قضايا دينية معاصرة : فوضى الفتيا في العالم الإسلامي و سبل معالجتها
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ،
و صلى الله على سيدنا و مولانا محمد و على آله و صحبه و المقتدي .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد ،
نعيش في أيامنا هذه تفجرا غير مسبوق و تنافسا محموما للتصدر لمجالس الفتيا و التوجيه ...و استعملت كل السبل في هذا المضمار و خاصة منها القنوات الفضائية و الانترنيت و غيرها ...
لقد اختزل الدين و مسائله في سؤال و جواب ... عادة لا يخرج عن ثنائية الحلال و الحرام ، فاختلفت الأراء و تناقضت الفتاوى إلى درجة تأجيج الفتن بين المسلمين : فاُزهقت الأرواح ...و اُنتهكت الأعراض....و أُبيحت الأموال ...
نقل القاضي عياض في مصنفه " ترتيب المدارك " عن سيدنا الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه قوله : لم يكم من أمر الناس و لا من مضى و لا من سلفنا الذين يقتدى بهم و يعول الإسلام عليهم ، أن يقولوا هذا حلال ، و هذا حرام ، و لكن يقول : أنا أكره كذا ، و أحب كذا ، و أما حلال و حرام فهذا افتراء على الله ، أما سمعت قول الله تعالى : << قل أريتم ما أنزل الله لكم من رزق >> الآية . لأن الحلال ما أحله الله و رسوله و الحرام ما حرماه .
قال سحنون : قال مالك يوما : اليوم لي عشرون سنة أتفكر في هذه المسألة .
و قال ابن مهدي : سأل رجل مالكا عن مسألة و ذكر أنه أرسل فيها من مسيرة ستة أشهر من المغرب ، فقال له أخبر الذي أرسلك أنه لا علم لي بها ، قال : من يعلمها ؟ قال : من علمه الله - اهـ
فهل فُكت الفتوى الشرعية من أهلها افتكاكا لا أمل في استعادته ؟
و لماذا هذه الحمى من عامة المسلمين للتوجه إلى هؤلاء المتصدرين للفتوى بغير علم ؟
و هل من حلول عملية لمعالجو هذه الظاهرة الخطيرة ؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
|