العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة بمقال التحكم بالعقل أكثر مشاريع المخابرات الأمريكية سرية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أشباح بلا أرواح (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد كتاب عظيم الأجر في قراءة القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 01-01-2022, 10:00 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,029
إفتراضي قراءة فى كتاب البلاء في حسن المؤمن

قراءة فى كتاب البلاء في حسن المؤمن
المؤلف علي بن صالح العايد والكتاب يدور حول ابتلاء المسلم وقد استهل الكتاب بالحديث عن الابتلاء بالضرر وهو الشر فقال :
" الحمد لله القائل: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} والصلاة والسلام على رسول الله الذي ابتلي بأنواع من البلاء فصبر وشكر، وعلى آله وصحابته المبتلين الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
* فلا يخفي على أحد أن الحياة الدنيا مليئة بالمصائب والبلاء، وأن كل مؤمن ومؤمنة عرضة لكثير منها؛ فمرة يبتلى بنفسه، ومرة يبتلى بماله، ومرة يبتلى بحبيبه، وهكذا تقلب عليه الأقدار من لدن حكيم عليم، وإذا لم يحمل المؤمن النظرة الصحيحة للبلاء فسوف يكون زلله أكبر من صوابه، ولاسيما أن بعض المصائب تطيش منها العقول لضخامتها وفجاءتها، عياذا بالله."
وقطعا هذا الكلام يغفل النصف الأخر من البلاء وهو الابتلاء بالخير وهو النعم كما قال تعالى:
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
وبين سبب ـأليف الكالب وهو الرسالة وهو تسلية أهل البلاء الشرى فقال "ومن هنا كانت كتابة هذه الرسالة لتسلية كل مصاب مهما بلغ مصابه، أبين له من خلالها بعض حكم البلاء العظيمة التي ربما غفل عنها بعض الناس - هداهم الله - ونسوا أو تناسوا أن الله لا يبتلينا ليعذبنا، بل ليرحمنا، وأن على المؤمن أن ينظر إلى البلاء - سواء كان فقدانا للمال أو الصحة أو الأحبة - من خلال نصوص الكتاب والسنة على أنه امتحان وابتلاء"
وكما سبق القول هو تناسى الجانب الأخر من البلاء وهو الابتلاء وهو الخير ومن ثم فالكتاب يبحث فى مسألة الضررفيقول:
"أولا: امتحان وابتلاء:
* نعم امتحان وابتلاء، فنحن في قاعة امتحان كبيرة - نمتحن فيها كل يوم - تدعى الحياة، فكل ما فيها امتحان وابتلاء؛ المال فيها امتحان، والزوجة والأولاد امتحان، والغنى والفقر امتحان، والصحة والمرض امتحان، وكلنا ممتحن في كل ما نملك وفي كل ما يعترينا في هذه الحياة حتى نلقى الله، قال تعالى: {كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون} وقال جل ذكره: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}
* فأنت أيها المعافى ممتحن، ولكن ما أحسست أنك في قاعة امتحان حتى ابتليت، وأنت أيها المريض ممتحن، ولكن ما أحسست أنك في قاعة امتحان حتى شفيت"
ونلاحظ التركيو على جانب المصائب وهو امتحان كما أن جانب النعم هو امتحان والغرض هو أن ينظر أينا أحسن عملا فالمطلوب فى جانب الضرر هو طاعة الله بالصبر والمطلوب فى جانب الخير هو طاعة الله باستخدام النعم فيما قال الله
وحدثنا عن كون ألنبياء هم أكبر الممتحنين بالشر فقال :
" وليس فينا من هو أكبر من أن يمتحن، وكيف لا؟! وفي الحديث الصحيح: «أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل ... » [رواه البخاري]، كما أنه ليس فينا من يملك رفض هذا الامتحان، ولكن فينا من يمتحن بالبلاء فينجح بالصبر والإيمان والاحتساب، وفينا من يمتحن بالبلاء فيرسب بالجزع والاعتراض على الله، عياذا بالله.
* ورحم الله الفضيل بن عياض حين قال: الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه."
