كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحا
ترشفت آخر قطرات كوب القهوة الذي بجانبي و أعدت ناظري إلى الطريق
حيث كنت أقود و السيارة تنهب الطريق نهبا
ابرة السرعة كانت في أقصاها
حيث كان الطريق خاليا من أي أثر للحياة
كان صوت الشيخ سعد الغامدي يمزق سكون تلك الليلة
بشدوه بآيات القرآن الحكيم
التفت إلى جانبي لأجد صديقي و قد استرخي في كرسيه مغمضا عينيه
و ما أظنه إلا سابحا في ملكوت الله و مركزا مع ما يسمعه
في الكرسي الورائي، كان ابن أخيه، و اسمه أيضا ماهر يغط في نوم عميق بعد العشاء الدسم الذي أكلناه
فجأة و بدون سابق تنبيه
إذ بي أجد سيارة مقابلة لي
سيارة فلاحية من نوع 404 باشي بدون أضواء
أراد سائقها أن يقوم بنصف دورة في وسط الطريق
و لا أعلم ماذا دهاه لكي لا يتثبت من خلو الطريق من أي سيارة آتية من الإتجاهين
لم أر السيارة إلا على بعد أمتار معدودة
سارعت لكبح جماع السيارة المنطلقة بأقصى سرعتها
و بحمد الله و فضله و منته تمكنت من ذلك بجهد جهيد
و توقفت السيارة على بعد سنتيمترات من السيارة الأخرى
كان أول شيء اقوم به هو أنني قفزت من السيارة متجها للسائق الآخر أريد الفتك به
فتحت باب سيارته لأجده فاغرا فاه
و كأنه لم يصدق أنه نجا للتو من ميتة محققة
بصراحة ملامح الكهل الذي تبدو عليها البساطة و السذاجة
و شابتها بسطات من الفزع
أرجعتني لرشدي قليلا و هدأت من روعي أنا الآخر
صديقي الذي لحقني بدأ بشتمه و و و
و أنا أتفرج عليه تاركا إياه يفرغ شحنة غضبه
حيث أنني كنت مصدوما لحينها
و غضبي تحول إلى صدمة
كان صوت المقرئ لا زال يصدح داخل السيارة
و الصغير قد استيقظ ينادينا
رجعنا للسيارة لنواصل رحلة من الصمت و يواصل الغامدي قرائته حتى يصل إلى
و جائت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد
ياااااااه
كم أنا مقصر في حق نفسي و في حق غيري
دخلنا المدينة و : الصلاة خير من النوم تصدح في أرجائها منبعثة من جنبات المآذن
صلينا مع بعض ثم أوصلته إلى منزله لأعود و أحاول النوم فلا أستطيع
كانت الحادثة لا زالت مسيطرة على تفكيري
و نفسيتي جرائها في الحضيض
بعدها بيومين حدثت اشياء أخرى زادت في تأزمي و تدهور نفسيتي
الشيء الذي دفعني لطلب الراحة أياما لكي أرجع ماهر الذي كنت
و لأصدقكم القول فلا زلت أعاني ترسبات ذلك و ما بعده
و إن شاء الله رويدا رويدا عائد لكم
و الشكر لأختي الحنين التي رافقتني في رحلتي هذه منذ يوم الخميس الماضي إلى يومنا هذا
شكرا أختي إلى ما لا نهاية