لَعِـب الأسـى بمكامنـي أمـاه
والحـزن أثقلنـي فمـا أقـسـاه
غادرت أيامـي إليـك يشوقنـي
قلبٌ تمـزق فـي عميـق هـواه
غادرت اهتصـر الزمـان بجعبتـي
عـمـرٌ يـئـن وخـافـقٌ أواه
في كل لاعجـةٍ حديـثُ صبابـةٍ
هملـت عيـون حنينهـا أمـواه
وبكـل بارقـةٍ تلـوحُ حكايـةٌ
علق الفـؤاد بهـا وصـبّ دمـاه
الليـل ذكرنيـك يـا أمـي وإن
طلـع الصبـاح يُذيبنـي مـرآه
لاشيء إلا وهو يذكر فضل مـن
أهدت أريج الورد عـرف شذاه
لا شيء ألا وهـو يلهـج ذاكـراً
فـي العالميـن بفضلكـم أمــاه
أنا هاهنا والأمس يقطن في دمـي
نـوراً يضـيءُ الخافقيـن سنـاه
ويعيدنـي أمـي إليـك بلهـفـةٍِ
عظمى وشوقٍ قد همـت عينـاه
لاهـم لـي إلاك ليـس يشدُنـي
إلا حديثـك والهـدى مـسـراه
يـاأم عبـدالله قولـي فالـعـلا
أذنٌ وأيــام الـدنـا أفــواه
يا أم عبـدالله يـا بنـت الأولـى
وهبـوا الإبـاءَ جلالـه ولـواه
يا بنت من وقف السمـو ببابهـم
قزمـاً وألـقـى تـاجـه ورداه
يابنت من شاد الفخار وأحجمـت
دنيـا المفاخـر مـذ رأت يمنـاه
يا بنت من أهدى العقيدة روحـه
وكفاحه السامـي ونبـض قـواه
يا بنت صديـق الرسـول وحبـه
ورفيقه فـي الغـار يـوم دعـاه
يا بضعـة الصديـق يـا قرشيـةً
تيـمٌ لفضلـك مالهـا أشـبـاه
يا درة الدنيـا وشامـة حسنهـا
قلبٌ يشـع الطهـر مـن تقـواه
ماذا أقول لكـي أفـي بحقوقهـا
والدهرُ يقصـرُ إن طلبـت مـداه
وبمـا أحـدث هـل رأيتـم ذرةً
بلغت وقـد رأت الشمـوخ ذُراه
وإذا اليراع حـدا تهـدّج صوتُـه
خجـلاً ولمـا يحتفـي بـحـداه
ياربـة الشـرف الرفيـع تلطفـاً
عـذراً وحسبـي ماكتـبـتُ الله
أولسـت خيـر حليلـةٍ وحبيبـةٍ
ملكت على المختار جـلَّ هـواه
جاءت يحفُ بهـا الحريـرُ بسرْقـةٍ
تزهـو وجبرائيـل قـد وافــاه
وتبسم العمر المهيـب وأشرقـت
عين المناقـب مـذ رأتـك منـاه
فأجاب خير الخلق إن كان الـذي
ما جاءني مـن سيـدي أمضـاه
ولقـد بلغـت مكانـةً فنبيُـنـا
قد قـال وهـو مفارقـا دنيـاه
:إني أُريتك فـي الجنـان حليلتـي
ولأجل ذلـك هـان مـا ألقـاه
فلأنت وجهُ الحـبِ لهفـةُ روحـهِ
وصفاه أنـت وصوتـه وصـداه
ولأنت إحسـاس الحيـاة وقلبُهـا
صدقـاً وإنـك للـوجـود رؤاه
ولأنت أصل الطهر منبع نـوره ال
سـاري وبهجـةُ أرضـه وسمـاه
تلك(الحُميـراء) التـي إن أقبلـت
خضع الزمان و ذللـت جنحـاه
وإذا رآها الدهـر أطـرق هيبـةً
وتلعثمـت لجلالـهـا شفـتـاه
لـم تنـزل الآيـات دون لحافهـا
جـلَّ الـذي لا منتهـى لعطـاه