وقطعا الله لا يبتلى الناس سواء بالخير أو بالشر إلا عن طريق عدله الذى لا يظهر لنا فكم الضرر ومراتع وكم الخير ومراته لا أحد يعدها أو يحصيها ولكنه سبحانه عدل ومن ثم يجب أن نوقن أن كم الضرر والنفع وعدد مراتهم معمول فيه بالعدل الإلهى فهو يعطى الكل نفس الفرص
وحدثنا عن كون ابلاء بالضرر قسمة وقدر فقال :
"ثانيا: قسمة وقدر:
* إن الله تعالى قسم بين الناس معايشهم وآجالهم، قال تعالى: {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا} فالرزق مقسوم، والمرض مقسوم، والعافية مقسومة، وكل شيء في هذه الحياة مقسوم، فارض بما قسم الله لك يا عبد الله، ولا تجزع للمرض، ولا تكره القدر، ولا تسب الدهر، فإن الدقائق والثواني والأنفاس كلها بيد الله تعالى يقلبها كيف يشاء، فيمرض من يشاء، ويعافي من يشاء، ويبتلي من يشاء
{ألا له الخلق والأمر} بلى سبحانه وتعالى.
* وما دام الأمر كذلك، فسلم أمرك لله أيها المبتلى، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن من يريد أن تكون الحياة على حال واحدة، فكأنما يريد أن يكون قضاء الله تعالى وفق هواه وما يشتهيه، وهيهات هيهات.
يا صاحب الهم إن الهم منفرج ... أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبه ... لا تيأسن فإن الكافي الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة ... لا تجزعن فإن القاسم الله
إذا بليت فثق بالله وارض به ... إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله ما لك غير الله من أحد ... فحسبك الله في كل لك الله"
وأما كون الابتلاء قدر فلا شك فيها ,أما قسمة الرزق فيجب أن نفرق بين القسمة الإلهية الواردة فى نصوص الوحى والتى تعدل بين الكل وبين قسمة البشر خاصة الحكام الذين لا يعملون بحكم الله قيوزعون على هواهم قلة وكثرة وعلماء السلطان هم من يقولون أن تقسيم البشر للرزق هو تقسيم الله ولكنه ليس كذلك لأن النصوص فى الوحى تدل على غير ذلك فالمال مطلوب أن يوزع على الكل بالعدل حتى لا يكون دولة بين الأغنياء فقط مع حرمان الباقى كما قال تعالى" كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم"
وبين الرجل أن الابتلاء بالضرر خير وهو قطعا ليس خيرا لأن الله سماه شرا ولكن الخير هو فى صبر المسلم عن طريق طاعته لأحكام الله وقت الضرر كما قال تعالى :
" والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس" وقد قال العايد:
"ثالثا: خير ونعمة بشرط:
* وأيا كانت هذه القسمة وهذا الامتحان فهو خير للمؤمن، وليس لأحد غيره، ولكن بشرط الشكر على النعماء، والصبر على البلاء، وفي الحديث الصحيح: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» [رواه مسلم].
* وما أصدق الشاعر إذ يقول:
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت
ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
* وأجمل من ذلك قول الحق سبحانه وتعالى: {فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} وقوله: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}
* لذا فاعلم يا عبد الله أنه إنما ابتلاك الذي أنعم عليك، وأخذ منك الذي أغدق عليك، وليس كل ما تكرهه نفسك فهو مكروه على الحقيقة، ولا كل ما تهواه نفسك فهو نافع محبوب، والله يعلم وأنت لا تعلم
لئن كان بعض الصبر مرا مذاقه
فقد يجتنى من بعده الثمر الحلو
* يقول بعض السلف: إذا نزلت بك مصيبة فصبرت، كانت مصيبتك واحدة، وإن نزلت بك ولم تصبر، فقد أصبت بمصيبتين؛ فقدان المحبوب، وفقدان الثواب ومصداق ذلك من كتاب الله عز وجل قوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}
كن في أمورك معرضا ... وكل الأمور إلى القضا
وأبشر بخير عاجل ... تنسى به ما قد مضى
فلرب أمر مسخط ... لك في عواقبه الرضا"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .