العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: التراب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرواسى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرغب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اسم فرعون بين القرآن والعهدين القديم والجديد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القضاء في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطمع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاستنباط في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المواقيت فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: العفاف فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 15-02-2009, 10:56 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي قصيدة رائعة للشاعر طاهر العتباني

بسم الله الرحمن الرحيم


الشاعر العزيز طاهر العتباني يمتاز بقدرة رائعة على توليد الصور والمعاني المتنوعة ما بين الفلسفية والإنسانية ، وغيرها من الأشكال والمضامين الإبداعية في قصائده . وهو إلى ذلك يمتاز بطول النفس ، وإن كان يعيبه بعض الإطالة في السرد إلا أنني أرشحه بشدة للقيام بعمل ملحمي من طراز فريد.. يخلد ذكرى كفاح الشعوب والشخصيات القيادية المجتمعية البارزة ..ونرجو منه أن يزيدنا من إبداعه مع وعد بأن أقوم بتعليق تفصيلي على كل ما يكتبه بإذن الله ، وله منا خالص الشكر والتحية ...قلم نشرف به دائمًا .
إليكم واحدة من روائع قصائده..

القصيدة:
أحمد ياسين

(1)

من دمك
يطلع الفجر من ليله المرتبك
من دمك
يتوضأ فجر العصافير بالأقحوان ...
وليل الزنازين بالمعترك
من دمك
سوف ينطلق العطر كي يشتبك

***

بدماك ...
تؤرخ للقادم عبر الأيام
لسنابل تومض في غزة ...
في القدس ...؛
وفي شارات الأحلام
بدماك
يتوضأ فجر السنبلة الأولى
منذ القسام

***

فجر قلمك كالمدفع
لاتجزع
السرب طويل
والدرب رحيب

متسع للخطو الأوسع
لاتجزع
خذ من دمه ما يرويك سنينا
مايغرق أنهار الدنيا دمعا
وحنينا
مايملأ سحب الليل البلقع
فجر قلمك كالمدفع
وانقش من دمه الصافي
فوق الصخر نقوشا لاتضرع
إلا لله...،وإلا أن تمنع
وجه فلسطين ...،وإلا أن تصفع
وجه الشارونيين جميعا
في وطن يخدع

ياأختاه ...
وصوتك قنديل في الليل..
وجمرة عدل أوقدها صوت الخشع
ياأختاه ...
وإهدار دمانا ...
في ليل الضفة يسمع
إني فجرت دمي
إذ فجر دمه هذا الشيخ المشبع
بالنور ...
وهذا الصبح المشرع

(2)

لمن تكتبون المسيرة يا أصدقاء ؟
لمن تكتبون المسيرة ...،
هذى التواريخ محشوة بالضياع ...
ومسكونة بالدماء
وهذى الطواغيت يعبدها العابدون ...
ولا يذكرون السماء
لمن تكتبون المسيرة ..؟
هذى هي الأرض مرهونة للخفافيش
مسجونة في الغباء
لمن تكتبون المسيرة ..؟
هذى معابدكم للأسى والخشوع ...
وهذى قلوبكم للرياء
ووجه الحقيقة خلف القلوب التي ...
حجب الضوء عنها...
ومات لديها الرجاء

***
لمن تكتبون المسيرة ...؟
"أحمد "يكتبها كيف يحلو له...
وله ما يشاء
و"أحمد"تعنو له الأرض ...
تكتبه في سويدائها...
تتنفس من دمه
وتعيد المدى للطيور ...
وتعطي الأسى للرجاء
و"أحمد "يذكره وجه أصحابه ...
ويجيئون من كل صوب له
ليريحوا على صدره حزنهم والبكاء
و"أحمد"باقــة ورد يعانقها الشوك ..،
لايجرح الورد أشواكه ...
فالندى للظى لغة وارتواء
والندى للظى أسف وانطفاء
لمن تكتبون المسيرة ..؟

"أحمد" في طلعة النسر ...
يعنو له كل هذا الفضاء
ويعنو له كل من يزحفون ..
على صدرهم في السهوب ..
ومن يزحفون على صدرهم
في الشقاء

(3)

صديقان نحن أيا سيدي ..
منذ لم نلتق
منذ لم نخلق
منذ لم يعزف الدمع أحزانه
في رؤى المطلق
صديقان مذ عرفتك البحار
التي فجرت
وإلى الآن لم تنطق
صديقان مذ عرفتك القلوب
التي سوف تأبى
وهذي السنون التي بعد لم تحرق
صديقان مذ كتبت شوقها
لفحات الدفاتر
في موجها المحرق
صديقان مذ كتب الشعر أشجانه
بالحروف التي بعد لم تخلق
صديقان مذ عزفتك الرياح ...
بلألائها الواثق
ومنذ استحلت على جبهة الليل
وردة نور ترف على المفرق

ومنذ استحلت ضميرا ..
لأمتك التي عشقتك ..
وما عرفت
كيف تحمل عشاقها في العيون
وما عرفت سر تلك البلاد
التي بعد لم تشرق

