شيخنا الفاضل أبو ايهاب ،،، حياك الله .
تقول :
(( 2 - ولنا أن نلاحظ أن التفضيل بالنسبة للرسل كما جاء بالآيات التى ذكرتها ، هو من عند الله سبحانه وتعالى وليس موكولا لبشر ، كما أنه سبحانه لم يحدد لنا من هو الفاضل ومن هو المفضول ، لأن ذلك ليس من اختصاصنا نحن ، ولذلك فلنلزم قـَدْرَنا ولا نتعداه .))
أنا أحترم هذا الكلام وقد اتفق معك عليه ،،، ولكن ما بال رواة الحديث يُتحفوننا بأحاديث لا تتفق وهذا القول .
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فهذا رسول الله يقول في الحديث المروي في كتب الصحاح :
(( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع ))
فهذا الحديث يقول لنا أن سيدنا محمد هو سيد ولد آدم وهو بذلك يفضل كل الأنبياء ؟؟؟؟؟!!!!!
وكلام الإمام النووي في شرحه على الحديث كلام مهم ويستحق القراءة
أنظر معي الى كلام الإمام النووي رحمه الله
صحيح مسلم بشرح النووي
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَنَا سَيِّد وَلَد آدَم يَوْم الْقِيَامَة , وَأَوَّل مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْر , وَأَوَّل شَافِع وَأَوَّل مُشَفَّع )
قَالَ الْهَرَوِيُّ : السَّيِّد هُوَ الَّذِي يَفُوقُ قَوْمه فِي الْخَيْر , وَقَالَ غَيْره : هُوَ الَّذِي يُفْزَعُ إِلَيْهِ فِي النَّوَائِب وَالشَّدَائِد , فَيَقُومُ بِأَمْرِهِمْ , وَيَتَحَمَّلُ عَنْهُمْ مَكَارِههمْ , وَيَدْفَعُهَا عَنْهُمْ . وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَوْم الْقِيَامَة ) مَعَ أَنَّهُ سَيِّدهمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة , فَسَبَبُ التَّقْيِيد أَنَّ فِي يَوْم الْقِيَامَة يَظْهَرُ سُؤْدُده لِكُلِّ أَحَدٍ , وَلَا يَبْقَى مُنَازِع , وَلَا مُعَانِد , وَنَحْوه , بِخِلَافِ الدُّنْيَا فَقَدْ نَازَعَهُ ذَلِكَ فِيهَا مُلُوكُ الْكُفَّار وَزُعَمَاء الْمُشْرِكِينَ . وَهَذَا التَّقْيِيد قَرِيب مِنْ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى : { لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } مَعَ أَنَّ الْمُلْكَ لَهُ سُبْحَانه قَبْل ذَلِكَ , لَكِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا مَنْ يَدَّعِي الْمُلْكَ , أَوْ مَنْ يُضَافُ إِلَيْهِ مَجَازًا , فَانْقَطَعَ كُلّ ذَلِكَ فِي الْآخِرَة . قَالَ الْعُلَمَاء : وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا سَيِّد وَلَد آدَم ) لَمْ يَقُلْهُ فَخْرًا , بَلْ صَرَّحَ بِنَفْيِ الْفَخْر فِي غَيْر مُسْلِم فِي الْحَدِيث الْمَشْهُور ( أَنَا سَيِّد وَلَد آدَم وَلَا فَخْرَ ) وَإِنَّمَا قَالَهُ لِوَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا اِمْتِثَال قَوْله تَعَالَى : { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّك فَحَدِّثْ } وَالثَّانِي أَنَّهُ مِنْ الْبَيَان الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ تَبْلِيغه إِلَى أُمَّته لِيَعْرِفُوهُ , وَيَعْتَقِدُوهُ , وَيَعْمَلُوا بِمُقْتَضَاهُ , وَيُوَقِّرُوهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا تَقْتَضِي مَرْتَبَتُهُ كَمَا أَمَرَهُمْ اللَّه تَعَالَى . وَهَذَا الْحَدِيث دَلِيل لِتَفْضِيلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخَلْقِ كُلِّهِمْ ; لِأَنَّ مَذْهَب أَهْل السُّنَّة أَنَّ الْآدَمِيِّينَ أَفْضَل مِنْ الْمَلَائِكَة , وَهُوَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَل الْآدَمِيِّينَ وَغَيْرهمْ .
وَأَمَّا الْحَدِيث الْآخَر : " لَا تُفَضِّلُوا بَيْن الْأَنْبِيَاء " فَجَوَابه مِنْ خَمْسَة أَوْجُه : أَحَدهمَا أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ قَبْل أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ سَيِّد وَلَد آدَم , فَلَمَّا عَلِمَ أَخْبَرَ بِهِ . وَالثَّانِي قَالَهُ أَدَبًا وَتَوَاضُعًا . وَالثَّالِث أَنَّ النَّهْيَ إِنَّمَا هُوَ عَنْ تَفْضِيلٍ يُؤَدِّي إِلَى تَنْقِيص الْمَفْضُول . وَالرَّابِع إِنَّمَا نَهْيٌ عَنْ تَفْضِيلٍ يُؤَدِّي إِلَى الْخُصُومَة وَالْفِتْنَة كَمَا هُوَ الْمَشْهُور فِي سَبَب الْحَدِيث . وَالْخَامِس أَنَّ النَّهْيَ مُخْتَصٌّ بِالتَّفْضِيلِ فِي نَفْس النُّبُوَّة , فَلَا تَفَاضُلَ فِيهَا , وَإِنَّمَا التَّفَاضُل بِالْخَصَائِصِ وَفَضَائِل أُخْرَى وَلَا بُدَّ مِنْ اِعْتِقَادِ التَّفْضِيل , فَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } .
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَأَوَّل شَافِع وَأَوَّل مُشَفَّع ) إِنَّمَا ذَكَرَ الثَّانِي لِأَنَّهُ قَدْ يَشْفَعُ اِثْنَانِ , فَيَشْفَعُ الثَّانِي مِنْهُمَا قَبْل الْأَوَّل . وَاَللَّه أَعْلَم .
هذا فيما يخص الرسل والأنبياء ،،، واما فيما يخص الصحابة ،،، فحدث ولا حرج عن كثرة الأحاديث التي تفاضل بينهم ،،، والغريب أن اهل السنة والجماعة فضلوا الخلفاء الراشدين على بقية الصحابة ،،، وفضلوا أبو بكر وعمر على عثمان وعلي ،،، وأختلفوا على أفضلية عثمان وعلي ،،، ثم إستقر منهج اهل السنة والجماعة على أفضلية عثمان .
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه والذي هو محور حديثنا ،،، هو :
هل ينسجم هذا الكلام مع منهج القرآن الكريم الذي ذكرته لنا أنت في البند الثاني من مشاركتك .
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وتقول :
(( 3 - كذلك فقد ذكر سبحانه وتعالى فى سورة الأحقاف الآية (35) ، أولى العزم من الرسل ولم يحددهم .))
صحيح أن القرآن الكريم لم يحدد من هم أولي العزم
ولكن أهل الحديث قالوا لنا من هم هؤلاء الرسل " أولى العزم "
سؤال آخر يطرح نفسه :
هل هناك حدود فاصله بين ما جاء في القرآن الكريم وبين ما جاء في كتب الحديث ،،، متى نلجأ للقرآن ومتى نلجأ للحديث النبوي أو لما هو موجود في كتب الحديث .
؟؟؟؟؟؟
بقي أن أنوه الى فكره مهمه حتى يكون الحوار أكثر عمقا" وهي هل هناك إنفاق على أن مريم نبيه أم لا ؟؟؟؟
فإذا كانت مريم عليها السلام نبيه لما جاز لنا التفاضل مع غيرها وفقا" لمنهجك أما إذا كانت غير نبيه فهذا أمر آخر مختلف .
للحديث بقية وشكرا" لك شيخنا الفاضل .