وَصدْرُ خريدتي قممُ المعالي
أخي العربيّ لا أخفيك سرّا
ألِفتَ الذّلَّ واستْتَعْذَبْتَ مرّا
هَرَبْتَ إلى يزيدٍ منْ يزيدٍ
كأنّك تشْتَهي ناراً وَجمْرا
بِلادُكَ قُطّعَتْ إرباً وصارتْ
لأهلِ الْخُبْثِ يا مغبون وكْرا
بَكَيْتُ على الحُسينِ وكانَ دمعي
يسبّحُ رَبّهُ فَجْراً وَعَصْرا
أرادَ أميرُنا الْمَغْدورُ خيراً
ولكنْ أضْمرَ السّفهاءُ شرّا
فَجَزّوا رَأْسَهُ حقداً وعاثوا
أمَامَ النّاس في الأوطانِ عُهْرا
وَسَبَّ الْمجْرمون على عليٍّ
لأنّهُ قاتلَ الكفّارَ جهْرا
أرى الطّلاقاءَ خانوا عهدَ طه
ويأبى أنْ يكون العبدُ حرّا
فإنّ الرّجْسَ ينْخُرُ في بنيهمْ
ويَهْتِك بيْنهمْ عرضاً وستْرا
رأيتُ مزابلَ التاريخ ملأى
بأنصافِ الرّجالِ تفوحُ غدْرا
َلأهل البيتِ في قلبي مكانٌ
بهِ أعلو على الثقلين طرّا
وحب محمدٍ يعلو عليهمْ
فمن فوق الثرى قد زاد فخْرا
وأشهدُ أنّ ربّ الناسَ ربّي
على ما قلته سيزيدُ أجْرا
وأمّا منْ بَغى تبّتْ يداهُ
عن الفردوسِ زادَ الروحَ هجْرا
فإني لم أخفْ منْ جهْلِ قوْمٍ
يرونَ شعيرَهم أدباً وشِعْرا
نظمتُ قصيدتي بخيوط شمسٍ
تُطيلُ قريحةَ الْفُصَحاءِ عُمْرا
مَدَحْتُ وَقَدْ هَجَوْتُ وَلسْتُ أَنْسى
إذا قلبي أحبّ الوصْلَ صدْرا
فَرُمّانُ الْحبيبة شَهْدَ روحي
إذا ما صارَ حرْفُ الضّادِ طيْرا
وَصدْرُ خريدتي قممُ المعالي
ركبت إليه كي ألقاه بحْرا
وصارَ الموج أعلى من شراعي
فأكْمَلتُ الطريقَ إليهِ برّا
وفي عيْن المليحة كانَ حرفي
كنورٍ كَحّلَ الْجفْنينَ صبْرا
أيا أهل الْقطيفِ أنا المعنّى
أسيرُ هوى التي تزدان عطرا
غزالتكم على أسدٍ تجنّتْ
تهزّ بمشْيها يا قوم خصْرا
رمتني باللحاظ لكي تراني
قتيلا يملأ العشاقَ ذعْرا
|