16-09-2009, 10:56 PM
|
#1
|
عضو جديد
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 17
|
حواديت غزة الكافرة .. !
حواديت غزة الكافرة .. !
عيد سعيد ْ
؛ ولعلّي لا أعرفه أيضاً !
فبين كل الوجوه التي أعرفها ، لا يوجد "رمضان كريم" ْ
قد يعرفه أحدكم .. وهذا لا يهمني ،
.. وقد تعرفون "عيد كريم" أيضاً !
أنا لن أكتب عن رمضان ؛
.. ولن أساير "الموضة" وأحترف رص الكلمات ْ
أستطيع أن أقول .. كل ما يودّ الجميع سماعه ..
أستطيع القول أني أحس بروحانية عالية ،
وإيمانيات .. لن تتكرر ْ
؛ وأكتب عن نفسي .. ما يجعل "الذهبي" يندم على عدم إدراجي في (سير أعلام النبلاء)
.. سأقول لكم أني أتمنى أن تكون السنة كلها + شهرين ونص من السنة القادمة ؛ كلهم رمضان !
وأن "ماهر المعيقلي" أجبر دموعي على أن تنهمر ْ
وأني تخلصت من أدران روحي
علّقتها لشهر - على الأكثر - على شماعة التوبة ..
وأن عباداتي شكّلت أزمة اقتصادية للشيطان لفرط ما أتيتُ به من حسنات ؛
؛ وأني أستشعر ملاييناً يقترفون الصوم الذي أقترفه !
وأني أتذكر مشاكسات الطفولة في "رمضانات" مضت ..
لكني لن أقول في نهاية كلامي لكم عن كل ما سبق أنه (كذبْ)
وأن أول من سأكذب عليه هو "أنا" .. ثم أنتم ؛
فبعد كذبي هنا ..
سأذهب للنوم ، فوقت انتهائي من الكلام كان فجراً
.. وموعد الاستيقاظ سيكون عصراً
؛ سأنتظر الإفطار
وسأسبقه بـ1052 شتيمة على شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ..
وككاذبةٍ محترفة .. فعلى مائدتنا كل ما لذّ وطاب !
.. وستنعم قمامتنا اليوم بوجبة لم تحلم بها طيلة السنة ْ
سآكل .. حتى أنتفخ ْ
؛ و "طـُز" في الصومال ومن والاهم !
وسأشرب عصير "اللهم نفسي" ،
.. واللي معوش مَـ يلزموش ْ
سأذهب لأموت من الضحك أمام "أم الحالة"
؛ وأزكّي صيامي بـ"طاش ما طاش"
ثم أقف على باب الحارة .. منتظرةً أن يُفتح !
وأنهل من بركات MBC .. وأخواتها
حديثي عن غزة قد يبدو مملاً ،
.. فقد سئمه كثيرون ، والباقون ربما يشاورون أنفسهم !
ولأنكم سمعتموه مني قبل ذلك ..
؛ وهو بطبيعة الحال ليس بجديد ْ
فقد جرّبتُ أن أمارس حياتي دون أن أفكر بها
أو أكتب عنها ..
.. قد تكون سئِمَتْ من أن ينطق باسمها كذابون
منهم "أنا" طبعاً ؛
لذلك تركتها ترتاح مني .. شهراً - على الأقل - !
أستطيع أن أبدو أمامكم كـ"مثـقفة"
أنال من التصفيق ما تحمرّ له الأيدي ،
.. ولا أرد إلا بعد عشرين ردٍ على الأقل !
والأمر ليس بتلك الصعوبة ،
.. وقد تستطيعون تجربته بسهولة !
سأحدثكم أني استيقظ صباحاً .. أشرب قهوةً
.. وأقرأ جريدة الشرق الأوسط ْ
أضع بعض الكلمات العامية ..
؛ وأحدثكم عن رؤيتي لحلّ قضية فلسطين
.. ومشكلة مياه الشرب في جدة
وريّ المزروعات بالمجاري في مصر ،
وعن أفكاري في استثمار الألمونيوم في الغابون !
أحدثكم عن ما قاله "سارتر" .. وبعضاً من حكم "دافينشي"
؛ وعن مقطع من إحدى مسرحيات "شكسبير" ْ
وعن النكتة التي ضحك منها "تشرشل" ..
وعن وصية "روزفلت" وهو على فراش البيت الأبيض !
.. عن أهم ما بناه المهندس "رافاييل" في العصور الوسطي
وعن فلسفة "مكيافيللي" .. وبلاغة "بارت" و "دان براون" ..
أحدثكم كثيراً بالإنجليزية ،
.. وأخبركم عن أمريكا وما فيها !
أحدثكم عن مطعم "تولوز" المجاور لمجلس الشيوخ الأمريكي في واشنطن ْ
؛ وعن طعم اللحم المقدد مع البيض هناك ْ
وعن متعة قيادة السيارة على طريق "ليسبرغ" .. حيث أشجار القيقب العالية !
وروعة الرغوة الخاصة بكأس الكابتشينو وأنت تستمتع بها صباحاً في أحد الشقق في "ويست بروك"
.. وعن روعة خليج "شيسبيك" ومناظره الخلابة ْ
وعن زيارتي لجزيرة "والبوس" .. ورائحة الموت هناك !
كل ذلك مدعماًَ بإنجليزية بلكنة أمريكية .. كتلك التي يتكلم بها المارينز ْ
الأمر ليس معقداً ،
.. فالشريط الإخباري لأي قناة كفيل بأن يحقنني بأخبار تحتاج لأسبوع كي أقولها
قليلٌ من الكذب لأخبركم أني أشرب القهوة ،
.. وكمية أعلى قليلاً منه لتعرفوا أني أستطيع الكلام بالإنجليزية مثل "البلبل"
وقراءة لإحدى الروايات الأمريكية المترجمة للعربية تخبرني بكل الأماكن أعلاه ،
وفيلم أكشن أمريكي .. أحفظ منه بعض الجمل الحوارية
؛ وتدخُّل من السيد "جوجل" لمعرفة الشخصيات أعلاه .. وبعض الأمور الأخرى
ثم إني .. (مثقفة) !
ماذا بعد ذلك .. ؟!
لا شيء ْ
؛ تجرب كل ما يُمكن أن تفعله في هذه الحياة كل صباح ْ
تجتاح الحياة بـ"ميركافا" لا يوقفها أي لغم !
تستيقظ ؛ تلتهم الأنفاس .. لتقول أني ربما ما زلتُ حياً
.. وتؤكد للدنيا أنك سـ"تتسافل" بالقدر الذي تمنحه إياكَ روحك
فلن تغيب الشمس إلا حمراء فاقعٌ لونها من الحياء !
.. تأكل حتى التخمة ،
تشرب .. ماءً أو كوكاكولا !
؛ تسمع أخباراً .. تودّع أولاداً وزوجة
دوام .. وأشياءٌ أخرى ؛
و نوم ْ
كآبة وملل .. فقد اقترفتَ في هذه الحياة كل ما فيها
أسمعُ عن أنّ أناساً يعتنقون ديناً - مثلي - اسمه الإسلام ،
يبدؤون .. حيث ينتهي تقرير الجزيرة/العربية
وأنتهي .. حينما يبدأ "زكي شان" على روتانا !
وفي الفترة المغلقة بين البداية والنهاية .. ترتكبُ شيئاً يسمى [حياة]
؛ تتلخّص في القدرة على تضييع أكبر قدرٍ منها
وإجبار العداد التنازلي للموت على أن يتناقص .. بالقوة !
.. مؤكداً لنفسكَ أنك أتفه من أن تكون شيئاً يُذكر ْ
أو بشكل أبسط .. أنكَ "لا شيء" !
ولأنكَ تستمتع بتعزية نفسك بموت ضميرك ،
تهمس لروحكَ "وهو غيري شو عَمل يعني ؟!"
؛ وانتهت الحياة !
أتسامر أنا وغزة ليلاً ..
فعادتها السهر ،
ترقباً من عدوٍ ما زال "يتحركش" بها
.. من موتٍ يكمن في صدرها
تحاول كتمه كل يوم ؛ فتفشل !
وتعانق زفراتها روحاً من أبنائها .. لتكتمل سلسلة الأرقام الآدمية الميتة بصمت ْ
تمسكني من أذني بعدها لتقول لي "مش قـُلتلك" ؟!
.. وكعلامة تطنيش لكل من لا تؤمن بهم ؛ تسهر ْ
تخبرني أنها "كافرة" بثقافتي !
هكذا .. وبكل صراحة تتقن إخراجها
.. وبلا إحراجٍ ؛
فقد اعتادت على تعرية الحقيقة دون أن تخرجها بأي ملابس .. حتى لو كانت من ماركة Femi9
أستجمع شيئاً من صدقي ..
وأخلع كل أقنعتي الكاذبة ،
أتفل في قلبي .. وأغسله بخرقة غزّية بالية
أتأكد أنه ما زال وسخاً ..
بعض النظافة قد تفيده ! على الأقل لحين أن تنتهي من كلامها ..
ثم أعيده قذراً كما كان ْ
.. أغسل روحي بـ"الأسيتون"
؛ أبتسم .. دون أن أسألها "لماذا" ؟
.. لأني - ببساطة - أصدق غزة !
فلم تكذب عليّ منذ أن قبـّل يدها "الرنتيسي" ؛
.. ومنذ أن بدأت تسامرني
؛ أصدّق كفرها .. ولو قليلاً
وأعود لـ"أنا" التي أعرفها منذ زمن ..
أتكلم عن ما أؤمن به ْ
؛ وقد أخبرتني غزة أن أتكلم عن رمضان
رمضان الذي لم يزرها هذا العام ..
