العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الاحتضار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: الموضة الممرضة والقاتلة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: لعنة مومياء الثلج أوتزي الرجل الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة بمقال التحكم بالعقل أكثر مشاريع المخابرات الأمريكية سرية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أشباح بلا أرواح (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد كتاب عظيم الأجر في قراءة القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 16-08-2021, 08:02 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,033
إفتراضي قراءة فى كتاب كيف نشأت مسألة القضاء والقدر؟

قراءة فى كتاب كيف نشأت مسألة القضاء والقدر؟
الكتاب بلا مؤلف فى مكتبة الإكسير الشاملة وهو يبحث فى مسألة القضاء والقدر خاصة عند المعتزلة ويستهل المؤلف الكتاب بذكر كيفية سمى المعتزلة بهذا الاسم فيقول:
"إذا استثنينا مسألة مرتكب الكبيرة التي اعتزل بها واصل بن عطاء أما قصة مرتكب الكبيرة التي أجاب واصل عليها واعتزل بها حلقة الحسن البصري، فهي كما رواها الشهرستاني في الملل والنحل: ج 1 ص48: (أنه دخل رجل على الحسن البصري فقال: يا إمام الدين، لقد ظهرت في زماننا جماعة يكفرون أصحاب الكبائر والكبيرة عندهم كفر يخرج به عن الملة، وهم وعيدية الخوارج وجماعة يرجئون أصحاب الكبائر والكبيرة عندهم لا تضر مع الإيمان بل العمل على مذهبهم ليس ركنا من الإيمان ولا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وهم مرجئة الأمة فكيف تحكم لنا في ذلك اعتقادا؟ فتفكر الحسن في ذلك وقبل أن يجيب، قال واصل بن عطاء: أنا لا أقول إن صاحب الكبيرة مؤمن مطلقا، ولا كافر مطلقا، بل هو في منزلة بين المنزلتين: لا مؤمن ولا كافر ثم قام واعتزل إلى اسطوانة من اسطوانات المسجد يقرر ما أجاب به على جماعة من أصحاب الحسن فقال الحسن: اعتزل عنا واصل فسمي هو وأصحابه معتزلة)"
وتحدث عن أن مسائل علم الكلام سبق وأن تناولها فلاسفة اليونان تحت نفس الأسماء أو تحت أسماء أخرى وفى هذا قال:
"رأس المعتزلة حلقة الحسن البصري، فإننا لا نكاد نجد مسألة من مسائل علم الكلام إلا كانت ناشئة عن مسألة سبق للفلاسفة اليونان أن بحثوها ومسألة (القضاء والقدر) بهذا الاسم وبالمسمى الذي بحثوه قد بحثها الفلاسفة اليونان واختلفوا فيها فإن هذه المسألة تسمى (القضاء والقدر) وتسمى (الجبر والاختيار) وتسمى (حرية الإرادة) وكلها تعني مسمى واحدا وهو: أن ما يحدث من الإنسان من أفعال هل الإنسان حر في إحداثها وعدم إحداثها أو مجبور؟ وهذا المعنى لم يخطر ببال المسلمين - قبل ترجمة الفلسفة اليونانية- أن يبحثوه وإنما بحثه الفلاسفة اليونان واختلفوا فيه فالأبيقوريون يرون أن الإرادة حرة في الاختيار، والإنسان يفعل جميع الأفعال بإرادته واختياره دون أي إكراه أما الرواقيون فإنهم يرون أن الإرادة مجبرة على السير في طريق لا يمكنها أن تتعداها، والإنسان لا يفعل شيئا بإرادته وإنما هو مجبور على فعل أي شيء ولا يملك أن يفعل ولا يفعله فلما جاء الإسلام وتسربت الأفكار الفلسفية كانت من أهم المسائل مسألة صفة العدل بالنسبة إلى الله فالله عادل ويترتب على هذا العدل مسألة الثواب والعقاب، وترتب على ذلك مسألة قيام العبد بأفعاله جريا على منهج البحث الذي ساروا عليه من بحث المسألة وما يتفرع عنها والتأثر بأبحاث الفلاسفة، أي بما درسوه من أفكار فلسفية تتعلق في موضوعاتهم التي يردون عليها"
وبالقطع علم الكلام عند اليونان يعتمد على أقوال الفلاسفة بينما كلام أهل الكلام يعتمد على القرآن وعلى الروايات فى أحيان قليلة ومن ثم هناك اختلاف بين بين كلام اليونان وكلام المتكلمين المنسوبين للإسلام لأن هؤلاء يؤسسون على كلامهم ,أديانهم الوثنية وغيرها بينما الآخرين يؤسسون كلامهم على كلام الله
وتحدث المؤلف مبينا أن مسألة القضاء والقدر أول من تحدث فيها المعتزلة وكل الفرق ردت عليهم بعد ذلك فقال :
