العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في بحث أشباح بلا أرواح (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد كتاب عظيم الأجر في قراءة القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 21-02-2008, 03:09 AM   #29
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

دور عماد مغنية بتفجير الخبر في السعودية

إيلاف من الرياض: مقتل عماد مغنية القائد العسكري في منظمة حزب الله اللبنانية ترك خلفه مزيجًا معقدًا ومتناقضًا من الآراء والصور المختلفة عن شخصيته وأدواره الغامضة والمريبة. في الكويت، أثارت تصريحات أحد النواب الشيعة التي وصفت مغنية بـ " الشهيد" مشاعر نسبة كبيرة من الكويتيين الذين اعتبروا أن وصف رجل سفك الدماء الكويتية، وخطط لمقتل أميرهم الراحل استفزازًا مهينًا لمشاعرهم الوطنية والإنسانية. ومن الواضح أن مغنية سيقوم من قبره لإضافة سبب إضافي آخر يغذي الانقسام الطائفي الذي يشعل منطقة الشرق الأوسط، وسيتم الدخول في صراع مشحون حول تسميته بـ" الشهيد " أم " الإرهابي".

ولكن في الأوساط السعودية الكتومة تدور قصص أخرى عن مغنية غير تلك القصص حول بطولته أو سلوكه الإجرامي المتأصل. إن اسم مغنية في السعودية يبرز في الأنباء المتقطعة وغير الواضحة التي تدور حول دوره الكبير في تفجير الخبر( شرق السعودية ) الذي وقع عام 1995 وخلّف وراءه 19 قتيلاً وعددًا كبيرًا من الإصابات وحفرة هائلة جدًا ثقبت الأرض تحت الصهريج الذي ملء بالمتفجرات، ولا تزال صورة تلك الحفرة التي بثتها وسائل الإعلام في حينها عالقة في خيال السعوديين وتسترجع الذكريات الخائفة والمؤلمة التي مثلتها تلك الحادثة التي كانت تعد أول التفجيرات البشعة والمخيفة .

وكما تشير مصادر خاصة بـ "إيلاف" فإن عماد مغنية شكل دورًا مركزيًا في عملية تفجير الخبر، وكان هو وبحسب جميع الاعترافات المسجلة في الجهات الأمنية المسؤول عن تنظيم هذه العملية الإرهابية الضخمة وترتيبها. فقد قام مغنية بدور النسخة الشيعية من بن لادن السني، فكما أن بن لادن استغل النزعة الدينية المتطرفة لـ 15 سعوديًا من أجل أن يشاركوا في تفجيرات 11 سبتمبر في منهاتن , فإن مغنية( بالتأكيد الذي لم يكن يعمل وحيدا) استغل المشاعر الدينية لدى مجموعة من الشباب الشيعة التي زاد غضبها مع الوجود الأميركي في السعودية بعد حرب الخليج الثاني ليحولها إلى مجموعة إرهابية تحمل نزعات تخريبية وإجرامية، ولكنه وجّه عملياته إلى الداخل السعودي, ونحو هدف حساس جدًا تبدو واضحة فيه الرغبة السياسية لضرب العلاقة السعودية الأميركية ( تمامًا كما كان يهدف بن لادن من 11 سبتمبر).

"حزب الله الحجاز" أو "حزب الله السعودي " هذا هو اسم التنظيم الذي كان المسؤول عن تفجير الخبر ومع أن بداية هذا التنظيم سلمية ودعوية، إلا أنه نزع بسرعة إلى وضع أكثر تشددًا وتحول في النهاية إلى تنظيم عسكري . يقول الكاتب والصحافي السعودي فارس بن حزام المتخصص بشؤون الإرهاب في أحد مقالاته عن هذا التنظيم الذي نشر في جريدة الرياض السعودية: "كانت بداية التنظيم فكرية دعوية، لا ترتبط بالسلاح، ورؤوسه معروفة لدى بعض سكان المنطقة فترة الثمانينيات، على الرغم من أنهم كانوا ينكرون وجودية تنظيمهم، وشيئًا فشيئًا ظهر له جناح عسكري، ليبدأ في التخطيط لعملياته بعد حرب تحرير الكويت؛ بغية "إخراج القوات الأميركية من جزيرة العرب".

قام هذا التنظيم داخل السعودية وخارجها بتحركات واسعة تبدأ من بيروت وتنتهي بالقطيف، وعبر مرحلة طويلة من جمع المعلومات ورصد المواقع واختيار العناصر وكل ذلك يأتي بإلهام وتخطيط من هذه الشخصية اللبنانية المتمرسة "مغنية" التي أكدت جميع الاعترافات تورطه الكبير في ذلك التفجير الإرهابي. في مساء الخامس والعشرين من نوفمبر عام 1996 صدم العالم بذلك الانفجار الكبير الذي أسمي فيما بعد تفجير الخبر .

ولكن بعد ذلك استطاعت القوات الأمنية السعودية أن تلاحق هذا التنظيم وتدمره بسرعة كبيرة وتقبض على عدد كبير من أفراده ( لازال بعضهم في السجن وتم الإفراج عن آخرين) وتسلمت الحكومة السعودية عناصر آخرين من الخارج. ولكن أربعة من المدبرين الرئيسيين لهذه العملية فرّوا إلى إيران كان أبرزهم عبدالكريم الناصر وأحمد المغسل. وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز أعلن أكثر من مرة عن طلبه من الحكومة الإيرانية تسليم السعودية هؤلاء المتهمين ولكنهم ومنذ 17 عام يلقون الرد الإيراني نفسه وهو " هؤلاء المطلوبين غير موجودين لدينا ولم يدخلوا بلادنا" .

ولكن داخل غرفة التحقيقات كان يبرز شيئا فشيئا الدور الرئيسي الذي كان يمثله مغنية في هذا التفجير. وبحسب معلومات خاصة ل" إيلاف" فإن الاعترافات كشفت عن شخصية عسكرية استطاعت أن تدير هذه المجموعة الإرهابية بطريقة محترفة وكانت هي المسؤولة تقريبًا عن كل شؤون هذه العملية في الخارج، كما ألقت بضوء على الطريقة المبدعة في التخريب التي يفكر بها عقل مغنية، وعلى الرغم من أن الداخلية السعودية لم تعلن عن طلبها الرسمي لمغنية (في اتصال هاتفي مع إيلاف قال اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية أن هذه القضية متعلقة بملفات قديمة وأوضح أنه لا يملك جواب بشأن طلب السعودية لمغنية ولم يعطِ جوابًا حول إذا ما كانت الداخلية السعودية ستعلن قريبا في بيان يكشف توضيحي حول هذه القضية)، إلا أن مصادر" إيلاف" المطلعة تؤكد أن لدى السعودية تفصيلاً دقيقًا لمسار هذه القضية يثبت تورط مغنية في هذا الأمر.

قضية تفجير الخبر كان له وجهها القذر وهو يعكس التقارب الكبير في عالم الجريمة والسياسة في العالم العربي. فامتناع الكويت والسعودية عن تقديم طلب رسمي لمغنية يبدو أنه قد يخلق توترًا سياسيًا، ولن يفيدهما بشيء ويجب عليهم في النهاية التعامل مع هذا الوضع السياسي السيئ الذي يختلط مع عالم الجريمة، وكما يقول أحد المراقبين: "عماد مغنية محسوب على عدد من الدول ومسألة الإلحاح في طلبه من الكويت أو السعودية بشكل علني سيخلق أزمة سياسية، ولن يكون مفيد في نهاية المطاف. مثل مغنية يمكن تسلمه بالطريقة السرية فقط ويمكن السكوت عنه بالطرق السرية أيضا. لذا فإن أميركا الخارجة عن هذا النظام العربي هي من تطالب بصراحة لتسلم مغنية وهي من تضع 25 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات عنه" .

ولكن القضية التي تبرز الجانب الأسود في هذه القضية كانت موت جعفر الشويخات أحد المتهمين السعوديين في تفجير الخبر في أحد سجون دمشق، فبعد القبض عليه بيوم واحد قالت السلطات السورية أنه مات انتحارًا بعد أن أبتلع الصابونة الضخمة داخل السجن. ولكن يبدو أن هذا العذر ملفق بطريقة ساذجة ومكشوفة وهو أثبت أنه غير حقيقي مع أول اختبار متوقع يخضع له. فقد طلبت السلطات السعودية تسليم جثمان الشويخات للتأكد من وفاته، ولكن هذا لم يحدث لحد الآن وكما تقول المصادر: "من المرجح أن الشويخات يلهو الآن مع الناصر والمغسل في أحدى الساحات الإيرانية".

يبدو أن العلاقة السورية الإيرانية الوثيقة هي التي دفعت سوريا لعدم تسليم الشويخات, وإبعاد أهم الأسماء المفيدة وذلك كانت تمثل خدمة كبيرة للحليف الإيراني الذي تشير أنباء أن جناح متشدد داخل الحكومة الإيرانية متورط في هذه العملية المعقدة . ولكن كل هذا يكشف جانب من شخصية مغنية الذي يبدو أنه يتجول في أوقات كثيرة داخل الحديقة السياسية وتحت أنظار رجال الاستخبارات وهذا ما يمثل الفرق الرئيس بينه وبين بن لادن. فابن لادن ينطلق من عقيدة دينية متطرفة وتعتمد شبكته الإرهابية على نفسها في التمويل واستقلالية الأهداف الدينية الخالصة التي تهدف من خلال نشر الإرهاب إلى تطبيق نسخة قديمة ومتطرفة من الإسلام على العالم بأكمله إلا أن بن لادن الشيعي "مغنية" يبدو أقل نقاوة في هذا الجانب.فالدور الاستخباراتي لعدد من الدول بارز في نشاطه وهو يتحول بسرعة إلى مجرد عميل قذر وأداة جريمة في خدمة السياسيين المتطرفين والزعماء المستدبين.

الكثير من المتعاطفين مع مغنية يعتبرونه شخصية مشابهة لجميس بوند الشخصية الهوليودية الخارقة التي تقهر الجيوش وتتلاعب بأجهزة الاستخبارات ( هذه الشخصية مصممة أصلا لكشف عجز الإنسان وقدراته المحدودة ) ولكن هذه الصورة المثالية التي يتم الترويج لها لا يمكن تصديقها في الواقع , وكما تشير كثير من التفاصيل في كثير من الدول التي حول عماد مغنية, فإنه ربما كان في يوم من الأيام رجلاً متديناً وطيباً ومخلصا لقضيته ولكن الكثير من الدم البريء الذي يلطخ مسيرته يؤكد أنه انزلق في عالم الجريمة الدولية ليتحول إلى مجرد إرهابي في خدمة الساسة.
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .