من خــدع الآخر سوريا أم إسرائيل ؟

[ابن اليمامة]

لماذا لا تأتي بطولات اسرائيل إلا على حساب العرب؟ هل لأننا في حالة حرب منذ 1948وحتى الآن، وأن تنظيمها الاجتماعي والاقتصادي، وبناءها العسكري الأفضل في المنطقة، وكذلك ما تتلقاه من مساعدات تقنية وحتى (لوجستية) في تنفيذها أعمالاً هجومية في حروب كبيرة أو صغيرة أو غارات (للكوماندوز)؟.
إسرائيل استطاعت أن تقتل قيادات فلسطينية وسط بيروت، وتضرب المفاعل النووي العراقي وبعملية عسكرية وصلت إلى تونس وقتلت رموزاً فلسطينية، لكنها بالمقابل لم تستطع منع مجموعة يابانية ان تقتل وتفجّر بأحد مطاراتها الرئيسية من عناصر متعاطفة مع الجبهة الشعبية، ولم تمنع بأجهزتها وصول صواريخ صدام، وحزب الله، والقسام وغيرها الفلسطينية رغم الحائط العازل، وعجزت أن تحمي بعض جنودها من الخطف، أي أن المعركة بحدودها غير النظامية، وضعت كل طرف بأن يملك تكتيكا مضاداً قادراً أن يوجع الآخر.

في العملية الأخيرة التي قالت إن باراك قاد الهجوم على محطة الصواريخ السورية ثم جاءت الأخبار بأنها دمرت وفككت أدوات عسكرية تتصل بمنشأة نووية كانت كوريا الشمالية تنوي إنشاءها بوسط قاعدة سورية ولو أخذنا بافتراضات الصح والمستحيل فإننا أمام حدث صور على شكل انتصار تاريخي، وبطبيعة الحال، وبغياب الرد السوري تتجه التكهنات للتصديق والتكذيب.

تصديق أن اسرائيل لها سوابق قادتها بنجاح ولا تزال ترى فيها إحدى بطولاتها الكبيرة، وتكذيب أنه كيف يتم عمل كهذا بطائرات وانزال، وتفكيك أي عملية تحتاج الى ساعات واقامة وسط ثكنة عسكرية محاطة بحراسات واستعدادات عسكرية في غاية اليقظة أن تتم هذه العملية دون أن تطلق رصاصة واحدة، وحتى بأفتراض وجود أشخاص نافذين بالقوات السورية متواطئين في تنفيذ هذه العملية، نجد انه من المستحيل ان يتم التآمر من كل أفراد القاعدة العسكرية، وحتى لو ضللت القوات الإسرائيلية بأن وضعت علامات وشعارات الجيش السوري، فإن انكشاف العملية سهل ومقاومتها أسهل، واحتمال أن سوريا خدعت اسرائيل بمنشأة وهمية وتركتها تتكلم لتكشف الحقيقة.

نحن هنا لا نتحدث للبحث عن مخرج لسوريا، ولكن من خلال تفسير الموقف وطبيعته القابلة للتساؤل عن الكيفية التي يغيب بها الجانب السوري وسط منطقة حساسة وخطيرة، وهذا يدعونا إلى أن نفهم أن الموضوع برمته قابل للتكذيب أكثر من التصديق إلا إذا توفرت معلومات عن خوارق تقنية خارج تصورنا لما نفهمه عن مثل هذه الأحداث، بحيث نشرت غازات خدرت كل العاملين بالقاعدة، أو شلت قواهم إشعاعات لم تستعمل في أي حرب، وعطلت الرادارات ووسائل الرصد وبمعاونة امريكية أرادتها أن تكون إنذاراً ليس لسوريا أو إيران، وإنما حتى لروسيا التي تنوي بناء قاعدة بحرية في الشمال السوري.

الحرب خدعة، ولكننا امام شريط سينمائي قد يصور الحقيقة كما تقول اسرائيل، او تخرج سوريا بمعلومات مخالفة ومن وسط الميدان وعندها يتبين الخيط الابيض من الأسود.


يوسف الكويليت

جريدة الرياااض