"وأظهر ما في هذا الموضوع هو بحث المعتزلة، فإنه هو الأصل في هذه المسألة وأبحاث باقي المتكلمين إنما جاءت للرد على المعتزلة، ولذلك يعتبر المعتزلة هم الأصل في بحث مسألة القضاء والقدر، بل في جميع أبحاث علم الكلام وقد كانت نظرة المعتزلة إلى عدل الله نظرة تنزيه له عن الظلم ووقفوا أمام مسألة المثوبة والعقوبة الموقف الذي يتفق مع تنزيه الله ومع عدل الله فرأوا أن عدل الله لا يكون له معنى إلا بتقرير حرية الإرادة في الإنسان، وأنه يخلق أعمال نفسه، وأن في إمكانه أن يفعل الشيء أو لا يفعل فإذا فعل بإرادته وترك بإرادته، كانت مثوبته أو عقوبته معقولة وعادلة أما إن كان الله يخلق الإنسان ويضطره إلى العمل على نحو خاص، فيضطر المطيع إلى الطاعة، والعاصي إلى العصيان، ثم يعاقب هذا ويثيب ذلك فليس من العدالة في شيء فهم قاسوا الغائب على الشاهد، قاسوا الله تعالى على الإنسان، وأخضعوا الله تعالى لقوانين هذا العالم تماما كما فعل فريق من فلاسفة اليونان فقد ألزموا الله بالعدل كما يتصوره الإنسان، فأصل البحث هو الثواب والعقاب من الله على فعل العبد، وهذا هو موضوع البحث الذي أطلق عليه اسم (القضاء والقدر) أو (الجبر والاختيار) أو (حرية الإرادة) وقد اتجهوا في بحثهم اتجاه الفلاسفة اليونان فبحثوا في الإرادة وفي خلق الأفعال فقالوا في مسألة الإرادة: إنا نرى أن مريد الخير خير ومريد الشر شرير، ومريد العدل عادل، ومريد الظلم ظالم فلو كانت إرادة الله تتعلق بكل ما في العالم من خير وشر، لكان الخير والشر مرادين لله تعالى، فيكون المريد موصوفا بالخيرية والشرية والعدل والظلم وذلك محال في حق الله تعالى
ويقولون: بأن الله لو كان مريدا لكفر الكافر، ومعاصي العاصي، ما نهاه عن الكفر والعصيان، وكيف يتصور أن يريد الله من أبي لهب أن يكفر ثم يأمره بالإيمان، وينهاه عن الكفر؟ ولو فعل هذا أحد من الخلق لكان سفيها، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولو كان كفر الكافر وعصيان العاصي مرادا من الله تعالى ما استحقا عقوبة، ولكان عملهما طاعة لإرادته
وهكذا يمضون في الدليل في قضايا منطقية، ثم يعقبون ذلك بأدلة نقلية من القرآن الكريم فيستدلون بقوله تعالى: {وما الله يريد ظلما للعباد} وبقوله تعالى: {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم} وبقوله تعالى {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} وقوله: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} وقوله: {ولا يرضى لعباده الكفر} وأولوا ما ورد من آيات تخالف رأيهم هذا مثل قوله تعالى: {إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} ومثل قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى بصارهم غشاوة} وقوله: {بل طبع الله عليها بكفرهم} وخلصوا من ذلك إلى الرأي الذي اعتنقوه ودعوا له، وهو رأيهم المعروف من أن الإنسان له حرية الإرادة في أن يفعل الفعل أو يتركه فإذا فعل فبإرادته وإذا ترك فبإرادته وأما مسألة خلق الأفعال، فقد قال المعتزلة إن أفعال العباد مخلوقة لهم ومن عملهم هم لا من عمل الله، ففي قدرتهم أن يفعلوها وأن يتركوها من غير دخل لقدرة الله ودليل ذلك ما يشعر به الإنسان من التفرقة بين الحركة الاختيارية والاضطرارية، كحركة من أراد أن يحرك يده وكحركة المرتعش، وكالفرق بين الصاعد إلى منارة والساقط منها، فالحركة الاختيارية مقدورة للإنسان فهو الذي يخلقها، والحركة الاضطرارية لا دخل له فيها وأيضا لو لم يكن الإنسان خالق أفعاله لبطل التكليف إذ لو لم يكن قادرا على أن يفعل وألا يفعل ما صح عقلا أن يقال له إفعل ولا تفعل، ولما كان هذا محل المدح والذم والثواب والعقاب وهكذا يمضون في الدليل في قضايا منطقية على رأيهم ثم يعقبون ذلك بأدلة نقلية، فيستدلون على رأيهم هذا بآيات كثيرة كقوله تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله} وقوله: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} وقوله {من يعمل سوءا يجز به} وقوله: {اليوم تجزى كل نفس بما كسبت} وقوله: {قال رب ارجعوني لعلي أعمل صالحا} وأولوا ما ورد من آيات تخالف رأيهم هذا مثل قوله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون} وقوله تعالى: {الله خالق كل شيء}وخلصوا من ذلك كله إلى الرأي الذي اعتنقوه في مسألة خلق الأفعال، وهو أن الإنسان يخلق أفعال نفسه وأنه قادر على أن يفعل الشيء وقادر على أن لا يفعله"
والملاحظ فى الفقرة السابقة هو تسلسل الكلام أى ترتيب بعضه على بعض وتحدث المؤلف مبينا أن المسألة تولد عنها مسائل أخرى كالتولد فقال :
"وجريا وراء منهج المتكلمين في البحث؛ في بحث المسألة وما يتفرع عنها، تفرع لديهم عن مسألة خلق الأفعال مسألة التولد فإن المعتزلة لما قرروا أن أفعال الإنسان مخلوقة له تفرع عن ذلك سؤال وهو: ما الرأي في الأعمال التي تتولد عن عمله؟ أهي كذلك من خلقه؟ أم من خلق الله؟ وذلك كالألم الذي يحسه المضروب والطعم الذي يحصل للشيء من فعل الإنسان، والقطع الذي يحصل من السكين، واللذة والصحة والشهوة، والحرارة، والبرودة، والرطوبة، واليبوسة، والجبن، والشجاعة، والجوع، والشبع، وغير ذلك، فإنهم قالوا إنها كلها من فعل الإنسان لأن الإنسان هو الذي أحدثها حين فعل الفعل، فهي متولدة من فعل الإنسان، فهي مخلوقة له"
وما سبق ذكره فى البحث هو كلام المعتزلة فى المسألة كما قال المؤلف فى الفقرة التالية:
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .