قراءة في كتاب اعرف نبيك (ص)
قراءة في كتاب اعرف نبيك (ص)
المؤلفان هما أحمد المزيد وعادل الشدي وكما هى عادة القوم في تأليف الكتب المرتبطة بالإسلام يتركون الأصل وهو كتاب الله ويلجئون إلى الروايات المتناقضة أو غيرها لحكاية حياة النبى(ص) أو بعض منه وهذا الكتاب هو عبارة عن رؤوس أقلام وجمل يسيرة في سيرة النبي(ص) كما قال المؤلفان في المقدمة :
"أما بعد:
* أيها المسلمون: إن من خير ما بذلت فيه الأوقات، وشغلت به الساعات هو دراسة السيرة النبوية العطرة، والأيام المحمدية الخالدة، فهي تجعل المسلم وكأنه يعيش تلك الأحداث العظام التي مرت بالمسلمين، وربما تخيل أنه واحد من أولئك الكرام البررة التي قامت على عواتقهم صروح المجد ونخوة البطولة.
* وفي السيرة يتعرف المسلم على جوانب متعددة من شخصية النبي الخاتم - صلى الله عليه وسلم -، وأسلوبه في حياته ومعيشته، ودعوته في السلم والحرب.
* وفيها أيضا: يتلمس المسلم نقاط الضعف والقوة؛ وأسباب النصر والهزيمة، وكيفية التعامل مع الأحداث وإن عظمت.
* وبدراسة السيرة النبوية يستعيد المسلمون ثقتهم بأنفسهم، ويوقنون بأن الله تعالى معهم وناصرهم، إن هم قاموا بحقيقة العبودية له والانقياد لشريعته: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}
* وهذه الصفحات عبارة عن رؤوس أقلام وجمل يسيرة في سيرة النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، قصد بها فتح الطريق أمام ناشئة المسلمين وشبيبتهم لدراسات أعمق لهذه السيرة النبوية الخالدة. قال الله تعالى: {محمد رسول الله} "
وقد استهلا الكتاب بشىء ليس في كتاب الله ولا عليه دليل وهو نسب النبى(ص) فقالا:
" نسبه - صلى الله عليه وسلم -: هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه - صلى الله عليه وسلم -، اتفقوا أيضا على أن عدنان من ولد إسماعيل."
وكل هذا ليس في كتاب الله ولا يمكن التعويل إلا على شىء واحد وهو كونه من ذرية إسماعيل (ص) ووالده إبراهيم(ص)
ثم تحدثا عن أسمئه فقالا:
" أسماؤه - صلى الله عليه وسلم -: عن جبير بن مطعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد» [متفق عليه].
وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمي لنا نفسه أسماء فقال: «أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة» [مسلم]."
والأحاديث تتناقض مع كتاب الله ومع واقعنا فالماحى للكفر كذب محص فالكفر هو المسيطر على العالم فلو كان محاه ما بقى كافر في الأرض ولكن الكفار بقوا في عهده وأما كونه الحاشر فكذب فالله هو من يحشر الناس كما قال تعالى :
"وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا"
والكل يحشر مرة واحد كما قال تعالى :
" ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون"
وتحدثا عن طهارة نسبه والمفروض أن هذا الكلام كان يتلو نسبه فقالا :
" طهارة نسبه - صلى الله عليه وسلم -: اعلم - رحمني الله وإياك - أن نبينا المصطفى علا الخلق كلهم، قد صان الله أباه من زلة الزنا، فولد - صلى الله عليه وسلم - من نكاح صحيح ولم يولد من سفاح، فعن واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» [مسلم]"
وهذا الحديث يناقض نسبه السابق حيث أزال عبد مناف و قصي و كلاب ومرة و كعب ولؤي وغالب وفهر ومالك والنضر من قائمة النسبثم قالا:
"وحينما سأل هرقل أبا سفيان عن نسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: هو فينا ذو نسب، فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها. [البخاري]"
والحديث به خبل وهو نسب قومها فأيا كان له نسب حتى ولو كان ولد زنى كما أنه يخالف كتاب الله في كون لوط(ص) لم يكن من قومه لأنه هاجر مع إبراهيم(ص) ولم يكن أصيلا فيهم وعيسى(ص) لم يكن نسب إلى أب ثم قالا:
" ولادته - صلى الله عليه وسلم -: ولد - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، قيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعا."
وهذا التناقض لا يثبت معرفة بتاريخ ولادته وكل ما سبق غير متعلق بالنبى(ص) كمسلم ثم قالا :
" قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلا، فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب."
هذه آية أى معجزة رآها الناس وهو ما يتناقض مع منع الآيات في حياته عن الناس كما قال تعالى :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم قالا"
* وفي حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت، أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام» [أحمد والطبراني]."
وهذا الحديث كسابقه يكذب القرآن في حدوث المعجزة والتى منعها الله ثم قالا:
" وتوفي أبوه - صلى الله عليه وسلم - وهو حمل في بطن أمه، وقيل بعد ولادته بأشهر وقيل بسنة، والمشهور الأول."
وهذا التناقض لا يفيد المسلم بشىء والمعلومة الأكيدة هى كونه يتيما كما قال تعالى:
" ألم يجدك يتيما فآوى"
وتحدثا عن رضاعته وهو أمر لا يهم المسلم لأنه حديث في أيام الكفر إن كان قد حدث فقالا:
" رضاعه - صلى الله عليه وسلم -: أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياما، ثم استرضع له في بني سعد، فأرضعته حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحوا من أربع سنين، وشق عن فؤاده هناك، واستخرج منه حظ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك."
واستخراج الحظ المذكور هو كذب محض بدليل أنه ارتكب ذنوبا في حياته بعد ذلك حتى قال الله له:
" إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر"
ثم حكيا لنا ما لادليل من كتاب الله فقالا:
" ثم ماتت أمه بالأبواء وهي راجعة إلى مكة وهو ابن ست سنين، ولما مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح، استأذن ربه في زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال: «زوروا القبور فإنها تذكر الموت» [مسلم] فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من أبيه، وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العمر ثماني سنين توفي جده، وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره وآزره حين بعثه الله أعز نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمرا على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك."
والخطأ التخفيف من العذاب وهو ما يناقض كتاب الله في عدم التخفيف عن أى كافر كما قال تعالى :
"وقال الذين فى النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال"
وتحدثنا عن صيانة الله من ارتكاب المنكرات قبل مبعثه فقالا:
" صيانة الله تعالى له - صلى الله عليه وسلم - من دنس الجاهلية: وكان الله سبحانه قد صانه وحماه من صغره، وطهره من دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خلق جميل، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين، لما شاهدوه من طهارته وصدق حديثه وأمانته، حتى إنه لما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضع الحجر موضعه، فقالت كل قبيلة: نحن نضعه، ثم اتفقوا على أن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به، فأمر بثوب، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب، ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه - صلى الله عليه وسلم -. [أحمد والحاكم وصححه]."
وهذا الكلام يناقض وصف الله بالضلال والغفلة قبل مبعثه في كتابه حيث قال:
" ووجدك ضالا فهدى"
كما قال :
"وإن كنت من قبله لمن الغافلين"
|