عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,843
|
قراءة في بحث المصطلح القرآني والثقافة الوافدة
قراءة في بحث المصطلح القرآني والثقافة الوافدة
المؤلف هوارية لولاسي ويبدو الاسم اسم أنثى والله أعلم من الجزائر والبحث يدور حول استبدال الناس أو بالأحرى الأنظمة الحاكمة مصطلحات وهى تسميات القرآن بتسميات أخرى أطلقت عليها الباحثة وافدة وفى الحقيقة أنها ليست وافدة وإنما مقصودة من قبل تلك الأنظمة لصرف الناس عن الإسلام من خلال ألفاظ في ظاهرها تبدو في بداياتها لا عداء بينها وبين الإسلام في الغالب ولكن بعد مدة يتبين المدقق أنها حرب على الإسلام
وقد استهلت الباحثة بحثها بتقرير عدم حرمة استبدال المصطلحات فقالت:
"لا ضير من استعمال المصطلحات الوافدة واستئناسها في المجالات العلمية أو القانونية أو السياسية أو غيرها وقد أشار المفسرون إلى اشتمال القران على ألفاظ غير عربية من الطور العبرية والمشكاة الحبشية والقسطاس الرومية ... وقد شاع بين الفقهاء عبارة تعكس ذهنية منفتحة على ثقافات الأمم أو هي جملة لا مشاحة في الاصطلاح.
إذن لا ضير من استعمال المصطلحات الوافدة ولا التوقف أمامها موقف المتعصب للغة القوم على أن تدخل المادة في معاجم اللغة بعد أن ينظر في مداليلها وإيحاءاتها فان بدت منسجمة مع ثقافتنا ومبادئنا الدينية فلا غضاضة في أخذها واستخدامها، أما إذا كانت عكس ذلك فالواجب رفضها لأنها تختلف أو لا عن الأجواء التي نعيشها وهي غريبة كونها ولدت في أجواء غريبة عن معتقدنا, وعن قيمنا, وعاداتنا, وتقاليدنا، وعلي سبيل المثال المصطلح الشائع بيننا الاستعمار, بينما عندنا في الخطاب الإسلامي أدق الدلالات لحقيقة الاستعمار, وهو الاستضعاف.
وعليه فالبديل نسج, أو تخريج, أو نحت مصطلحات بوحي من واقعنا, وفكرنا وتراثنا, ولا مانع أن دخل المصطلح الأجنبي ثقافتنا, على أن نلبسه ثوب الشرعية ونجرده من مضمونه الفكري, المنافي لقيمنا, وفكرنا وثقافتنا."
وما قالته هوارية هنا يعكس جهلا والأخطاء في المقدمة هى :
الأول الإباحة الشاملة في بداية الكلام " إذن لا ضير من استعمال المصطلحات الوافدة ولا التوقف أمامها موقف المتعصب" وهو ما يتناقض اشتراطها عدم غرابة المصطلحات في قولها" أما إذا كانت عكس ذلك فالواجب رفضها لأنها تختلف أو لا عن الأجواء التي نعيشها وهي غريبة كونها ولدت في أجواء غريبة عن معتقدنا"
الثانى أن المصطلح سمته خطاب إسلامى والمصطلحات مرتبطة باللغة وليس بالدين إلا إذا حملت معنى يراد من خلفه اقصاء الإسلام ومثاله الشهير في أنظمة بلادنا مصطلح الديمقراطية بديلا عند البعض للشورى وهو ليس مصطلح لغوى وإنما نظام يقصى حكم الله ويضع مكانه حكم الشعب الذى هو حكم الطغمة الحاكمة وهو يؤسس لفرقة المسلمين مخالفا وجوب اعتصامهم وهو اتحادهم على حبل الله كما قال تعالى:
"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"
وقد ناقش تلك المسألة الصادق النيهوم في كتابه محنة ثقافة مزورة
والباحثة ترى أن استعمال القرآن لكلمات يظن أنها من خارج اللغة العربية هى مرونة لادخال أى مصطلح أجنبى فتقول:
"ولو أن القرآن أبدى مرونة اتجاه المصطلحات الوافدة، إلا أننا نؤكد على أولوية استخدام المصطلحات القرآنية في أعلامنا، وجامعاتنا وحياتنا بكل أبعادها، فهو كلام الله أولا والذي ألجم فصحاء العرب وأنه بشهادة العدو، يعلو ولا يعلى عليه"
وهذا الكلام هو خطأ فادح يتعارض مع كون كل رسول أرسل بلسان قومه فتلك الكلمات هى عربية وإن كانت موجودة في لغات أخرى فهو من باب المشترك اللغوى بين لغتين أو اكثر وفى هذا قال تعالى :
" وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم"
وتحدثت عن وجوب نشر التسميات القرآنية في عصرنا بديلا لطغيان للعجمة فقالت:
"ثانيا هو تطويع للسان العربي الذي بدأت تدخله العجمة، وتضيع بعض من سماته النطقية واستخلاف المصطلح الأجنبي، واستحواذه على الألسن، حيث أصبح الناطق باللغة العربية لا يمت بصلة إلى الحضارة، والمدنية، وأن النطق باللغات الأجنبية امتياز وتقدم, منطلقين من موقع عقدة نفسية، والانبهار بحضارة الآخر. فمهمة أصحاب الفكر والثقافة، الترويج للمصطلحات القرآنية، واستخدامها في محاوراتهم، ومواعظهم وخطبهم، وقداسة القرآن لا تكمن في كلماته حتى لا نحركها ونستخرجها, بل القداسة تكمن في تأويله."
