العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 11-03-2009, 09:38 PM   #1
سيدي حرازم يطرونس
المشرف العام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: SDF
المشاركات: 1,056
إفتراضي إرحمونا يا طحالب الشريعة والفقه الديني ©

هناك فقهاء عمالقة خلقهم الله مجددين ومجتهدين بطبعهم، وهناك توابع وأذيال، وهم أولئك الذين دخلوا مدرسة الفقه بعد أعلان نتائج الامتحان.. يقرأ أحدهم لفقيه كمالك أو أبي حنيفة، أو مجتهد كابن تيمية مثلا، ثم يهيج ويعتقد أنه اصفر واستوى على سوقه، ويبدأ بالعربدة على الورق الإلكتروني، ينتقد ويقدح، يفتي ويحكم، يبث في المسائل ويقدم الوسائل، وكأن الأخ صانع العقيدة والفقه الأول والأخير.
أقرأ ما يكتبه بعض أولئك وأشاهدهم وقد تحولوا إلى مشعوذين يطرحون قضايا أعقد وأصعب من أن يخوض فيها عباقرة الفقه، فكيف بالأوباش، والبله، ومرتزقة المواقع الالكترونية.
ليس من حق أحد أن يحجر على كتابة الناس، فالكتابة حق للجميع، ولا مانع أن يجتهد أو ينظر ويتفلسف من يشاء، ولكن المانع هو أن يتجاوز حدوده المعرفية، والفقهية، والعقلية، فينفش ريشه، ويحلق في سماء من الوهم الأجوف، فيحط من الدين العظيم الذي نؤمن به، ويحط من عمالقة الاجتهاد والتجديد، بمجرد أن عرف أن هذا التيار ضدهم، فيزدريهم بذاته المنفوخة بالأنا والتعالي الأجوف، فتسمعه يكرر : "سؤالنا، وقلنا، وكتبنا، ونحن نرى، ونصحنا، وصححنا، والأمر عندنا... إلى آخر ما ينتهي عنده بـ نون الإنتفاخ الأجوف."
وهذا الفقيه، المجدد، المفتي، والمجتهد العملاق، أو الذي صنعه هذا الدهر "المفند الخبل" كما يقول الأعشى، كل حظه من العلم الشرعي والمعرفة الدينية أنه قرأ موضوعا أو موضوعين، فصلا أو فصلين، كتابا أو كتابين، أو قضى في موقع إلكتروني ساعة أو ساعتين، يوما أو يومين، ونزل على صفحة أو صفحتين، ولخص أفكارها، وجمع نقاطها، ودسها دسا مشوها، في موضوع يخادعك أنه شيء من الدين، وهو ـ إن صح التعبير ـ موضوع إنشائي وخليط مقحم لأحاديث من هنا ونصوص قديمة من هناك، لا برهان له على إثبات صحتها، سوى ما نقله من موقع آخر سار على نفس النهج في تفريخ المقالات وتوليد النصوص على طريقة البكتريا وما يسمى في العلوم الطبيعية بالتوالد بالانقسام الإختزالي.
كما تجده ينثر أسماء بعض أعلام الفقه والشريعة في ثنايا نصوصه كي يبهر الناس بثقافته الوهمية وعلمه الأبله، لكن هذا المتفيقه وأمثاله مهما أنشأوا وأكثروا من الخرط حول الفقه والشريعة فلن يكبروا ولن يكونوا فقهاء مهما امتد بهم العمر، لأنهم زبد وفقاقيع وطحالب ينطبق عليهم قول الشاعر زياد الأعجم :

وهم من العمل الزاكي بمنزلة
............................ كطحلب الماء لا أصل ولا ورق
لا يكبرون وإن طالت حياتهم
............................ ولو يبول عليهم ثعلب غرقوا

وما أكثر الطحالب، وما أكثر الغارقين في مياه الثعالب.

أما الفقهاء العظماء والمجتهدون الأجلاء، فمنهم من كتب كتابا واحدا وهز الدنيا وغير مسارها، أما الثرثارون والمتنطعون والجماعون والحائرون، الخابطون في كل شيء، وفي الشيء وفي اللاشيء، فكتاباتهم لا تذهب إلى الرؤوس، وإنما تذهب إلي البطون فتزيدها مغصا وقرقرة ووجعا، ولا يمكن أن تذهب إلى العقل فتزيده ثقة، ولا إلى القلب فتزيده إيمانا.
أنا لا أتجنى على أحد، فأنتم ترون بعضهم في حياتكم، وحواليكم، وتعرفون سلوكهم، ومنهم من تابعتهم تاريخه ونشأته الثقافية وعمله المهني، وشخصيا أرى منهم الكثير، حين أستمع إليه وقد جحظت عيناه كعجل مخنوق، ربما من شدة التقوى، ومن قوة الإيمان، أو ربما من شدة الوحي والإلهام الذي يقع عليه، فهو بتعابير وجهه الجاحظية يستنكر ويستنكف، ويفتي ويهدد، وقد يُكفر، وقد يُخرج من الملة.
شيء مخجل، وضحل أن تسمع مثل هذا الهذيان المحموم، أن تسمع مثل هذه الخزعبلات التي يحاول أصحابها إضفاء روح الفقه الإسلامي ومقاصد الشريعة عليها، وهي في الحقيقة متخلفة، جاهلية، ومختلة العقل.
فيا أيها المتفيقهون، إتقوا الله فينا، أو على الأقل اتقوا نظرة الخجل والاحتقار من الآخرين لهذا الهدير الكاذب، والجعجعة المفضوحة، والهذيان المسرف، بل وهذه القوقأة التي تشبه قوقأة الدجاج، واحترموا بصمتكم الصقور في الفضاء فإنها أقل الطيور نطقا، لكنها أصلبها مخلبا.

قال صلى الله عليه وسلم :
"إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا، بغير علم، فضلوا وأضلوا".
__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"

آخر تعديل بواسطة سيدي حرازم يطرونس ، 11-03-2009 الساعة 10:06 PM.
سيدي حرازم يطرونس غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .