السلام عليكم
هناك كتاب جميل جدا و مفيد للاسف انه صدر في العام 1979 لكن لم يُاتفت اليه بشكل فعال و تمنيت لو تم ادراجه ضمن المقررات الدراسية , انه كتاب " التفكير المستقيم و التفكير الاعوج" لمؤلفه "روبرت ثاولس" اورد فيه ضرورة التفريق في الخطاب السياسي بين اللغة الانفعالية و اللغة الموضوعية ودعا الى التعامل في القضايا السياسية بنفس الموضوعية التي يتم التعامل بها في القضايا العلمية , لان الانفعال يحجب الحقيقة و يزيفها و يضخمها او يقزم من شانها .
اقول هذا الكلام لمن يمنح لامريكا حجما اكبر من حجمها متأثرا بالتضخيم الاعلامي , وصورة الكاوبوي التي لا زلنا نربطها في لا وعينا الجمعي بكل امريكي حتى و ان لم يكن قادرا على اخافة دجاجة .
دأب العرب على ربط تحركاتهم على صعيد السياسة الخارجية بالانتخابات سواء الامريكية او الاسرائيلية , وشاهدنا دولا مهتمة اكثر من اللازم بهذ اللعبة السياسية و انشغالهم بمن سيفوز بمقعد يؤهله لجلدنا و ذبحنا و تفتيت وحدتنا الموؤودة اصلا , كان ياسر عرفات يعلق مصير فلسطين بالانتخابات الاسرائيلية , و صار العرب يعلقون النصر و الفرج بالفائز الفلاني او العلاني في الانتخابات الامريكية مع العلم ان هؤلاء الرؤساء ماهم الا ادوات تحركها ايادي ليست بحاجة الى انتخابات " مصانع الاسلحة , مراكز الدراسات , المنظمات المتطرفة ك "ايباك" " .
اننا نعتقد ان الرئيس في الغرب شأنه في الحكم كشأن حكامنا الذين لا يجرؤ احد على ان يمدحهم بغير اذنهم , بينما تكشف لنا الاحداث يوما بعد يوم ان الديموقراطية في الغرب تمكن احقر رجل في بلده ان يقاضي رئيس الدولة و يتسبب بالاطاحو به و الدعوة الى انتخابات مبكرة .
اما بخصوص مقولة ابن خلدون " ثقافة الغالب تنتقل الى المغلوب" فليست قاعدة صحيحة دائما فقد اثبت التاريخ ان بالامكان حدوث العكس و هو انتقال ثقافة المغلوب للغالب كما حدث للتتار الذين اعتنقوا الاسلام وتأثروا بالثقافة الاسلامية . تحياتي
|
النمط المتطور