أغنيــة الصبـــاح
أشرق الصبحُ واحتواه الفضاءُ ** وصفا الضوءُ فالفضاءُ ضياءُ
أسفر الصبح باسما ينثر النور ** وفاضت بسحره الأرجاءُ
فترى الأرض واحة من جمال ** وعليها من كل لون كساءُ
بين لمع الذرا وهمس السواقى ** وغدير ينساب فيه الماءُ
وسماءٍ كأنها مهجة المؤمن ** فيها سكينة وجلاءُ
صُنعة الله ما لها عمدٌ تعلو ** فجلّ البناء والبنّاءُ
وضباب كأنه الوهم تسرى ** منه فى الأفق روعةٌ وبهاءُ
فكأن السديم أغوار نفس ** أو غموض حُفّت به الأجواءُ
ونخيلٍ يصغى لسقسقة الطير ** مصيخا يحلو له الإصغاءُ
يتهادى فى رقة ووقار ** مثلما مال بالنياق الحداءُ
ونسيم يضوع من عبق الزهر ** وتسرى عطوره الفيحاءُ
فى نسيم الصباح ما يشرح الصدر ** وفيه من كل هم شفاءُ
ومن الدوح والخمائل تأتى ** نغماتٌ تصفو بها الأجواءُ
وعلى الأيك أغنيات العصافير ** بلحنٍ تزفّه الأرجاءُ
ليت شعرى هل ذاك شجو وبثٌّ ** أم غناءٌ أم فرحةٌ أم دعاءُ
وترى الزهر كل لونٍ وشكلٍ ** فيه نور ورونق وبهاءُ
فكأن الندى به تاج كسرى ** يتجلى فيه السنا والسناءُ
أو جمانٌ بنظم عقد تلالا ** فوق جيدٍ تزهو به حسناءُ
خلق الله مبدعا جلّ ربى ** منه هذا السنا وهذا الأياءُ
علم الطير كيف تشدو وتبنى ** فلها فطنةٌ وفيها ذكاءُ
ولها فى البكور سعىٌ وجدٌ ** ولها نحو عشها الإهتداءُ
ولها فى الغصون بيتٌ وعشٌ ** وقصورٌ كأنها الحمراءُ
ينزل القطر فى اليباب ليحيى ** ميت الأرض وهو بورٌ خلاءُ
فإذا الماء قد جرى كل صوبٍ ** فى ثراها واخضرت الأنحاءُ
فهى الأمس مَهمةٌ وخرابٌ ** وهى اليوم روضة غناءُ
رب كيف الثناءُ والشكر منا ** غمرتنا من حلمك الآلاءُ
إن نما الزرعُ فى الحقول منيرا ** فبه من نداك هذا النماءُ
أو سُألتَ العطاء من حبة الأرض ** فمنك العطاءُ والأنواءُ
تفلق الصبح بالضياء وفيه ** قبسٌ منك مشرقٌ وضّاءُ
فاجعل الصبح سرمدا إن فى الخلق ** قلوبا يروعها الإمساءُ
قــــــوس الـمــطــــــــــر الشاعر محمد رينبو وقصائد متعددة .
النمط المتطور