المهاجرون .. أحلام و أوهام وواقع مرير.........
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته...
في السبعينات من القرن الماضي كان باب الهجرة مفتوح على مصرعيه بسبب الثورة العمرانية والصناعية التي عرفتها فرنسا ؛ خصوصا تثبيت البنية العمرانية لباريس وضواحيها , و انشاء وتوسيع مطارات باريس (اورلي ورواسي شارل ديغول ) الكبيرين , شق الطرق السريعة و الانفاق و الجسور و استحداث الميتروا بالاضافة لمتطلبات مصانع النسيج من اليد العاملة خصوصا في الشمال الفرنسي .....
كان الطلب عن اليد العاملة يكتسي صغة منظمة عند مكاتب التوظيف المنتشرة في ارجاء المستعمرات الفرنسية السابقة , خصوصا في الجزائر ..
استقر هؤلاء المهاجرون بادئ الأمر فرادي في سكنات فردية بعمارات شاهقة ؛ انتشرت في كل شبر من الضاحية الباريسية خصوصا.....
فعلت السلطات الفرنسية الكثير من القوانين المغلفة بالكثير من الامتيازات تمكن هؤلاء العمال من احضار عائلاتهم و اولادهم الى فرنسا ...
هرع الكثير منهم الى اتخاذ قرار احضار العائلة بعدما سهلت لهم السلطات الفرنسية الكثير من الاجراءات المدروسية هادفة الي خدمة الدولة الفرنسية في الاستغلال العقلاني لتلك الثروة البشرية.......
بحلول نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ؛ حدثت ازمة نقص الموالد بالنسبة للتعداد الكلي للتركبة البشرية للدولة الفرنسية ؛فما كان من السلطات الفرنسية الا ان رفعت علاوات الام الحاظنة الى مبالغ كبيرة جدا ؛فانجر اكثر نساء المها جرين الى الاكثار من الولادة طمعا في الامتيازات اكثر من الرغبة في االمولود......
منذ تلك الحقبة وأفكار الاستقرار النهائي يقظ مضاجعهم فسعي اكثرهم الي جمع المال وبناء بيوت بل قصور‘ في كثير من الاحيان ببلدانهم الاصلية وفي خظم هذه الافكار كان اولادهم يشربون من المدراس الفرنسية ثقافتها ‘ ولما ازفة ساعة الرحيل وجد الاباء انفسهم امام حقيقة مرة انحصرت في ثلاث نقاط...
* حصول المهاجر على التقاعد من عمله بعد السنين الطويلة التي قضاها في عمله..
* عزوف الزوجة عن قرار الدخول النهائي للبلد بحجة ارتباطها بمصير اولادها...
* الرافض القاطع للاولاد لفكرة العودة النهائية , بمبررات واقعية من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية...
والنهاية هو ان هذا المهاجر الذي عمل الكثير في سبيل ابنائه واهدفه في العودة النهائية للبلد انكسرات احلامة واندثرت اماله على صخرة صلبة تشابكت في صنعها وقائع واحداث ومستجدات متلاحقة جعلت منه حائرا في امره وانقسمت وجهته عينا هنا على اولاده وعائلته واخرى هناك على ممتلكاته بالبلد الاصلي.......
المصدر : اسلام اون لاين
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر
" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!
من مواضيعي :
|