|
04-10-2007, 03:07 PM
|
#31
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم الثاني والعشرون من رمضان
- نجاة عيسى عليه السلام من مكر اليهود:
من أقدم ما نقله المؤرخون - والله أعلم - من حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان أن عيسى ابن مريم عليه السلام نجاه الله من اليهود ورفعه إليه في اليوم الثاني والعشرين من رمضان.
وأورد ابن كثير في (البداية والنهاية) روايات عديدة (2/95) ترسم الصورة لما قبل رفع عيسى عليه السلام. منها عن وهب بن منبه قال:
ـ أتى عيسى ومعه سبعة عشر من الحواريين في بيت. فأحاطوا بهم، فلما دخلوا عليهم صوّرهم الله كلَّهم على صورة عيسى.فقالوا لهم : سحرتمونا لتبرزن إلينا عيسى أو لنقتلنكم جميعا فقال عيسى لأصحابه: من يشتري منكم نفسه اليوم بالجنة ؟
فقال رجل: أنا. فخرج إليهم فقال: أنا عيسى - وقد صوره الله على صورة عيسى - فأخذوه وصلبوه، فمن ثم شبّه لهم وظنوا أنهم قد قتلوا عيسى، فظنت النصارى مثل ذلك أنه عيسى. ورفع الله عيسى من يومه ذلك.
وقال الحسن البصري: كان عمر عيسى عليه السلام يوم رفع أربعا وثلاثين سنة، وقيل ثلاثاً وثلاثين.
ويضيف ابن كثير فيقول: وبلغني أن مريم بقيت بعد عيسى خمس سنين، وماتت ولها ثلاث وخمسون سنة رضي الله عنها وأرضاها.
ويروى عن أمير المؤمنين علي أن عيسى عليه السلام رفع ليلة الثاني والعشرين من رمضان.
- قيام الحسن بن علي رضي الله عنهما بالخلافة:
ومن حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان سنة 49 هـ قيام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بالخلافة ومبايعته، وذلك يوم الاثنين (البحر الزخار 1/52) لثمان بقين من رمضان عقيب دفن أبيه الذي اغتيل يوم السابع عشر من رمضان، وعاش علي رضي الله عنه إلى يوم الثاني والعشرين منه.
واستمر الحسن في الخلافة خمسة أشهر وأياماً، وقيل سنة وأياماً ثم تنازل عنها إلى معاوية بن أبي سفيان سعياً منه نحو جمع شمل الأمة ونبذ الفرقة وحقناً للدماء.
كان الحسن رضي الله عنه كريم السجايا رفيع الخصال، سيداً من سادات المسلمين في الدنيا والآخرة ، ويكفيه أنه ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن أباه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وأن أمه البتول الطاهرة فاطمة بنت رسول الله.
- قدوم القائد العسكري إبراهيم الكتامي إلى دمشق:
ومن حوادث يوم الثاني والعشرين من رمضان قدوم قائد عسكري إلى دمشق من مصر، إنه إبراهيم بن جعفر أبو محمود الكتامي المغربي.
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (6/376) : قدم إبراهيم بن جعفر أبو محمود الكتامي دمشق يوم الثلاثاء لاثنتين وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة أميراً على جيوش المصريين، فرحّل ظالماً العقيلي عن دمشق، وولاها ابن أخته جيش بن الصمصامة ثم عزله، وولى بدراً الشمولي، ثم عزله وولى أبا الثريا الكردي، ثم عزله وولى جيشاً ابن أخته ثانية
وقد كان جيش بن الصمصامة ضعيف العقل سيء التدبير بقي في دمشق إلى أن توفي فيها سنة سبعين وثلاثمائة، وقد اشتكى أهل دمشق كثيرا من ابن أخته جيش الذي ولاه دمشق بعد أن حضر دمشق معه يوم الثاني والعشرين من رمضان، فقد كان جيش بن الصمصامة سفاكاً للدماء شديد التعدي، والظلم عم الناس في ولايته من القتل وأخذ المال، حتى لم يبق بيت بدمشق ولا بظاهرها إلا امتلأ من جوره
يقول ابن عساكر: وكثر الدعاء عليه والابتهال إلى الله في إهلاكه، حتى أراح الله تعالى منه بعد أن رأى بنفسه من الجذام العبر.
- ابن ماجه محدث كبير بارع:
ومن حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان سنة 273هـ وفاة الإمام المحدث ابن ماجة صاحب السنن.
قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء 13/279) ابن ماجه محمد بن يزيد الحافظ الكبير الحجة المفسر أبو عبد الله ابن ماجة القزويني، مصنف السنة والتاريخ والتفسير، وحافظ قزوين في عصره
قال القاضي أبو يعلى الخليلي: كان أبوه يزيد يعرف بماجة وولاؤه لربيعة.
وهو - أي ابن ماجه - ثقة كبير متفق عليه محتج به، له معرفة بالحديث وحفظ. ارتحل إلى العراق ومكة والشام ومصر والري لكتب الحديث.
ولكتابه سنن ابن ماجة منزله عظيمة بين كتب الحديث. فعن ابن ماجة قال: عرضت هذه السنن على أبي زرعة الرازي فنظر فيه، ثم قال:
أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها.
مات أبو عبد الله ابن ماجه يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان سنة 273هـ، وصلى عليه أخوه أبو بكر وأبو عبد الله وابنه عبد الله .
- مقتل الشاعر المشهور المتنبي:
ومن حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان سنة 354هـ مقتل الشاعر الأديب المعروف أبي الطبيب المتنبي
اسمه أحمد بن الحسين بن الحسن الكوفي، انقطع فترة من الزمن لمديح سيف الدولة الحمداني، ثم تركه ورحل من دمشق إلى مصر 346هـ، فالتحق بديوان الأستاذ كافور الأخشيدي وامتدحه، وكان يطمع أن يوليه بعض الولايات فلم يظفر منه بطائل، مع ما كان عليه المتنبي من عزة نفس وفخر بالذات، فغافله ورحل عن مصر سنة 350هـ بعد أن أذاع قصيدته التي يهجو بها كافوراً الأخشيدي، فوجه كافور خلفه رواحل إلى جهات شتى فلم يلحق ونجا منه التنبي.
ووصل المتنبي إلى عضد الدولة البويهي في شيراز (بقية الطلب في أخبار حلب 2/680) ثم خرج من شيراز لثمان خلون من شعبان قاصداً إلى بغداد، ثم إلى الكوفة حتى إذا بلغ دير العاقول وخرج منه قدر ميلين خرج عليه فرسان ورجال من بني أسد وشيبان - يقال إنه كان قد هجا أمهم - فقاتلهم مع غلامين من غلمانه فقتلوه وقتل معه أحد الغلامين وهرب الآخر، وأخذوا جميع ما كان معه، وتبعهم ابنه طلباً لكتب أبيه فقتلوه أيضا.
حدث ذلك يوم الاثنين لثمان بقين من رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وجاء في بعض الروايات: أن المتنبي لما مضي إلى الكوفة وصل إلى النعمانية بإزاء قرية تقرب منها يقال لها (بنورا) فوجد أثر خيل هناك فتنسم خبرها فإذا خيل قد كمنت له فصادفته لأنه قصدها، فطعن طعنة نكس عن فرسه، فلما سقط إلى الأرض نزلوا فقتلوه وأخذوا ما كان معه من المال وغيره.
ويقول الفرغاني في تاريخه : لما نزل المنزل الذي رحل منه فقتل جاءه قوم خفراء، فطلبوا منه خمسين درهماً ليسيروا معه فمنعه الشح والكبر، فأنذروا به ـ أي أخبروا عنه ـ فكان من أمره ما كان.
وكان الذي قتله فاتك بن ابي جهل.
ويقال: إن المتنبي لما رأى الغلبة فر، فقال له الغلام:ـ لا يتحدث عنك بفرار وأنت القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني والطعن والضرب والقرطاس والقلم
فكّر راجعاً فقتل. :smile: :smile:
ـ ولادة الخليفة العباسي المقتدر بالله:
ومن حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان سنة 282هـ ولادة المقتدر بالله (المنتظم 6/67)
اسمه جعفر بن المعتضد بالله، ويكنى أبا الفضل وأمه أم ولد يقال لها (شغب) أدركت خلافته وسميت (السيدة) كان المقتدر بالله ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير جميل الوجه أبيض مشرباً حمرة حسن الخلق حسن العينين جعد الشعر كثير الشيب في رأسه. بويع بالخلافة بعد وفاة المكتفي، وكان عمره ثلاث عشرة سنة ولم يل الخلافة قبله أصغر منه.
رد المقتدر رسوم الخلافة إلى ما كانت عليه من التوسع في الطعام والوظائف، وفرق في بني هاشم خمسة آلاف دينار وتصدق في سائر الناس بمثلها، وأطلق أهل الحبوس الذين يجوز إطلاقهم.
وكانت قد بنيت أبنية في الرحبة دخلها في كل شهر ألف دينار فأمر بنقضها ليوسع على المسلمين.
خلع من الخلافة مرتين وأعيد بعد المرتين ولكنه قتل أخيراً.
ـ قدوم الحرة زوجة السلطان أبي الحسن المريني مصر:
ومن حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان سنة 738هـ ما نقله المقرّي في نفح الطيب (4/402) عن مؤرخ مصر المقريزي في كتاب السلوك ما نصه
ـ وفي ثاني عشرين من رمضان قدمت الحرة واسمها مريم (وهي أم أخت السلطان أبي الحسن علي بن عثمان بن يعقوب المريني أي زوجة أبيه) من عند السلطان المذكور صاحب فاس تريد الحج، ومعها هدية جليلة إلى سلطان مصر (الملك الناصر بن قلاوون) نزل لحملها من الإسطبل السلطاني ثلاثون قطاراً من بغال النقل سوى الجمال.
كان من جملة تلك الهدية أربعمائة فرس: منها مائة حجرة ومائة فحل ومائتا بغل وجميعها بسروج ولُجُمٍ مسقّطة بالذهب والفضة، وبعضها سَرْجها وركبها كلها ذهب وكذلك لُجُمها. وعدتها اثنان وأربعون رأسا منها سرجان من ذهب مرصع بجوهر. وفي الهدية اثنان وثلاثون بازا، وفيها سيف قرابه ذهب مرصع وحياصته ذهب مرصع. وفيها مائة كساء وغير ذلك من القماش العالي.
قال المقريزي: وكان قد خرج المهمندار (مندوب التشريفات) إلى لقائهم، وأنزلهم بالقرافة قريب مسجد الفتح، وهم جمع كبير جداً.
وكان يوم طلوع الهدية من الأيام المذكورة. ففرق السلطان الهدية على الأمراء بأسرهم على قدر مراتبهم حتى نفدت كلها، سوى الجواهر واللؤلؤ فإنه اختص به. فقدّرت قيمة هذه الهدية بما يزيد على مائة ألف دينار.
ثم نقلت الحرة (الضيفة) إلى الميدان بمن معها، ورتب لها من الغنم والدجاج والسكر والحلوى والفاكهة في كل يوم بكرة وعشية ما عمهم وفضل عنهم، فكان مرتبهم كل يوم عدة ثلاثين رأساً من الغنم ونصف أردب، وقنطار حب رمان، وربع قنطار سكر، وثماني فانوسيات شمع، وتوابل الطعام. وحمل إليها برسم النفقة مبلغ خمسة وسبعين ألف درهم. وأجرة حمل أثقالهم مبلغ ستين ألف درهم.
ثم خلع على جميع من قدم مع الحرة، فكانت عدة الخلع مائتين وعشرين خلعة على قدر طبقاتهم، حتى خلع على الرجال الذين قادوا الخيول...
وقيل لها: أن تملي ما تحتاج إليه فأجابت: لا يعوزها شيء وإنما تريد عناية السلطان بإكرامها وإكرام من معها حيث كانوا، فتقدم السلطان إلى القواد الذين دونه بتجهيزها باللائق بها فقاموا بذلك... وهيئوا كل ما تحتاج إليه في سفرها، وطلب الحمالة لحمل جهازها وأزودتها، وندب السلطان للسفر معها جمال الدين متولي الجيزة، وأمره أن يرحل بها في مركب بمفردها، ويمتثل كل ما تأمر به، وكتب لأميري مكة والمدينة بخدمتها أتم خدمة.
ـ الشيخ المربي ابن رسلان المقدسي:
ومن حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان سنة 844هـ وفاة الشيخ الإمام العالم الصالح القدوة شهاب الدين أحمد بن حسين بن أرسلان المقدسي الشافعي، المكنى بأبي طاهر وأبي المواهب.
قال ابن العماد: (شذرات الذهب 4/250) لزم الإفتاء والتدريس مدة ثم ترك ذلك وسلك طريق القوم القويم، وجد واجتهد حتى صار مناراً يهتدي به السالكون، وشعاراً يقتدي به الناسكون.
من تصانيفه النافعة: شرح سنن أبي داود، وشرح البخاري، وعلق على الشفا للقاضي عياض، وشرح مختصر ابن الحاجب، وجمع الجوامع، ومنهاج البيضاوي، والمنهاج للنووي، وأدب القاضي للغزي، والأذكار، وحياة الحيوان، ونظم في علم القراءات، وأعرب الألفية، وشرح الملحة، وعمل طبقات الشافعية.
وله أرجوزة معروفة في الفقه الشافعي هي متن الزبد.
قال المناوي في (طبقات الأولياء): وله كرامات لا تكاد تحصى، منها: أنه لما تم كتاب (الزبد) أتى به البحر وثقله بحجر وألقاه في مقره وقال: ـ اللهم إن كان خالصاً لك فأظهره، وإلا فأذهبه: فصعد من قعر البحر حتى صار على وجه الماء ولم يذهب منه حرف، وكان صائماً قائماً قلما يضطجع بالليل. ابن رسلان توفي بالقدس يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان سنة 844عن إحدى وسبعين سنة. رحمه الله.
__________________
|
|
|
05-10-2007, 01:44 PM
|
#32
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم الثالث والعشرون من رمضان
ـ عبد الله بن أنيس الصحابي يحضر عند رسول الله:
من حوادث اليوم الثالث والعشرين من رمضان ما رواه أبو نعيم في الحلية (2/52) في ترجمة الصحابي الجليل عبد الله بن أنيس من أهل الصفة قال :
ـ قال أبو عبد الله الحافظ النيسابوري : كان عبد الله من جهينة سكن البادية، وكان ينزل في رمضان إلى المدينة، فيسكن المسجد والصفة ليلة. وهو صاحب المخصرة أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مخصرته ليلقاه بها يوم القيامة.
ثم روى عن نافع بن جبير عن عبد الله بن أنيس أنه كان ينزل حول المدينة ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "مرني بليلة من الشهر أحضر فيها المسجد!.. فأخبره بليلة ثلاث وعشرين من رمضان، فكان إذا جاء تلك الليلة حشد أهل المدينة تلك الليلة".
ـ الحجاج بن يوسف الثقفي وحكم شديد جبار:
وفي اليوم الثالث والعشرين من رمضان سنة خمس وتسعين توفي الحجاج بن يوسف الثقفي الطائفي (التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة 1/265)( ملاحظة: للتدقيق في وفاة الحجاج هل يوم 23 أم يوم 27 {: ص 156}
كان أمير المدينة المنورة لعبد الملك بن مروان، ثم صار أمير الحرمين والحجاز والعراق. كان أبوه يوسف بن الحكم من شيعة بني أمية وحضر مع مروان بن الحكم حروبه ونشأ ابنه الحجاج مؤدب كتاب، ثم لحق بعبد الملك بن مروان وحضر معه قتل مصعب بن الزبير.
ثم انتدبه عبد الملك لقتال عبد الله بن الزبير بمكة، فجهزه أميراً على الجيش فحصر مكة، ورمى الكعبة بالمنجنيق إلى أن قتل عبد الله بن الزبير.
سار بالناس في الحرمين والعراقين سيرة جائرة، واستمر في الولاية نحواً من عشرين سنة، وكان فصيحاً بليغاً فقيهاً مجوداً للقرآن يجيد الجدل عما يرى.
وعن مالك بن دينار قال : سمعت الحجاج يخطب فلم يزل ببيانه وتخلصه بالحج حتى ظننت أنه مظلوم، كما كان شجاعاً مهيباً جباراً.
خرج عليه ابن الأشعث ومعه أكثر الفقهاء والقراء من أهل البصرة وغيرها فحاربه الحجاج حتى قتله.
عن هشام بن حسان قال أحصينا من قتل الحجاج صبراً فبلغوا مائة ألف وعشرين ألف: قالت له أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين رضي الله عنها وعن أبيها:ـ أنت المبير الذي أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما بلغ الحسن البصري موته سجد لله شكراً وقال: اللهم إنك أمته فأمت سنته.
قال الذهبي : وسمعوه يقول عند الموت : رب اغفر لي، فإن الناس يزعمون إنك لا تغفر لي.
توفي الحجاج لسبع بقية من رمضان سنة 950 هـ.
ملاححظة : قيل إن الحجاج توفي في يوم السابع والعشرون من رمضان : كلام ابن كثير ص 156.
ـ عزل والي المدينة عثمان بن حيان واعتقاله:
ومن حوادث اليوم الثالث والعشرين من رمضان عزل سليمان بن عبد الملك لمواليه على المدينة عثمان بن حيان سنة 96 (الطبري 4/33) بعد أن عمل على المدينة ثلاث سنين.
وقد حدثت غريبة عند عزله. قال الطبري: قال الواقدي : وكان أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (أحد الوجهاء في المدينة وهو يعمل تحت امرة عثمان بن حيان) قد استأذن عثمان بن حيان أن ينام في غد ولا يجلس للناس ليقوم ليلة إحدى وعشرين فأذن له
وكان أيوب بن سلمية المخزومي عنده فقال أيوب لعثمان : ألم ترى إلى ما يقول هذا (يعرض بعدوه أبي بكر بن محمد) إنما هذا منه رياء. فقال عثمان بن حيان : قد رأيت ذلك ولست لأبي أن أرسلت إليه غدوة ولم أجده جالساً، لأجلدنه مائة ولأحلقن رأسه ولحيته.
قال أيوب: فجاءني أمر أحبه فعجلت من السحر فإذا شمعة في الدار فقلت : عجل المري : يعني عثمان بن حيان. فإذا برسول سليمان (الخليفة) قد قدم على أبي بكر ابن محمد ـ الذي كان يتوقع أيوب جلده وحلق لحيته ورأسه ـ بتأميره وعزل عثمان وحدّه (أي وضعه في الحديد والقيود) قال أيوب: فدخلت دار الإمارة فإذا ابن حيان جالس وإذا بأبي بكر على كرسي يقول للحداد:ـ اضرب في رجل هذا الحديد !! ونظر إليّ عثمان فقال :
آبوا على أدبارهم كشفاً *** والأمر يحدث بعده الردُّ
ـ أحمد بن طولون يدخل مصر والياً.
ومن حوادث اليوم الثالث والعشرين من رمضان دخول أحمد بن طولون مصر والياً عليها نيابة عن المعتز العباسي.