وكان على الباحثة أن تفرق بين العجمة وبين المصطلحات الكفرية فنحن كمسلمين لا نرفض أن يسمى كل قوم لهم لغة غير العربية بأسماء من لغاتهم شرط أن تحمل نفس المعنى العربى في القرآن لأن الله لم يقل بمحو اللغات الأخرى وإنما جعل اختلاف الألسنة وهى اللغات آية من آيات قدرته فقال :
"ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين"
إذا المرفوض هو المصطلحات الكفرية مثل الديمقراطية الحزبية حرية الرأى حقوق المثليين حقوق الشواذ العلاقة الحب بمعنى الزنى
وضربت الباحثة مثال على رفض بعض الفقهاء فى عصرنا استعمال كلمة الكافرين فى مخاطبة النصارى فقالت:
"لذلك لا ضرر من استعمال بعض المصطلحات الواردة في الكتاب والسنة, وقد لا تفهم المصطلحات القرآنية الفهم الدقيق، وعليه قد تستعمل في غير مدلولها أحيانا، فلقد رفض بعض الفقهاء استعمال كلمة الكافرين عند مخاطبة المسيحيين ومحاورتهم، فحمل إنكار ذات الله مع أنهم ليسوا بذلك والقرآن العظيم يخاطب بألطف العبارات وهي أهل الكتاب، فأما الموارد التي نعتهم فيها بالكفر، فلم تكن في مورد المخاطبة، بل في تصحيح معتقدهم الذي ينسبون فيه بنوة المسيح إلى الله، والكافرون عادة هم المشركون، وليس أهل الكتاب."
وهذا الرفض هو رفض مخالف لكتاب فنحن عند النصارى وعند غيرهم كفار ومن ثم لا ضير في استعمال الكلمة لأن الله وصفهم بعضها في موضوع متعددة مثل :
" إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين"
ومثل:
"ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب أن ينزل عليكم من خير"
وتحدثت الباحثة عن عقدة يسمونها عقدة الخواجه وهى عقدة المغلوب وكونها لابد من القضاء عليها فقالت:
"والعقدة المتداولة هي الاندهاش, والانبهار بالآخر على أساس انه الأكثر فهما وامتلاكا للمادة والقوة، وانطلاقا من عقدة نقص, وزعزعة الثقة بالنفس.
وفي عرف المغالطة أن القرآن استنفذ طاقته المعرفية, وفقد كفاءته وصار ينتمي إلى ثقافة الماضي (فالنص له دوال إشارية ودلالية, قد تفقد قدرتها على الإشعاع, ولكنها لا تموت أبدا, إذ تظل لها القدرة على القيام بوظيفة الشاهد التاريخي...)
ومصطلحات القرآن لن تموت ما دام القرآن بين أظهرنا, ولان هذا الدين اختار لبقائه لغة تصلح لكل جيل, ولكل زمن, وذات بعد إنساني, وهي موكلة لخدمة خليفة الله في الأرض."
