العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-10-2022, 09:12 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,019
إفتراضي قراءة فى خطبة الشتاء حِكم وأحكام

قراءة فى خطبة الشتاء حِكم وأحكام
الخطيب هو عبد الله بن عبده نعمان العواضي والخطبة تدور حول أحكام الشتاء وقد تحدث الخطيب عن عيوب الشتاء فقال :
"أما بعد:
أيها المسلمون، لقد أقبل علينا فصل الشتاء يحمل معه شدة البرد، وكثرة المرض، وصعوبة الحركة، وقلة الإنتاج وهذه مضار لكن مع المضار منافع للبشرية لا تتحقق إلا في فصل الشتاء، ولا تتم إلا في ظل البرد"
والعيوب والفوائد أى شر وخير الشتاء هو من ضمن الابتلاء بالشر والخير وفيه قال تعالى:
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
ونقل عن ابن القيم كلام عن كون تنوع المناخ فى المكان الواحد فى الفصول الأربع يحقق مصالح مختلفة فقال :
" قال ابن القيم: "تأمل أحوال هذه الشمس في انخفاضها وارتفاعها لإقامة هذه الأزمنة والفصول وما فيها من المصالح والحكم؛ إذ لو كان الزمان كله فصلاً واحداً لفاتت مصالح الفصول الباقية فيه، فلو كان صيفاً كله لفاتت منافع مصالح الشتاء، ولو كان شتاء لفاتت مصالح الصيف، وكذلك لو كان ربيعاً كله، أو خريفاً كله، ففي الشتاء تغور الحرارة في الأجواف وبطون الأرض والجبال، فتتولد مواد الثمار وغيرها، وتبرد الظواهر، ويستكثف فيه الهواء، فيحصل السحاب والمطر، والثلج والبرد الذي به حياة الأرض وأهلها، واشتداد أبدان الحيوان وقوتها، وتزايد القوى الطبيعية، واستخلاف ما حللته حرارة الصيف من الأبدان، وفي الربيع تتحرك الطبائع، وتظهر المواد المتولدة في الشتاء، فيظهر النبات ويتنور الشجر بالزهر، ويتحرك الحيوان للتناسل"
وما نقله الرجل عن ابن القيم ليس كله صحيحا ككلامه عن أزهار الشجر وتناسل الحيوان فالإثمار والتناسل يتحقق فى كل الفصول تقريبا فهناك نباتات صيفية وشتوية وخريفية وربيعية والحيوانات إن اقتصر بعضها على فصول معينة فى التناسب فبقيتها تتكاثر فى أى وقت
وحدثنا كلاما أخر لا علاقة له بالعلم فقال :
"عباد الله، في فصل الشتاء يسخن جوف الإنسان، ويبرد في الصيف؛ لأنه في الشتاء يكون بارداً، فيبرد ظاهر البدن، فتهرب الحرارة إلى باطن البدن؛ لأن الضد يهرب من الضد؛ ولهذا يسخن جوف الأرض في الشتاء؛ لسخونة الظواهر، فتهرب البرودة إلى الأجواف"
فبرودة الجوف وحرارته ترجع إما إلى أنواع الطعام وإما إلى المرض فهناك المواد الحريفة والمالحة والسكرية ترفع من حرارة الكثير من اجواف الناس فالبرودة والسخونة فى الجوف لا تعود للجو

ثم قال :
"ومن حكم الله أن نبات وفواكه الشتاء لو أكلت في الصيف أو العكس لربما أضرت بالبدن وسببّت له الأذى، فسبحان الخالق الحكيم"
واعتبر العواضى أن الشتاء موسم لزيادة الطاعة فقال :
"معشر المسلمين، إن محبي العبادة المكثرين منها يفرحون بقدوم الشتاء؛ لأنه موسم للازدياد من الطاعة ليلاً ونهاراً، وموعد للراحة في التمتع بطول ملازمتها
قال ابن مسعود:" مرحباً بالشتاء، تنزل فيه البركة، ويطول الليل للقيام، ويقصر النهار للصيام
وحينما حضرت الوفاة معاذاً بكى، وقال: إنما أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء بالركب على حِلَق الذِّكْر
إن زمن الليل في فصل الشتاء يمتد ويبارك فيه؛ فهو بذلك فرصة لتطويل صلاة الليل، مع أخذ الجسم حظه الكافي من النوم، وللروح بعد ذلك أن تحلِّق في آفاق القيام ما شاءت قال تعالى: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}"
وهذا الكلام خاطىء فكل الأيام مجال ممتد لزيادة الطاعات فلم يحدد الله فى قيام الليل صيفا ولا شتاء ولا ربيعا ولا خريفا فقال :
" قم الليل إلا قليلا"

وتحدث عن كون الشتاء مجال للصيام بسبب قصر النهار فقال :
"والشتاء فصل ملائم لعبادة الصيام؛ لأن نهار الشتاء بارد لا يحس الإنسان فيه بشدة الظمأ، وألم الجوع، وضنك التعب، ولأن النهار في الشتاء أيضاً يمضي سريعاً؛ لقصر زمانه فيه
وهذا كله يعين المسلم الحريص على الصيام أن يكثر منه، ويداوم عليه؛ لتحصيله الأجر بلا تعب ولا مشقة كبيرين
ولذلك جاء في الحديث: الصيام في الشتاء الغنيمة الباردة
قال بعض العلماء: " إنما وصفها بالبرد؛ لأن الغنيمة إنما أصلها من أرض العدو ولا تنال ذلك إلا بمباشرة الحرب والاصطلاء بحرها، يقول: فهذه غنيمة ليس فيها لقاء حرب ولا قتال""
وهذا الكلام لا أساس له من الصحة فالصوم عقوبة على العديد من الذنوب ومن ثم ليس هو شىء مستحب وإنما فرضه الله شهرا يدور فى كل الفصول فى مختلف البلاد كما أنه منقص للأجور ف أجره عشر حسنات بينما من أكل مرتين فى النهار وشرب عدة مرات كثلاث مرات كان ثوابه خمسين حسنة كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

ومن ثم فالصوم ليس مثيب للمسلم وإنما منزل لثوابه
وتحدث عن أمراض الشتاء وكثرتها أو تكرارها فقال :
"أيها المسلمون، إذا جاء فصل الشتاء كثرت فيه أمراض الزكام و الحمى والصداع، وغير ذلك
ولكن الإسلام يعلمنا ما يخفف عنا وقع هذه الأمراض وآثارها، فيعلمنا التفاؤل عند المكاره؛ لأن المكاره قد تحمل معها المحاب والمسار قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}
فما يحمله الشتاء من العناء-ويختلف ذلك باختلاف الأماكن شدةً وخفةً- في طياته منافعُ للأرواح وللأبدان، فكم زُرعتْ في الشتاء من خيرات، وجُنيت من حسنات، ومُحيت من سيئات، لدى من جدّ وسعى وتفكر
وكم عوفيت من أبدان بتلك الأمراض، وربما صحت الأجسام بالعلل"
ونثل عن ابن القيم كلاما أخر عن الحمى فقال :
"يقول ابن القيم : " الحمى فيها من المنافع للأبدان مالا يعلمه إلا الله، وفيها من إذابة الفضلات وإنضاج المواد الفجة وإخراجها ما لا يصل إليه دواء غيرها، وكثير من الأمراض إذا عُرض لصاحبها الحمى استبشر بها الطبيب وأما انتفاع القلب والروح بالآلام والأمراض فأمر لا يحس به إلا من فيه حياة؛ فصحة القلوب والأرواح موقوفة على آلام الأبدان ومشاقها، وقد أحصيت فوائد الأمراض فزادت على مائة فائدة""
والمنقول عن ابن القيم هو فى الحمى عموما فى أى وقت وهو كلام من غير مختص فى الطب حيث يعدد لنا فوائد الحمى منع أن أى مرض هو ضرر على الإنسان
وتحدث عن فائدة الأمراض فى النفس حيث أنها تذكر بقدرة الله وضعف الإنسان فقال :
"فالمرض يذكِّر الإنسان ضعفه وعجزه؛ فيلجأ إلى القوي القادر ليذهب عنه سقمه وألمه، فيعرف الإنسان حينذاك أنه عبد لمعبود حق، وأنه مفتقر إليه معتمد عليه، وانقضاء حوائجه، وتفريج كرباته، وتحصيل راحته وسعادته لا يكون إلا عن طريق التجائه إلى مولاه، وسعيه في سبيل مرضاته
فلو بقي الإنسان قوياً بلا ضعف، قادراً لا يطرأ عليه العجز، صحيحاً لا يزوره المرض لطغى وبغى وتجبر وتكبر، فجاء المرض ليعرِّفه حقيقة نفسه، وحق ربه عليه"
وتحدث عن واجب المسلم تجاه الأمراض فقال:
"وعلمنا الإسلام -عند تلك الأمراض- أن نواجهها بالصبر والاحتساب، فمن صبر ورضي خف ألمه، وسهل سقمه، وقوي أمله بما ادخره الله له؛ جزاء تسليمه لقضائه وقدره، فحين ذلك ينسى الوجع بسبب الموعود المنتظر بل قد يجد بعض الراضين المؤمنين لذات في عنفوان الآلام والأسقام لا يجدونها أيام العافية، والعامل النفسي له أثره على ما يَرِد إلى البدن من مسار أو مضار
رضا البطاوى متصل الآن   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .