اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
يتصور بعض الناس أن العرض هو ما يتعلق بالتعفف عن الفواحش كالزنا ونحو ذلك لا العرض هو كل موضع قابل للذم أو المدح في الإنسان فأي شيء فيك يقبل المدح والذم فهو عرضك . وتحريم النيل من عرض المسلم أصل شرعي من دين الإسلام فمن مقاصد الشريعة العليا حفظ العرض وقد خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم على مائة ألف نفس من صحابته الأبرار في حجة الوداع فقال في هذه الخطبة:
(إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت؟)
والأعراض: جمع عرض وهو موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو في سلفه أو كل من يلزمه أمره.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه). ونظر عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما يوماً إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة منك. وقال صلى الله عليه وسلم:
(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: (يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها) فقال صلى الله عليه وسلم: ''هي في النار''
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: (حبسك من صفية كذا وكذا) يعني: هي تشير بيدها تريد أن تقصد أنها قصيرة فقال عليه الصلاة والسلام:
(لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته) هذه كلمة خلطت بماء البحر لتعكر منها ماء البحر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من آمن بلسانه ولما يدخل الإيمان قلبه! لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته) يعني: كما أنه يتتبع عورات الآخرين يفضحه الله ولو في جوف بيته لأن الجزاء من جنس العمل.
اللهم استرنا فوق الأرض واسترنا تحت الأرض واسترنا يوم العرض يا أرحم الراحمين يا رب العالمين آمين... آمين...آمين.