.. فقد بقي ينتظر على معبر رفح منذ ثلاث سنين !
؛ وقد أخبرها أنه "ربما" يعود للمعبر إن وجد طائرة تحمله ْ
أو نفقـاً يبقيه "فرعون" وجنوده ، لعله يستطيع التسلل داخل علبة حليب لـ"أسامة"
وقد حان وقت رحيله الآن !
عن نهاره الذي يحرق جباه الغزيين الشامخة ،
.. وعن ليله الذي يدعو فيه "هنية" كل يوم : يا رب .. فرّجها
عن إفطاره الذي لا يوجد فيه أجيال "فيمتو" .. ولا "كنور" وملحقاتها
؛ ولا "ليز" الغائب عن السلَطة ْ
عن تراويحه التي لن يعقبها قطايف .. !
؛ عن مسائه الصامت .. كأنه يصلي
عن "أسامة" الصائم قسراً .. فالحليب يهدد الأمن القومي الفرعوني
وأمه لا تمتلك إلا ماءً .. وتمراً ، ودعواتٍ في جوف الليل
تصبّره كل يوم دون أن يفهمها ..
أن يا بني "ما من امريء مسلم يخذل امرءاً مسلما في موضع تُنتهك فيه حرمته ، ويُنتقص فيه من عرضه ، إلا خذله الله تعالى في موضع يُحب نصرته"
تصلى على النبي صلى الله عليه وسلم بعدها .. وتعلم أنه قد ردّ لعصفورةٍ صغيرها ،
؛ تبتسم .. فليس لدى أهل غزة عصافير إلا في الجنة !
ولا تعلم إن كان الجرح في القلب يُفسد الصوم .. أم ينقض الوضوء ْ
.. عن موسى عليه السلام وعمرو خالد
وبعضاً من الكهرباء في وقت "قصص القرآن" تخبرهم أن الظلم حتماً زائلُ
عن شوارعهم المليئة برائحة الموت ..
؛ عن أحلامهم التي تاهت ونسوا أن يعلنوا في الصحف عن فقدانها
فقد نسوا أوصافها .. !
عن مخيماتهم .. عن جدران بيوتهم
عن حجارةٍ من طين .. ليست لتهدم ما بنى "أبرهة"
بل لتبني ما هدمه اليهود !
عن تشققات أيدي نسائهم ، وقد علق بها شيءٌ كثيرٌ من عزّة النفس ..
؛ .. عن أعراس شبابهم وأنشودة "لا تبالي يا غزة"
عن ما كتبه ذاك الطفل بقطعة من فحم "هنا غزة" ..
عن توقيعه "المخربش" تحت جملته .. المليء بالتحدي
عن مصاحفهم التي تعودت على أيديهم ؛
وأيديهم .. التي اعتادت على ملمس الكلاشنكوف ،
ولم تلمس "عرباية" شراءٍ يوماً ما
.. فليس لديهم "كارفور" !
عن أرجلهم المنهكة .. من الجري وراء الموت ْ
عن بطونهم الخاوية من الذل ؛ المتخمة بالعزم ..
؛ عن قلوبهم الكبيرة .. الصغيرة جداً على أي مكانٍ للتراجع !
عن عيونهم .. الحاملة لكل هموم الأرض
؛ عن وجوههم الشاحبة .. الصابرة
عن رسائل التهنئة على جوالاتهم :
" نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة ،
فهذه التهنئة صالحة لكل من :
رمضان ؛ عيد الفطر ؛ عيد الأضحى ؛ رأس السنة الهجرية
المولد النبوي ..
وكل مناسبة ستأتي لمدة سنة !
وكل عام وأنتم بخير " ..
عن "أسامة" .. وصراخه كل ليلة ْ
أخبرتني غزة ..
أخبرتني أن "عمار بين ياسر" لم يدع ُبطول العمر لأبي جهل
بعد أن حاول "ابن مسعودٍ" اغتياله ،
.. ذاك أن عمّار "حر" قبل كل شيء !
و ابن مسعود شرب عزّة النفس من "أم عبد"
؛ تماماً .. كما شرب القرآن غضاً طرياً
أخبرتني ..
قد تجدي "إسرائيلياً" يدعو لـ"هامان" بالصحة والعافية ْ
؛ ويكتب على "ورق البردى" في كل مكان : أن شكراً لله على الأمن الذي حققته لنا !
لكن أهل غزة .. ليسوا من بني إسرائيل ْ
أخبرتني ؛
حينما جاء الموت سهلاً عنيفاً سائغاً للغزيين !
أرادونا أن لا نحس به ..
قالوا لنا : اشربوا بنادول ،
.. ولما عجزوا عن إيصاله ؛
أطلقوا حملة "بنادول اكسترا" ..
شعارها : تبرع بحبة بنادول .. تمنع الألم عن مسلم منيل بستين نيلة في المجموعة الشمسية !
>>
|
|
|