من حيث تأمن تأتيك المهالك 1ــ ٢!!
من حيث تأمن تأتيك المهالك 1ــ ٢!!
لقد كثرت المبادرات المطروحة لحل أزمة دارفور داخليًا وخارجيًا عربيًا وإفريقيًا ودوليًا وما زالت المشكلة فى غاية التعقيد ولا تبدو بوادر حلول فى الافق رغم مصفوفة الفاشر التى وقَّعها نائب رئيس الجمهورية مع مني أركو مناوي، وإن كنتُ أعتقد أنه إذا حاول مني أركو مناوي أن يميت أبوجا ويجمِّدها باعتكافه فى دارفور فهذا يصب فى مصلحة أي اتفاق جديد يمكن أن توقعه الحكومة مع الحركات المسلحة والذى لن يكون هو اتفاق أبوجا بأي حال من الأحوال، وبما أن هنالك مبادرة أطلقها رئيس الجمهورية أُريد لها أن تكون شاملة ومسنودة من جميع أهل السودان فهي ولا شك ستتجاوز أبوجا، فلماذا إحياء اتفاقية أبوجا طالما أنها لم تكن حلاً شاملاً للأزمة؟! لم توقف نزيف الحرب، وكشفت التجربة العملية الحجم الحقيقى للموقِّعين عليها، و هي ليست ورقة الحكومة فى التفاوض، كما أنها غير مقبولة من قبل الحركات المسلحة التى لم توقع عليها، وقد تعجبت جدًا من إحياء هذه الاتفاقية، وقد كنت أرى أن اعتصام مني أركو مناوي واعتكافه بدارفور وخروجه من القصر منة إلهية وموت مطلوب لأبوجا جاء من قِبل مني ولم يأت من قِبل الحكومة لتدخل فى مفاوضات جديدة مع الحركات المسلحة فى دارفور وليس فى عنقها التزام تجاه أحد!! تحدث الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية فى الإفطار السنوي لجماعة أنصار السنة المحمدية المركز العام حديثًا متفائلاً عن المبادرة العربية ورعاية قطر لها فقال : (إن عهدنا بدولة قطر أميراً وحكومةً وشعباً مودة صافية وحرصًا مشتركًا في كل ما فيه المنفعة والخير سواء في مجال التنمية والاستثمار أو في السياسة وفض النزاعات)، انتهى كلام نائب رئيس الجمهورية، إلا أنه وفي عالم السياسة الذى تحكمه الأطماع وتديره أجهزة المخابرات يبقى أسوأ الاحتمالات هو الأرجح ويمكننى أن أقول إن المبادرة العربية التي أُسندت إلى دولة قطر يُراد لها أن تكون آخر المبادرات لحل أزمة دارفور فإن قبِلت بها الحكومة انتهت الأزمة بالطريقة التى يريدها من ساق الطرفين إلى الدوحة، وإن لم تقبل كان مبررًا لتصعيد استهدافها وصولاً للغزو العسكري الدولي إن تطلب الأمر، ولذلك جرُّ الحكومة إلى الدوحة ربما تعود به بحل ترتضيه وهذا ما لا أرجحه نظرًا للعلاقات الأمريكية القطرية الحميمة، إذ توجد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى الشرق الأوسط، وإما أن تعود الحكومة من قطر دون التوصل لحل مدانة عربيًا قبل أن تدان إفريقيًا ودوليًا، ومن السطحية أن نظن أن حوار الحكومة مع الحركات المسلحة فى قطر سيكون حوارًا مفتوحًا شفيفًا يهدف للتوصل إلى حل موضوعي وليس على المستضيف إلا حسن الضيافة، إن قطر بالأدوار الإقليمية التى أصبحت تلعبها لا تبعد عن المصالح الأمريكية ومن حيث نأمن ونتفاءل يمكن أن تأتينا المخاطر والمهالك، زيارة الترابى لقطر وتأييده للمبادرة العربية وإسنادها لقطر جعلتنى أتذكر الدور الرئيس الذى لعبه الترابى إبان قيادته للإنقاذ فى انقلاب حمد بن خليفة على أبيه، وفى الطرح القطري للترابي بعد قرارات الرابع من رمضان، لأقول إن الترابي هو الأقرب لقطر وله صلات وطيدة مع المجموعة الحاكمة الآن، هذا الربط يجعلنى أتوقع أسوأ الاحتمالات وهو أن تقود المفاوضات المرتقبة بين الحكومة والحركات المسلحة بقطر ــ إن قامت ــ إلى الرؤية التى اتفق عليها الترابي وروجر ونتر وحركة العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان لحل أزمة دارفور، وأسوق هنا أخطر ما جاء في هذه الرؤية:
1/ تكوين حكومة انتقالية لمدة سنتين لا يرأسها البشير باعتبار أن الحركات لن تتعامل مع مطلوب للعدالة الدولية.
2/ مهام هذه الحكومة الانتقالية الآتى:
1ـ الالتزام بالمواثيق الدولية والتعاون مع المنظمات العالمية.
2ـ التعاون الكامل مع محكمة لاهاى.
3ـ إلغاء القوانين المقيِّدة للحريات وإحداث التحوُّل الديمقراطي.
4ـ إقامة مؤتمر لتحديد هُوية السودان.
5ـ إجراء تعداد سكانى دقيق وشفيف.
6ـ إجراء انتخابات حرة ونزيهة ومراقَبة دوليًا
7ـ إعادة النازحين و اللاجئين إلى ديارهم و تعويض الضحايا.
2/ تقسيم السودان الى سبعة أقاليم هي: الإقليم الشمالي/ الأوسط/ دارفور/ الخرطوم/ كردفان/الجنوبي و الشرقي.
3/ أن يكون للرئيس سبعة نواب هم رؤساء الأقاليم السبعة مع احتفاظ الحركة الشعبية والجنوب بكل ما ورد فى اتفاقية نيفاشا.
4/تقسيم العاصمة إلى ثلاث ولايات: الخرطوم، بحري أمدرمان، (تفكيك المركز)
|