07-06-2022, 02:43 PM
|
#1
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,845
|
نقد كتاب التمثيل السياسي في العهد النبوي
نقد كتاب التمثيل السياسي في العهد النبوي
المؤلف مبارك محمد المعبدي الحربي والبحث يدور حول مكاتبة الملوك والأمراء الكفار من قبل دولة المسلمين وقد تحدث الحربى في مقدمته عن أن الرسول (ص) بعد هدوء الصراع مع قريش عمل على نشر الإسلام من خلال إرسال رسالات تدعو الملوك والحكام لاتباع الإسلام فقال :
"مكاتبة الملوك والأمراء
مضت خمسة أعوام على هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة (يثرب) قبل أن تهدأ ثائرة قريش أو تفتر عن مخاصمة الرسول صلى الله عليه وسلم ومهاجمته, وقضى النبي هذه الأعوام الخمسة على أهبة الدفاع لرد محاولات قريش لغزو معقله وملاذ دعوته أولا في بدر ثم في أحد ثم في الخندق في السنة الخامسة من الهجرة فلما وهنت قوى قريش بعد الخندق (غزوة الأحزاب) استطاع النبي(ص) أن يعني بالتفكير في العمل الإيجابي لمغالبة خصومه وبث دعوته ولم تكن الدعوة الإسلامية قد تجاوزت يومئذ وديان مكة والمدينة ولم تثبت دعائمها في المدينة بين عصبة المهاجرين والأنصار ولم يكن ثمة ما ينبئ بأن هذه البداية الضئيلة إنما هي الحجر الأساس الأول في صرح الدولة الإسلامية العظيمة التي قامت بعد ذلك بعشرين عاما فقط على أنقاض دولتين من أعظم دول التاريخ هما الدولة الفارسية والدولة الرومانية الشرقية وكان فشل قريش في موقعة الخندق حاسما في تطور هذه الخصومة التي أضرمت لظاها منذ أذاع النبي(ص) الرسالة المحمدية ومنذ الخندق استطاع الإسلام أن يفتح غزواته للأمم والأديان القديمة ففي أواخر العام الخامس وأوائل العام السادس الهجري قام النبي بعدة غزوات محلية لبعض القبائل والبطون المعادية وفي أواخر العام السادس نظم النبي بعوثه أو سفاراته لأكابر الملوك والأمراء المعاصرين بعد النصر المعنوي الذي حققه في صلح الحديبية في أواخر السنة السادسة من الهجرة, وفي العام السابع كانت موقعة خيبر التي سحق فيها النبي اليهود الخائنين"
وتحدث عن ما سماه السفارات النبوية فقال :
" وفي العام الثامن كان فتح مكة وخضوع قريش وكان ظفر الإسلام حيثما استهل رسالته وانبعث أشعته الأولى في جبال مكة وشعابها ووديانها وما النصر إلا من عند الله عز وجل ولكن السفارات النبوية أو البعوث(التمثيل السياسي) بين حوادث هذا العهد كانت حادثا فريدا ودليلا جيدا على ما تجيش به نفس الرسول صلى الله عليه وسلم من سمو في الشجاعة وقوة في الإيمان برسالته, ولم يكن الإسلام يومئذ قوة يخشى بأسها فيدعو قيصر وكسرى إلى اعتناق دعوته, ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل للبشر كافة بشيرا ونذيرا وكما كانت الغزوات النبوية المتواضعة سبيلا للذود عن الإسلام ووسيلة لتأييد كلمة التوحيد كذلك كانت السفارات النبوية أو البعوث (التمثيل السياسي) سبيلا لأداء رسالته وإبلاغ صوته إلى الملوك والأمراء الذين يحكمون العالم القديم يومئذ."
السفارات النبوية هى ضرب من الوهم الذى اختلقه الكفار ونسبوه للنبى(ص) فلم يرسل النبى(ص) سفارات للملوك والأمراء كما تزعم الروايات للتالى :
أن الله أعلمه أن الأغنياء وهم كبار الأقوام لا يؤمنون فقال تعالى :
" كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"
وقد كرر الله عليه الكلام مرارا في كون الأمراء والملوك والحكام هم من يحاربون رسالة الله في كل مكان وزمان فقال :
"وكذلك جعلنا فى كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون"
وقد تكرر نفس المعنى عشرات المرات فى القرآن
أن الرسول(ص) من المؤكد أنه تعلم الدرس من قصة عبوسه فى وجه الأعمى وهى:
ألا يدعو من انشغل عنه وهم المتلهون إلى الإسلام كما قال تعالى :
" وأما من تلهى فأنت له تصدى"
وأن يركز دعوته على من يسعى إلى الإسلام وهم من يريد تعلمه وفهمه كذلك ألأعمى وفيه قال تعالى :
"وأما من جاءك يسعى فأنت عنه تلهى"
ومن ثم من المستبعد تماما حكاية السفارات المزعومة
وتحدث الحربى عن أسماء من أرسل لهم النبى(ص) رسلا لدعوتهم إلى الإسلام فقال :
"ب. أسماء أهم الملوك والأمراء في العهد النبوي
ففي شهر ذي الحجة سنة ست من الهجرة نيسان (إبريل) 628 م بعث النبي كتبه وسفراءه إلى ثمانية من أولئك الملوك والأمراء هم:
1- قيصر هرقل حاكم قسطنطينية
2- قيروس أو المقوس حاكم مصر الروماني (جريج بن متى)
3 - الحارث بن أبي شمر الغساني النصراني عامل قيصر على بلاد
الشام (صاحب دمشق)
4- كسرى خسرو ملك فارس
5- أصحمة بن الأبجر النجاشي ملك بلاد الحبشة.
6- هوذة بن علي صاحب اليمامة في نجد.
7- جيفر وأخيه عباد ابني جلندا صاحبا عمان.
8- المنذر بن ساوي صاحب البحرين.
وقد كان هؤلاء ملوك العرب والعجم والروم الذين يسودون الجزيرة العربية يومئذ , أو يتصلون بها بأوثق الصلات وكان أهمهم وأعظمهم بلا ريب هرقل قيصر الروم وكسرى ملك فارس وعمالهما, وقد كانا يقتسمان سواد العالم القديم يومئذ , إذ يبسط أولهما حكمه على بلاد الشام وما إلى ذلك جنوبا حتى شمال الحجاز, ويدين له الغساسنة بالطاعة , أما الثاني فيبسط حكمه على شمال شرقي شبه الجزيرة العربية , ويدين له كثير من أمراء العرب بالولاء والطاعة , مثل المناذرة في الحيرة وغيرهم , وكان قيصر الروم زعيم الأمم النصرانية , وكسرى زعيم الأمم الوثنية.
ومن هذا المنطلق أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم للإسلام فنظم السفارات وأرسل الرسائل إلى مختلف الأنحاء لكل ملك ولكل أمير."
والملاحظ في تلك الأسماء هو مساواة الروايات بين كبار الملوك والصغار ونلاحظ أنه نسى مثلا اليمن رغم وجود أمير أو ملك عليها كما نلاحظ أن أصحمة النجاشى أساسا كان مسلما بدليل الصلاة عليه في الروايات ألأخرى
وتحدث الحربى عن كون الرسائل كانت واحدة المضمون فقال :
"وكتب النبي(ص) المرسلة إليهم جميعا كانت مهمتها واحدة, وهي الدعوة إلى الإسلام الدين الحق. وتقدم الرواية الإسلامية إلينا صورة الكتب المرسلة, وهي جميعها في صيغ واحدة أو متماثلة , وفيها يدعو النبي (ص) ملوك عصره إلى الإسلام والإيمان برسالته"
وتحدث الحربى عن رسل رسول الله (ص ) فقال :
"ج. السفارات النبوية (التمثيل السياسي):
· السفارة الأولى مع هرقل قيصر الدولة الرومانية , وكان السفير دحية بن خليفة الكلبي.
· السفارة الثانية مع كسرى ملك الفرس , وكان السفير عبد الله بن حذيفة السهمي.
· السفارة الثالثة مع النجاشي ملك الحبشة , وكان السفير عمرو بن أمية الضمري.
· السفارة الرابعة مع المقوقس ملك مصر وكان السفير حاطب بن أبي بلتعة اللخمي.
· السفارة الخامسة مع الحارث الغساني حاكم الشام , وكان السفير شجاع بن وهب.
· السفارة السادسة مع صاحبا عمان جيفر وعباد ابني جلندا, وكان السفير عمر بن العاص.
· السفارة السابعة مع هوذة بن علي صاحب اليمامة في نجد, وكان السفير هم سليط بن عمرو العامري.
· السفارة الثامنة مع حاكم البحرين المنذر بن ساوي أخي عبد القيس , وكان السفير هو العلاء بن الحضرمي"
وحدثنا عن الرسالة النموذج وهى الرسالة المرسلة إلى هرقل فقال :
"وكان سفير النبي إلى هرقل قيصر الدولة الرومانية الشرقية دحية بن خليفة الكلبي وإليك نص الكتاب النبوي إلى قيصر حسبما ورد في السيرة وفي الصحيحين من رسول الله إلى هرقل عظيم الروم؛ سلام على من اتبع الهدى, أما بعد فإني أدعوك بدعوة الإسلام أسلم تسلم أسلم يؤتك الله أجرك مرتين, فإن توليت فإن عليك إثم الإريسيين "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون") (شهاب الدين الأسدي 1976 م)
|
|
|