سوريا والسعودية تتبنيان لهجة تصالحية بشأن لبنان

[اليمامة]

دمشق (رويترز) - تعهدت سوريا للزعماء العرب خلال القمة السنوية يوم السبت بالتعاون من أجل حل أزمة سياسية في لبنان وقالت السعودية انها ترى ان دمشق جزء من الحل.

وهدأت اللهجة التصالحية بشأن لبنان الى حد ما حدة التوتر الذي زاد خلال التحضير للقمة التي تستمر يومين والتي غاب عنها لبنان وزعماء عرب رئيسيين احتجاجا على سياسة سوريا إزاء لبنان.


ويجسد الخلاف بشأن لبنان صراعا أوسع من أجل النفوذ الاقليمي بين الولايات المتحدة وايران حليفة سوريا.

ورفض الرئيس السوري بشار الأسد اتهامات بأن بلاده وراء الأزمة في لبنان الذي ظل بلا رئيس منذ نوفمبر تشرين الثاني بسبب عدم قدرة الحكومة اللبنانية على الوصول لاتفاق مع المعارضة التي تدعمها سوريا بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.

وقال الأسد في كلمته أمام القمة "نحن في سوريا على استعداد تام للتعاون مع أية جهود عربية أو غير عربية في هذا المجال شريطة ان ترتكز أية مبادرة على أسس الوفاق الوطني اللبناني فهو الذي يشكل أساس الاستقرار في لبنان وهو هدفنا جميعا."

وتابع قائلا "أما في لبنان فاننا نشعر بالقلق للاوضاع التي يمر بها والانقسام الداخلي الذي يحول حتى الان دون الاتفاق على قواسم وطنية مشتركة وعلى الرغم مما يثار حول هذه الاوضاع فاننا نؤكد حرصنا على استقلال لبنان وسيادته واستقلاله."

ورفض الانتقادات بأن سوريا تتدخل في شؤون لبنان قائلا "أرى من الضروري ان أوضح ما أُثير حول ما يسمى التدخل السوري في لبنان ... وأقول لكم بكل صدق بأن ما يحصل على الواقع هو عكس ذلك تماما فالضغوطات التي مورست وتمارس على سوريا منذ أكثر من عام وبشكل أكثر كثافة وتواترا منذ عدة أشهر هي من أجل ان تقوم سوريا بالتدخل بالشؤون الداخلية للبنان."

وأضاف الأسد "مفتاح الحل بيد اللبنانيين انفسهم لهم وطنهم ومؤسساتهم ودستورهم ويمتلكون الوعي اللازم للقيام بذلك واي دور اخر هو دور مساعد لهم وليس بديلا عنهم."

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان كلمة الأسد استهدفت إظهار استعداد سوريا للعمل من أجل وضع نهاية للأزمة اللبنانية.

وقال المعلم للصحفيين ان الرئيس السوري في كلمته أمام القمة مد يده الى العرب وغير العرب الذين يريدون المساهمة في حل الأزمة اللبنانية على أساس الاجماع اللبناني.

وفي مؤتمر صحفي في الرياض نفى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان تكون الدول العربية تحاول عزل سوريا بسبب الازمة في لبنان.

وقال "بالعكس .. سوريا من الدول المهمة في المنطقة وبطبيعة الحال يهم كل الدول العربية ان تكون سوريا في اطار العمل العربي المشترك."

واضاف ان "المشكل ان ما أُقر بالاجماع في الجامعة العربية ومن ضمنها سوريا لم ينفذ على الواقع في الاجراءات التي اتخذت بعد ذلك."

وبحث رؤساء الوفود في القمة العلاقات العربية البينية خلال جلسة مغلقة. وقال مندوبون ان المناقشات كانت هادئة لكن لم تحدث انفراجة.

وتوقعوا ان يعمل عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية في الاسابيع القادمة لسد هوة الخلافات.

وقال مندوب "لم يكن هناك توتر ولا مواجهات ومضت المناقشات بشكل جيد. كان من الواضح ان البلد المضيف لا يريد أي مواجهة أي مناقشة انقسامي