العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الكرم في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أشراط الساعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشلل في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخشوع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: بيان أخطاء مقال خيانة الوعي: حين تحوّل «ٱلنَّبِىّ» إلى «النبي» (آخر رد :رضا البطاوى)       :: موت الموت الرباني (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الحيلة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضيق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغلول في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الكفل فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 15-03-2011, 12:22 PM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي لماذا يقتل النظامُ السُّوري أحفاد عمر المختـار مع القذافـي !

لماذا يقتل النظامُ السُّوري أحفاد عمر المختـار مع القذافـي !
عام 1982م .. كان الجـوُّ هادئـاً في شهـر شباط فبرايـر ، كان يوماً جميـلاً في حمـاة ، مدينة الشـام الساحـرة ، والسماء صافية بزرْقتهـا الناعمـة الباعثة في النفس البهجة ، ونسيـم الهـواء مشبَّعٌ بعبيـر نهـر العاصـي ، الذي يمـرُّ بالمدينـة التاريخـية كشريانٍ ينبضُ فـي قلبـها ، فيمـلأ جسدَها بالأَلـَق ، وروحَها بالعـَبَق .
ونواعيره تدور بإختيـال ، كأنهـا تحتفـل ، وتغنـِّي له ، ولهـا ، أغنيـة الحـبِّ الذي جمـع بينهمـا عبـر التاريخ .
وجوامعها العريقة تسبِّح في وقـار ، وسكينة ، يشرحان صدر من يرى ، وقلـوب الورى .
وقلعتها المهيبة كأنهّـا ترسـلُ تحايـا من جميع من مضـى من أبطـال هذه المدينة المليئـة بالشمـوخ عبر العصور ، فتنثـرها على كـلِّ راءٍ ، وزائـر .
وكان الناس آمنون في بيوتهم ، لايشعـرون بأنهَّـم على وشك أن تفتح عليهم أبواب الجحيـم ! وتنزل عليهم حمِـمُ نظام سياسي لايمـتُّ لهذه الأمـّة بصلة ، لادينه دينها ، ولا لحُمته لحُمتها ، ولاتاريخـُه تاريخهـا ، ولايُدرى كيف يحكم هذه البقعة المباركة من السماء ، وكيف تسلَّط على شعب يكفيه فضـلا أنَّ الملائكة باسطة أجنحتـها على أرضِه ؟!
ويتقـدم نحو حمـاة اللـواء 142 من سرايا الدفاع ، واللواء 47 دبابات ، واللواء 21 ميكانيكي ، والفوج 41 إنزال جوي (قوات خاصة) ، واللواء 138 سرايا الدفاع ، وقـوات خاصة أخرى ، ومخابرات ، وأمن دولة ، وأمن سياسي ، وفصائل حزبية مسلحة ، وغيرهـا
ولم يكونـوا سـوى وحوشٍ في جثمان بشـر ، وأشكال بشـر في أرواح شياطين ، مسوخٌ بربريـة لاتعرف شيئـا مما فُطـر عليه بني آدم من الإنسانيـة ، ولا يجـري في دمائها ما يجري في دماء بني الإنسان من الرحمـة ، والعطف ، والرأفـة.
وما أنْ دخلت هذه الوحوش مدينة حماة حتى فتحـت حمِمَها على سكان المدينة ، وأسقطت عليهـم ما لايحُصى عددُه من القذائف ، فأشعلتها نيـرانا ملتهـبة .
ودخلت الدبابات فسحقت البشـر ، فاختلطت لحـوم الأطفـال والنسـاء بجنازيرها ، ثـمَّ أعمـل الوحوش الإبادة الجماعية في أهل حمـاة ، حتى سال نهر العاصي دمـا قانيـا ، وامتلأت أزقـَّةُ حماة بالجثـث ، وبلـغ عدد القتلى أكثر من ثلاثيـن ألفـا ، وبُقرت بطون الحوامل ، وذُبـح الأطفال ذبحـاً أمام أبائهم وأمهاتهـم ، وهُتـكت الأعراض ، وانتُهـبت الدور،
واسْتُحلِّـت المديـنة .. ،
واكفهرت السماء واستحالت حمراء مخيفـة بعد زرقتهـا الوضَّاءة ، واتشحـت حمـاة بالسـواد ، وغـدت تنتحـب كما تنتحـب الثكلى .
وأُخـذ من المدينة من رجالها ، وشبابها ، ونسائهـا ، من لايعلم عددهم إلاّ الله تعالى أسـرى ، فألقي بهم في غياهـب سجون لايعرف في الدنيا أشـدّ وحشية منها ،
منها زنازين لا يمـدُّ فيها السجين رجلاً ، ولا ينصب قامـةً ، وسجون أخـرى تحت الأرض سوداء مظلمة ، قعـرها بعيد ، وجدرانها حديـد ، وماؤهـا صديد.
وتركـوا هناك ، لايقـصُّ أثرَهـم أحـدٌ إلاَّ خشـي أن يلحق بهم ، ولا يجـرؤ والـدٌ أن يسأل عن ولده ، ولا أمُّ مكلومة أن تنشـد ضالـةً هي فلذة كبدها ، ونياط قلبها ، ولازوجة تجرؤ أن تحاول معرفـة مصيـر قرينها ، ووالد أطفالهـا الذين فَطـرَ الحزنُ قلوبهَـم على أبيهم ، لايدرون أين ذُهـب بـه ، وإلى أين ساقـته جلاوزة الطاغيـة .
وبعـد المجزرة المروّعـة فُجـِع الشـام بأبنائـه ، وبقـي واجمــاً لم يستوعـب الجريمـة من فداحـتها إلاَّ بعـد مضي زمـن طويل .
لكنه لم ينـس ذلك اليوم الرهيـب ، ولن ينسـاه والله ، فهـو غصَّـةً بقيـت في صدره ، ولن يزيلها إلاّ زوال النظـام الطاغية عن صـدر هذا الشعـب الكريم .
ثم استمر النظام بهذا النهـج الدمـويّ يحكـم ، يعتقل الأبرياء ، ويزج بهم في السجون ، ويكمـِّم الأفواه ، ويرهـب الناس ، حتى هاجر من سوريا الملايين ، وعاش فيها تحت الخوف الملايين ، وتحـوَّل الشعب السوري إلى من هـو مشرَّد ، ومن هـو مـن كلِّ عيش كريـم مجـرَّد .
ولقـد حان الوقـت ليثور الشعب السوري ، ويستـردّ حقوقه ، وكرامـته ، ويزيح عن صدره ما جثـم عليه منذ خمسين عـاما ، بل العجـب والله أنه لم يفعـل حتى الآن ؟!!
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .