استمرت خلال شهر سبتمبر عمليات القوات الأفغانية وقوات الإيساف في تحقيق إنجازات مهمة تمثلت في إلقاء القبض وقتل عددٍ من قادة جماعتي طالبان وحقاني. وتأتي هذه العمليات في إطار توفير المناخ الأمني اللازم قبل الانتخابات لتمكين الناخبين للإدلاء بأصواتهم في هذا الحدث التاريخي، ولمهاجمة معاقل المتمردين والتخلص منهم. والجدير بالذكر أن قوات الإيساف قامت بدور تقديم الدعم والإسناد في معظم العمليات والتي قامت بتنفيذها القوات الأفغانية.
فقد شهد شهر سبتمبر عمليات أمنية مكثفة أدت إلى إلقاء القبض على 438 شخص يشتبه في انتمائهم للجماعات المتمردة، بالإضافة إلى قتل 114 متمرداً. والأهم من ذلك أن هذه القوات تمكنت من اعتقال وقتل 105 من قادة جماعتي حقاني وطالبان، من ضمنهم قادة على مستوى حكام المناطق وقادة فرعيين بالإضافة إلى عددٍ من الأفراد يقومون بتسليح المتمردين. وبلغ مجموع العمليات 194 عملية أمنية نفذتها القوات الأفغانية بمساعدة قوات التحالف، تمت 88% منها دون إطلاق طلقة واحدة. كما حرصت القوات خلال هذه العمليات على الحفاظ على أرواح المدنيين من النساء والأطفال.
واحدة من أهم النتائج لهذه العمليات هي الغارة الجوية التي قامت بها طائرات قوات التحالف يوم الخامس والعشرين في منطقة كونار وأسفرت عن مقتل قائد كبير في تنظيم القاعدة يدعى عبد الله عمر القريشي المسؤول عن تنظيم وتنسق عمليات إرهابية قامت بها مجموعةٍ من المقاتلين العرب في محافظتي كونار ونورستان. وشكلت هذه المجموعة التي كان يقودها القرشي خطراً على أمن وحياة المدنيين الأفغان، ولم يقتصر نشاطهم فقط على أفغانستان بل شمل أيضاً منطقة الشرق الأوسط بطريقة مباشرة. بالإضافة إلى ذلك تمكنت القوات من قتل أبو عطا الكويتي، خبير المتفجرات بتنظيم القاعدة، وكذلك تم قتل العديد من المقاتلين العرب خلال هذا الهجوم.
وسبق عملية الانتخابات البرلمانية الأفغانية الأخيرة عمليات أمنية مشتركة أخرى وصلت في عددها إلى إحدى عشر عملية شملت سبعة ولايات أفغانية بدأت من العاشر إلى السابع عشر من سبتمبر، وهدفت إلى عرقلة نشاط المتمردين الهادف للتشويش على عملية الانتخابات.
ووقعت أهم العمليات التي سبقت الانتخابات في ولاية ننجهار عندما استهدفت القوات قائد عمليات طالباني يدعى حجي زمان الذي شارك في حملات ترهيب واغتيالات، من ضمنها الهجوم الانتحاري الذي أدى إلى مقتل شيخ منطقة خوجياني. كما تم القضاء قاري والي وأربعة مقاتلين آخرين بعد أن وجهت لهم القوات أمرا بتسليم أنفسهم بسلام، لكنهم رفضوا تسليم أنفسهم، مما أجبر القوات على الاشتباك معهم وقتلهم. وكان قاري والي يخطط للقيام بهجمات صاروخية على مراكز التصويت في المنطقة خلال الانتخابات. وتمكنت القوات كذلك من اكتشاف العديد من مخابئ للأسلحة و الذخيرة في نفس المكان.
وبعد الانتخابات بأسبوع، قامت القوات الأفغانية بسبعة عمليات في خمسة ولايات أفغانية ضد المتمردين الذين شاركوا في عدة هجمات على مراكز الانتخابات، كانت حصيلتها القبض على 10 قادة متمردين وقتل ثمانيةً، كانوا يخططون لتنفيذ هجمات خلال الانتخابات. كما ألتزم أفراد القوات بتطبيق التعليمات والخطوات المتبعة لتفادي سقوط الضحايا بين المدنيين.
كما قامت القوات الأفغانية بمساعدة قوات التحالف بخمسة عمليات استهدفت عرقلة حركة طالبان في مدينة قندهار وولاية هلمند و قندز. والمعروف أن طالبان يستعملون أسلوب الترهيب والتهديد للتغلغل في هذه المناطق وشن هجماتهم من هناك. كانت حصيلة العمليات في قندهار 19 قتيل واعتقال ثلاثة متمردين آخرين، بالإضافة إلى تدمير العديد من العبوات الناسفة ومعمل كبير لتصنيع العبوات الناسفة. وتم الاستعانة بهجوم جوي دقيق لتدمير منزل مفخخ بعد التأكد من عدم وجود مدنيين في المنطقة.
في يوم الأربعاء في ولاية قندز واصلت القوات الأمنية المشتركة جهودها في مداهمة ثكنات المتمردين من خلال استهداف مجمعاتهم السكنية في منطقة شهر درح. إذ تمكنت القوات من قتل اثنان من المتمردين وجرح آخر.
القيادة المركزية الأمريكية
عمليات أمنية موجعة ضد طالبان
النمط المتطور