تريليونان ونصف التريليون من الدولارات، وربما أكثر حجم تبخّر الأموال العربية في أمريكا فقط بسبب الأزمة المالية العالمية المفتعلة، رقم يحتاج منا نحن غير المختصين بالشأن المالي عدة سنوات لعدّه.
مال عربي فيما لو استثمر في مشاريع تنموية وبخاصة في تلك الدول العربية البكر والمحتاجة لمثل هذا المال لانقلب واقع الفرد العربي دخلاً ورفاهية وصحة نفسية وجسدية، من حفاة وشبه عراة الى «خواجات وهوانم» لا يقلون شأناً عن الأوروبيين واليابانيين مثلاً.
تصور لو أن جزءاً من هذه الأموال المتبخّرة استثمر في السودان خزّان العرب الغذائي، أو في بلاد الشام ذات التنوع المناخي والجغرافي وذات التاريخ المنير في الزراعة والتجارة والسياحة، أو في بلاد الرافدين حيث المياه الوفيرة والتربة الغنية أو في بلاد المغرب العربي أو في أية بقعة أخرى من وطننا العربي، الذي يسمع كلاماً كثيراً عن الوحدة الاقتصادية والتكامل الاقتصادي بلا أية فائدة تماماً كمن يسمع قرقعة ولا يرى طحناً!!
ونحن نراقب القمة الاقتصادية في الكويت نتمنى لو أن أغنياء العرب، فكّروا ببني أمتهم وحوّلوا شيئاً من تلك الأموال لاستثمارها في بلاد العرب، لصالحهم أولاً ولصالح الأمة ثانياً، ولو حصل هذا لأصبحنا قوة اقتصادية وحضارية كبرى، إذاً هو اختبار لأغنياء العرب قبل فقرائهم في هذه القمة، اختبار الأحرار أو من يجب أن يكونوا كذلك بعيداً عن الخوف من الغرباء خلف البحار والمحيطات.
ولو أننا كنا أحراراً منذ عقود هل كانت الثعالب تعبث بكرومنا والذئاب تبطش بخرافنا؟!
وهل كان سيحصل ما شاهدناه من وحشية ونازية في شريان قلوبنا: غزة؟!- منقول
تريليونان ونصف تبخّر الأموال العربية في أمريكا
النمط المتطور