وتحدثت الباحثة عن أن ثقافة الغرب فرضت نفسها علينا فقالت:
"المصطلح العربي وثقافة التقليد :
الثقافة الغربية فرضت نفسها على وطننا العربي ليس من باب نشر العلوم ومد العون للأخر, بل هي نوع من التسلط الثقافي, وفرضت لغتها من خلال ما تعرضه من تقنيات علمية, وحصرت اللغة العربية في مجال الفقه, والشعر, والأدب, وكأنها لا تصلح أن تكون لغة علم, وطب, وهندسة, لافتقارها في اعتقادهم إلى المصطلحات التقنية المعاصرة, والغريب أن من يشتغل بالاشتقاق والتوالد يؤمن بقصور العربية في مواكبة العصر والانفتاح, وطأطأة الرأس أمام الإبادة الثقافية, وقد أدرجت هذه الكلمة مجال الخطاب حوالي 1970 للدلالة على عملية مثاقفة مفروضة على ثقافة من لدن ثقافة أخرى أقوى والإبادة الثقافية عادة ما تقوم بها الدول المسيطرة صناعيا أو الغازية أو المعولمة, وقد تجد لمصطلح الإبادة الثقافية ما يقابلها من مصطلح الثقافة الغالبة, التي أبادت الثقافة المغلوبة, ورجوعا إلى أول استعمال لهذا المصطلح سنة م بأمريكا خلال حربها مع الهنود الحمر .
إن السيطرة الثقافية لها جذور في التاريخ, تعود إلى عصر الاسكندر الأكبر, فقد سعى إلى نشر الثقافة اليونانية في العالم, وهذا النوع من العولمة السابقة لا تزال جذورها تضرب بعمقها إلى يومنا هذا باسم العولمة الحديثة, قد تختلف في وسائلها وطرقها لكنها لا تختلف في جوهرها"
وهذا الكلام خطأ فادح فالغرب لم يفرض علينا شىء فحتى إن كان هذا حدث في فترة الاحتلال فالذى حدث هو أن الأنظمة التى جاءت بعد الاحتلال هى من فرضت تلك الثقافة فقد كان بيدهم منع تلك الثقافة من الوجود والعششة في بلادنا ولكنهم لم يريدوا وما زال من أتى بعدهم يفرض تلك الثقافة فحتى من يسمونهم التيار الإسلامى وبعضهم يسيطر على بعض الجامعات يسيرون على درب سابقيهم ويترجموا بدلا من العودة لكتاب الله
وتطالب الباحثة بالعودة إلى معانى القرآن فتقول:
"من واجبنا إن نستخرج الطاقات الثقافية المخزونة بل وتهذيبها أيضا, وعلينا أن نكون جديرين باستخراجها, وإلا ستبقى دفينة, ولن نستفيد منها, ونبقى في درك الانحطاط المعنوي والفكري, ونظل نستهلك الثقافة المعلبة, والتي تأتي من الغرب فنفتحها ونسخنها ونتناولها ونتقبل طعمها.
جميل أن نتثاقف والأجمل أن تكون بنية التعرف على الغير, والاستفادة من طاقاته الثقافية, وعندنا وسائل متعددة من اجل ذلك (الجامعة العربية, مجمع اللغة, مجلس التعريب السفارات, بعثات التعاون مع الدول العربية من جهة ومن جهة أخرى نتعرف على الجانب الشرقي مثل الصين, اليابان, الهند فضلا عن الأتراك والفرس)."
وتحدثت عن القصور في التعرف على ثقافات غير الغربية فقالت:
"ماذا نعرف عن ثقافة هذا العالم ؟ لماذا لا يهتم إعلامنا بما يحدث هناك, وماذا ترجم لهم أو عنهم ؟ لماذا لا نعرف عن آسيا إلا تسونا مي ؟ هذا من جانب المثاقفة أما جانب التثاقف الذي يخص داخل التراب الوطني فنحن نملك المسارح, ودور الثقافة والفنون, وعندنا صناعات , ونشاطات ثقافية, وجمعيات أدبية وإعلام الذي أصبح وسيلة ترفيه لا توجيه وتعليم, ضف إلى ذلك جهود الترجمة والتعريب لعلوم الغرب السائرة في بلاد المشرق وهي تهدف إلى إنشاء مراكز للبحوث والتنسيق مع مختلف الدوريات من أجل التكامل العربي علميا, اقتصاديا, وثقافيا..."
وهذا الكلام منها هو بيان لوجه من وجوه القصور وكان عليها أن تحدد المراد فالتعرف على ثقافة الآخر المختلف دينيا الغرض منها هو :
|