25-05-2014, 08:54 AM
|
#1
|
من كبار الكتّاب
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,420
|
مــن صنــع الطـائفيـــة ومـــن يغــذيهــــا ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مــن صنــع الطـائفيـــة ومـــن يغــذيهــــا ؟
شبكة ذي قـار
صلاح المختار
من يلاعب القرش عليه أن يلقى أنيابه المخيفة
حكمة امريكية
ثمة خلط واضح لدى البعض بين من صنع الطائفية ومن يغذيها ، كما ان ثمة خلط اخر وهو ان من صنع الطائفية اصلا يصور كأنه طائفي مع انه قومي عنصري متعصب يستغل الطائفية وكل اسلوب متاح لتحقيق اهدافه القومية .
1-من صنع الطائفية هو بلاد فارس ، فهي باختراقها للاسلام ومساهمتها الرئيسة في تزويره حققت اكبر انجاز لها وهو تحويل الصراع السياسي حول الحكم الى صراع طائفي .
2-اما امريكا فهي من يدعم الدور الايراني ويستغله فتستخدم الدين والطائفية والعنصرية لتفتيت الامم وفي مقدمتها الامة العربية .
3-بلاد فارس اعتق من اوربا وطبعا اعتق من امريكا في ممارسة الاستعمار فهي دولة استعمارية قبل المسيح فقد وصلت جيوشها الغازية الى حدود الصين شرقا واليونان غربا حينما كانت اوربا باستثناء اليونان غابة تخلف ولم تكن امريكا قد ولدت بعد من صلب اوربا .
4-طائفية ايران الحالية ليست سوى غطاء يزيف حقيقة الاهداف الايرانية فايران دولة توسعية ( امبريالية ) واستعمارية في نفس الوقت منذ الاف السنين قبل الاسلام بزمن طويل ، وكانت لديها تبريرات للغزو والتوسع الامبريالي ، وهذه حقيقة تاريخية معروفة لمن قرأ التاريخ .
فما السر في النزعة الاستعمارية الفارسية القديمة ؟ بلاد فارس مساحة واسعة لكنها ارض هضابية لا يصلح اغلبها للزراعة وتلك احدى اخطر مشاكل ايران التقليدية عبر الاف السنين ، وتزداد هذه الازمة خطورة بوجود نقص جيوبولتيكي اخر هو شحة المياة فنسبة ال13-15 % من الارض الصالحة للزراعة لا تستغل كلها لعدم كفاية المياه .
5-كانت بلاد فارس مثل الشعوب القديمة المحرومة من المياة والارض الزراعية تبحث عن الماء والكلأ وترحل من مكان الى اخر بحثا عنهما ، وفي سنوات القحط التي تنشأ لعدم سقوط المطر كانت فارس تغزو الجيران والابعدين لاجل الماء والكلأ ، فتوسعها الامبريالي كان ومازال دافعه هو الحاجة للغذاء والماء ولكنه تغلف في كل مرحلة بغطاء يخفي حقيقته لاجل العثور على داعمين له من داخل البلدان المستهدفة ، وكان العراق هو الاقرب جغرافيا لفارس والاهم انه الاغنى بالماء والارض الزراعية ، لذلك كانت فارس تغزو العراق بصورة دورية قبل الاسلام تلبية لاحتياجات مادية صرفة .
6-بقيام امبراطوريات فارسية متقدمة طورت منظومات فكرية غلفت نزعة التوسع الامبريالية بغطاء المصلحة القومية للحصول على دعم مواطنيها ، فكانت تغزو بقوة العسكر وتحت غطاء (حق امة عظيمة ) في التوسع على حساب ( همج ) لديهم ثروات . العراق اصبح جزء من فارس عدة مرات لهذا السبب ، وكانت الحروب بين العراق وفارس عبر الاف السنين حروب غزو ورد غزو بتحرير العراق . لقد نشأت النزعة القومية الفارسية العنصرية وصارت المحرك الاكبر للفرس ومنها تشربت الاجيال جيلا بعد جيل وتحولت الى طبيعة ثانية تتسم بالتعالي القومي والعناد والتصلب وانكار حق الاخر .
7-جاء الاسلام وحطم هذه الامبراطورية المعادية على يد العرب الذين كانوا بنظر فارس (همج وبدو متخلفين ) ، وفرض الاسلام عليها بحد السيف فقررت فارس الانتقام من العرب بحد السيف وبحد اخر اشد خطورة من السيف وهو شرذمة العرب من خلال اختراق الاسلام وصنع مفاهيم غريبة عنه لكنها زجت في قلبه ، فكان التشيع الصفوي عبارة عن رد فارسي منظم على دحر فارس من جهة ومحاولة لاستغلال الاسلام لخدمة الهدف الفارسي من جهة ثانية .
