خمسة من ثمانية واربعون
فلسطين جرح غائر في قلب الأمة يؤرق كل عربي زاد من آلآمه عجز أنظمته وعدم قدرتها أو رغبتها (بشكل أصح ) في اتخاذ خطوات حقيقية لوقف نزيف الدم الفلسطيني الجاري .
الجميع متفق أن مواقف الأنظمة العربية ليست بالشيء الجديد ولا تعد أمراً غريباً أو غير مألوف وإنما أصبحت شيئاً متوقعاً, وقد نصاب بصدمة عميقة لو حدث لها أي تبدل فحتماً عندها سنقول هنالك خطبُ ما.
خمسة من ثمانية وأربعون هو قراءة لخمسة أيام من عام 1948م وهي محاولة لفهم بعض الأحداث الرئيسية التي تمت خلال هذه الأيام وذلك إيماناً بأن ما يحدث اليوم ما هو إلا امتداد لفكر وسياسة انتهجها النظام العربي على امتداد جميع السنوات الماضية .
* اليوم الأول: 16/ 5/ 1948م
هو اليوم الذي حدده المجلس الوطني لليهود كموعد لإعلان إنشاء دولة يهودية مستقلة في فلسطين وهو اليوم التالي للانسحاب البريطاني من فلسطين المتوقع بتاريخ 15/ 5/ 1948م , حيث عمدت بريطانيا قبل هذا التاريخ على إخلاء القرى الفلسطينية بطريقة حرصت من خلالها على قيام اليهود باحتلالها وطرد السكان منها.
الأمر الذي أدى إلى اشتعال المظاهرات في العالم العربي والإسلامي بحيث شكلت ضغط على الأنظمة العربية القائمة في تلك الفترة والتي قررت إرسال قوات إلى فلسطين إلى جانب القوات التي سترسلها اللجنة السياسية للجامعة العربية , لكن جميع هذه القوى اتفقت على أمر واحد وهو عدم توجه هذه الجيوش قبل تاريخ 15/ 5/ 1948م أي قبل موعد انسحاب القوات البريطانية
وذلك التزاماً من هذه من هذه الدول اتجاه بريطانيا وعدم رغبتها في الدخول في مواجهة عسكرية معها
( الالتزامات تجاه القوى الخارجية تأتي في مقدمة الأولويات العربية )
|