا اعلمك خير سورتين قرئتا: قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس. يا عقبة اقراهما كلما نمت وقمت ما سال سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما".
|
النمط الخطي