8-كان التشيع اصلا سياسيا وليس مذهبيا لكن الفرس حولوه الى مذهب والى طائفية تدريجيا فبدأت رحلة تزوير الاسلام واشعال حروب بأسمه بين مسلمين سنة ومسلمين شيعة . هذه هي الحقيقة المركبة التاريخية والجيوبولتيكية للتشيع الصفوي والتي لا يجوز اغفالها عند البحث في دوافع ايران ومصادر وعيها الطائفي .
في ضوء ما تقدم لابد من التساؤل : هل الطائفية الحالية هي حقيقة أيران ومحركها الامبريالي ام انها غطاء للغزو ؟ الجواب الواضح هو انها غطاء محكم للتوسع الامبريالي وتشيّع ايران وصف بالصفوي وليس بالعلوي لانه عبارة عن شعار لتحشيد الناس خلفه من اجل الغزو . ولعل الحروب المتعاقبة وغير المتوقفة بين العراق وايران قبل الاسلام – لم يكن وقتها التشيع موجودا - دليل حاسم على ان الصراع العراقي الايراني لم يبدأ مع ظهور الاسلام ولن ينتهي به بل هو ثمرة عوامل معقدة جيوبولتيكية وسايكولوجية وحضارية . ولذلك فالطائفية الصفوية ليست سوى غطاء لعوامل حث اقدم وارسخ من العامل الطائفي .
اذن ما هو الرد الصحيح على غزو قومي الاصل والهدف لكنه يتستر بغطاء طائفي ؟ هل نستخدم الطائفية المضادة ؟ ام نتمسك بنهج قومي غير عنصري ولا توسعي ؟
في عصرنا الحديث استغلت القوى الاستعمارية الغربية ( بريطانيا وفرنسا ثم امريكا وصنيعتهم اسرائيل ) وجود صراع طائفي قديم أصله صراع سياسي صرف حول الحكم بعد وفاة النبي ، وحاولت تلك القوى استخدامه في تنفيذ السياسية الاستعمارية المعروفة ( فرق تسد ) واستخدمت قوى كثيرة من المنطقة لتحقيق ذلك الهدف مثل شاه ايران ، لكن الاستعمار فشل في اشعال فتن طائفية حقيقية تهدد نسيج المحتمع العربي ، كانت هناك نار خامدة تحت الرماد – تسنن مقابل تشيع - تنتظر من يتقن فن اعادة اشعالها فقامت امريكا بتغذية الفتن الطائفية في الوطن العربي واختارت بعد دراسات معمقة دعم خميني والمجاهدين الافغان ليكونا اداتي اشعال الفتن الطائفية .
9 – اذن الفتن الطائفية ليست في جوهرها سوى عمليات قوى استعمارية دولية ( امريكا وبريطانيا وفرنسا ) واقليمية ( ايران واسرائيل ) الهدف منها تفتيت وحدة الاقطار العربية وتقسيمها واقامة امارات طائفية عرقية متناحرة بلا توقف الا عندما تنتهي القومية العربية كهوية مشتركة واصيلة لكل العرب . وبناء على هذه الحقيقة فان الغرب الاستعماري والصهيونية لم تدعما التطرف الطائفي الفارسي فقط بل دعمتا التطرف الطائفي السني ايضا ، لان اليد الواحدة لا تصفق ولكي يكون هناك صراع طائفي يجب ان تبرز قوى طائفية من الطرفين وان تمتلكا قوة شعبية كافية لاشعال الفتن .
بهذا السياق الستراتيجي لاصل الفتن الطائفية فان ما يريده الغرب والصهيونية وايران هو تعاظم قوة الطائفيين من الطرفين وانغماسهما في حروب طائفية لا تبقي ولاتذر ، وبنشوب حروب الطوائف وازاحتها لحروب التحرر الوطني لا يتحقق فقط تقسيم الاقطار العربية وانهاء القومية العربية بل ايضا انها تحقق اهم اهداف اسرائيل وهو زوال الرد العربي على غزوها لفلسطين ، مثلما تحقق للاستعمار الغربي اهم اهدافه وهو السيطر الكاملة على ثروات العرب خصوصا الطاقة .
|
|
|