أسـبــوعيـــــــــات ..

[محمد الحبشي]

* من زمن الطفولة ..

جلسنا نراقب تلك النجوم ............ اٍذا ما توارت وراء الغيوم
ولفّ السكونُ الفضاءَ الرحيب ....... وخيم فوق الوجود الوجوم
وغرد طير الحقول الحزين ........... على غصنه الرائع المستقيم
ورف كقلبى يمد جناحيه .............. مدا ليطوى الفضاء العظيم
وطار بعيدا كأحلام عمرى .............. وحلق بين الدجى والسديم
جلسنا وفى ذهننا قد توارت ................ أحاديث نفس وماض قديم
تحدثنى عينها فى هدوء ............. وقالت وقد حاصرتها الهموم
أريد صديقا لأيام عمرى ............... لأن الصداقة شىء يدوم
لأن الصداقة أسمى وأغلى ............. لأن الصداقة شىء عظيم
لأن الصداقة حلم جميل .............. فكن لى صديقا رفيقا حميم
وساد السكون بأعماق نفسى ......... وألبسها الصمت ثوب الوجوم
وقالت وقد أشرق الحسن منها............ بصوت رقيق عطوف رحيم
أريدك مثل الربيع الحنون ........ اٍذا يلثم الأرض لثم الرؤوم
فيبعث فيها صنوف الحياة.......... ويمنحها الحسن بعد السهوم
أريدك لحنا بأعماق نفسى ......... يغرد مثل الهزار الرخيم
فيجلو الكآبة من ضيق صدرى ....... ويرسم بسمة فجر وسيم
أريدك دفئا وظلا وروضا ......... أريدك جنة عمرى السقيم
أريدك كفا رقيقا حنونا .......... كأم تهدهد طفلا فطيم
أريدك كالنور يغمر نفسى ......... يبدد أوهام ليل بهيم
ويمسح من فوق خدىً دمعى ..... ويبعد عنى الأسى والهموم
نظرت وقد أشرف الدمع منى ...... وقلت وقد أثقلتنى الكلوم
اٍذا لم يكن بك نحوى شعور ......... فما أنت عندى على ذا ملوم
واٍن لم تكن لى حبيبا فكن لى ........ صديقا يباعد عنى الهموم
فاٍن الصداقة أطهر عندى......... وأقدس من كل حب عظيم
فكن لى صديقا أقاسمه عمرى ....... ونحيا معا فى رياض النعيم
اٍذا أثقلتنى هموم الليالى ........ يداعب خدىً مثل النسيم
ويقبل مثل الصباح الجميل ........ ويرحل مثل المساء الوسيم
ويبسم مثل ابتسام الربيع ........... فيضفى على الكون حسنا يدوم
يعيد اٍلى عالمى كل حسِّ ٍ.......... تخيلته كالجماد الرميم
ويسبر أغوار نفسى بفن .......... لينقذنى من قرار الجحيم
أريد صديقا لأنى وحيد .......... بدنياى أجرع كأس الهموم
وبين ضلوعى فؤاد كسير ........ أهدهده كالصغير اليتيم
وأخشى عليه صروف الليالى ...... وأخشى عليه أسى لا يريم
فكن أملا لى نما فوق أرضى ...... فبستان قلبى حصيد صريم
ورتل أغانيك لى كل يوم ....... بصوت جميل وعذب رخيم
فكم فى غناءك ترتاح نفسى ..... وكم قد شجانى هذا الرنيم
فكن لى صديقا أقاسمه عمرى .... ونحيا معا فى رياض النعيم