***
يادم الأفق
يارياحا تهب على عرصات البلاد
لتفتح سجن المدى
للمدى الشيق
يادم الأفق
ويا برتقالة كل الصغار...
وريحانة للصباح الذي
يتحرق للمدنف العاشق
يادم الأفق
ومئذنة في الوهاد السحيقة ...
تعلن كل نداءاتها لخطى الشيق
يادم الأفق
وهوى ماله في البلاد مثيل
وليس له في هضاب فلسطين...
إلا الغراس الجنينات في الحدق
يادم الأفق
وبحارا مضت يتراءى
بأجفانها الليل مستشرفا
للدم العاشق
لسفائن تحمل من "غزة "عطرها
وترش المدائن بالعبق
***

أواه ياورقي
ياصاحب الأوجاع والحرق
يامدنفا بالعشق ..
يامسترجعا أرقي
أواه ياورقي
كتمت ضلوعك عاشقا دنفا
وطوت رياحك كل منبثق
وهفت غزالات اللظى ومضت
تستخرج الآلام من قلقي
إن كان صبحنا الأسى زمنا
فلقد كتبت ...كتبت وجه تقي
وعلى المعاطف أحرف هدأت
في كل مشتاق ومستبق
حملت به الدنيا فأرقها
تاريخه وهفت لمحترق
حملت به الأوجاع فانطلقت
تستخرج الأفراح من شرق
حملت به الأرض التي هتفت
وبها النبي لبدء منطلق
هذا هوالمعراج يوم هفت
روح ل"أحمد"في رؤى العبق
أواه ياورقي
أواه ياورقي

(4)

له كل هذى الطيور التي في المدى
له كل هذا الحبور الذي في الصدور

له سرب هذى الظباء التي ...
تتلوى باوجاعها في القبور
له وجعي
حين يبدأ فيٍٍَ الجواد المهاجر
حين يراودني طيف "هند"
وقد حاصرتها سيوف العدا
وبكتها العصور
له روح شعري ورقصته
والبكاء المرير
له مايراود بحرا عن اللؤلؤالمختبي
في سويدائه
وله شهقات الشهيد الذي
أزمع الرحلة المستضيئة ...
خلف الزمان الكسير
له عالمي ...وردتي ...
ودموعي التي نزفت
والمحاجر حين تشظى
ويكتبها الشوق نحو العبور
له ماأقاسيه من خلجات الشعور
له من زيارة أحبابه
في رحاب التهجد...
حين يرتل آياته ..،
هتفات الطيور

***
" الطيور الطيور
تحتوي الأرض جثمانها
في السقوط الأخير " (*)
والطيور النسور

حين لاتحتويها البلاد القبور
تتراءى لها الأرض ذكرى
وفي روحها نفحات العبير
وفي خطوها عالم من حبور
الطيور النسور
حين تلقى أحبتها
تتراءى لها الأرض غارقة
في السعير
ومشنوقة في الغرور
الطيور النسور
ماطوت الريش ما استسلمت
كسرت قيدها وهي تصعد ..
نحو العبير
كسرت قيدها ..
وهي تكتب في الخلد أشواقها
وتمد جناحين من سندس وحبور
الطيور النسور
رحلة نحو نور
والطيور التي لاتطير
رحلة في ظلام القبور
عالمان هما ...:
الجناح الأبي ...،
وهذا الجناح الكسير
والشهيد الحيي...،
وهذا المتاع الغرور
والذي تحتسي الأرض من دمه
عشقها ...،
غير من تتعفن فيه الدهور
والذي يحمل الزهر ذكراه
كي يمتلي بالعطور
غير من يتضور فوق أريكته
اليأس والزمهرير
والشهيد الجسور
غير من مات في مقعد الذل
أو مات في وهمه
حين دق النفير

***

صاحبي "أحمد "
كان يملؤني بالبطولات ...
حين يطل علينا بوجه منير
كان يغرسني في جميع الثغور
مستباح أنا في جميع الثغور
مستباح ...،وليس لي الآن ...
غير اعتناق البطولة ...،
غير احتساء اللظى والبكور
مستباح أنا ...،
والهشيم الذي ،
أطفئت وقدة الحق فيه ،
انتضى سيفه كي يغير
صاحبي "أحمد "...
كان يشرق في فجر روحي
ويملؤني بالرضا والسعير
كان يكتبني في الربوع التي
يطلع الورد فيها ،وتزهو العصور
كان يملؤني بالحكايات...
عن وجه أمي التي فقدتها النسور

كان يوقظني كل فجر..
ويطلقني في مداه الجسور

(5)

ياعيون الشعراء
أبصري ..هذي دماء

ياعيون الشهداء
أبصري مالا نشاء

ياعيون الفصحاء
ليس جمرا كل ماء

يادماء الشهداء
أنت صوت ونداء

ياعيوني ..لابكاء
يالساني ..لاعزاء

ياجموع البلداء
سوف لاتبكي السماء طاهر العتباني

(*)من قصيدة الطيور لأمل دنقل

قصيدتي عنه
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .