05-01-2008, 10:52 AM
|
#1
|
عضو جديد
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 33
|
مــمــلــكــة لا تــؤمــن بــالــحــب
![](http://www.sharkawyonline.com/images/قلب%20ورد.jpg)
- يلا حبيبتي لولو نشوفك بكرة أو كلميني على المسن أول ما تصحي .
- طيب حبيبتي ، ممكن أكلمك على الساعة 10 أول ما أصحى
- طيب . باي حبيبتي .
فتح السائق الباب لها ، و ركبت تلك السيارة الفارهة التي تنتظرها من نوع مرسيدس و هي تنظر إلى شاشة الجوال و قد وجدت ثلاث مكالمات لم يرد عليها ، و على الفور ضغطت على زر الإتصال.
- بيبي كيف حالك ؟ معليش كنت حاطه الجوال على الصامت دوبي خرجت من المدرسة .
- لا لا عادي ، كيف حالك ( روان ) و ش أخبارك ؟ إنشاء الله كان يومك حلو زي كل مرة
- أكيد بيبي من يوم عرفتك و أيامي كلها حلوة
- دوم يا رب .
روان تلك الفتاة التي بلغت السابع عشر من العمر و لدت في إحدى ضواحي الرياض وبالتحديد في حي الشفا من أب تعيس و أم أتعس فهي من عائلة فقيرة أنجبت ثلاثة أبناء هي الوسطى و يكبرها أخت متزمة و أخ صغير عليه ملامح الإنحراف ، عاشت طفولتها قاسية فلم تعهد أن تذهب إلى المدرسة بسيارة فارهة بل كانت تمشي على قدميها مسافة 2 كيلو متر يومياً ، ذهاباً و عوداً تحت أشعة الشمس الحارقة في مدينة تقع على خط الإستواء تلك المدينة التي تنقسم إلى عدة طبقات فشمال الرياض ، حدث ولا حرج غنى فاحش و قصور على مساحات شاسعة حتى يتخيل لك أن قاطنيها ، هم شعب الله المختار فالخير كله في الشمال ، كل الشمال فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ، في حين إذا نزلت إلى الجنوب و على بعد ساعة واحدة من شعب الله المختار تجد العجب العجاب فقراء على مد النظر و بيوت متهالكة و شوارع متشققة و كأنك في الدرك الأسفل من النار فلا عناية و لا إعتناء . يشغل أب روان ( فايز ) كموظف بسيط في شركة تعتني بالتغذية فهي الموزع الوحيد في السعودية للمعلبات الأجنبية ، راتبه لا يتعدى الـ 2500 مع البدالات فهو يعمل تحت مسمى عامل نظافة فقد كسر حاجز العادات و التقاليد و وضع عزة النفس جانباً من أجل لقمة عيش تسد فراغ بطنه و فراغ بطن أولاده الصغار ، فهو يكد و يعمل على مدار سبع ساعات متواصلة يستقطع منها نصف ساعة هي فترة الغذاء . فقد إشترى راحته من أجل أن يرى أبنائه ينعمون بالرغد و الراحة. قصة أبي قصة فهو لم ينهي طموحه الدراسي بعد بسبب ظروف الحياة و مأسيها التي أجبرته على العمل. كبر فايز و كبرت معه همومه و أحزانه بعد وفاة أمه و أبوه فعزم على الزواج من فتاة تشاطره مصاعب الحياة فتزوج من ابنت عمه نورة تلك الفتاة التي أحبها منذ الصغر تزوجا و عزما على الكفاح و إثبات الذات في دولة لا تعترف بالذات حينها .
دخلت روان قصرها الواقع في حي المحمدية فهي تنعم الأن بحياة فخمة و برفاهية مطلقة لم تحلم بها أبداً.
استقبلتني أمي كعادة يومية من يوم إنتقالنا من الفقر إلى الغنى ، من يوم إنتقالنا من بيتنا الآيل للسقوط إلى هذا القصر الفخم ، من يوم إنتقالنا من الرياض إلى جدة ، فلم أعدها من قبل تلك الأم البشوشة ، حين كنت في الرياض ، أجلس بالساعات أطرق باب المنزل و لا أجد من يجيبني حينها أتذمر و أصرخ بأعلى صوتي لدرجة أن جيراننا يخرجون من نوافذهم يحدقون إلى و كأنني قمت بجريمة شنعاء ، و إذا حنوا علي فتحوا الباب و دخلت على الفور إلى المطبخ لأملئ بطني على ما تبقى من قوالبهم .
- هاي ماما
- هلا حبيبتي
- وش طابخة لنا اليوم ؟ لا تقولي مكرونة .
- لا اليوم حبيبتي زينب طبخت لكم فاصوليا .
- آه يا أمي لو تعرفي قد كيف درجة الحرارة برا كنت خليتيني أجلس اليوم في البيت ولا أروح المدرسة آه على جو جدة حار ، حار يا ماما .
تبسمت نورة و هي تنظر إلى صغيرتها و هي تطلق العنان لنفسها لتتحدث ما بداخلها من كأبة .
- يلا حبيبتي روحي غيري ملابسك و تعالي عقبال ما يجي أخوك سامي و أختك أريج .
دخلت غرفتها الواسعة المزركشة بألوان ( فوشية ) و قد أوصدت باب غرفتها جيداً لتحدث حبيب القلب راكان .
( يتبع )
|
|
|