قال ابن كثير (البداية 11/46) كان أبوه طولون من الأتراك الذين أهداهم نوح بن أسد الساماني عامل بخارى إلى المأمون في سنة مائتين
ولد أحمد بن طولون سنة 214هـ ونشأ في صيانة وعفاف ورعاية ودراسة القرآن العظيم مع حسن الصوت به، وكانت أمه جارية اسمها هاشم.
ولي نيابة الديار المصرية للخليفة المعتز بالله فرحل إلى مصر ودخلها لسبع بقين من رمضان (23 رمضان) سنة 254هـ فأحسن إلى أهلها وأنفق فيهم من بيت المال ومن الصدقات، واستغل الديار المصرية في بعض السنين أربعة آلاف ألف دينار (أي إنه ضبط الموارد المالية فيها حتى ارتفعت ميزانيتها ودخلها إلى أرقام عالية)
بنى أحمد بن طولون في مصر الجامع المنسوب إليه، وغرم عليه مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار، وكانت له مائدة في كل يوم يحضرها العام والخاص، وكان يتصدق من خالص ماله في كل شهر بألف دينار، وكان من أحفظ الناس للقرآن وأطيبهم صوتاً به، بنى المارستان وأنفق عليه ستين ألف دينار، وأنفق على الميدان مائة وخمسين ألف دينار.
ملك دمشق بعد أميرها ماخور سنة 264هـ فأحسن إلى أهلها إحساناً بالغاً، ثم خرج إلى أنطاكية فحاصر بها صاحبها سيما حتى قتله وأخذ البلد.
توفي أحمد بن طولون وقد خلف وراءه من الأموال والأثاث والدواب شيئاً كثيراً، وكان له ثلاثة وثلاثون ولداً منهم سبعة عشر ذكر.
وأشهر أولاده خماورية الذي قام بالملك بعده وكان لقبه أبو الجيش، وابنته قطر الندى الذي تزوجها الخليفة فيما بعد في عرس لم تعرف الدنيا له نظيراً.
ـ محمد بن الأخشيد يتسلم ولاية مصر:
ومن الحوادث الكائنة في الثالث والعشرين من رمضان أن محمد بن الأخشيد الملقب بأبي بكر ولي مصر ودخلها في هذا اليوم.
قال ابن خلكان (وفيات الأعيان 5/58) إن الخليفة العباسي الراضي بالله هو الذي لقت محمد بن طغج بالإخشيد في شهر رمضان المعظم سنة 327هـ وإنما لقبه بذلك لأنه لقب ملوك فرغانة وهو من أولادهم، وتفسيره بالعربي ملك الملوك، وكل من ملك تلك الناحية لقبوه بهذا اللقب.
وكان مبدأ ظهور الإخشيد أنه اتصل أثناء هربه إلى بادية الشام بأبي منصور تكين الخزري، فانتدبه في سرية إلى النقب لمعالجة أمر الذين تعرضوا لقطع طريق الحجاج سنة 306هـ، فظفر بهم بعد أن أسر من سر وقتل من قتل وشرّد الباقين.
وكان قد حج في هذا العام امرأة عجوز من دار الخليفة المقتدر بالله فلما عادت حدثت المقتدر بالله بما شاهدت من براعته، فأنفذ إليه خلعاً وزاد في رزقه، ثم وردت كتب الخليفة بتوليته الرملة من فلسطين، ثم ولاه دمشق بعد ذلك، ثم ولاه الخليفة القاهر بالله ولاية مصر.
وأكد هذه التولية الخليفة التالي الراضي بالله الذي ولاه مصر وضم إليه البلاد الشامية والجزرية والحرمين فرحل محمد طغج الأخشيد إلى مصر ودخلها يوم الأربعاء لسبع يقين من رمضان المعظم سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
كان الإخشيد ملكاً حازماً كثير التيقظ في حروبه ومصالح دولته حسن التدبير مكرماً للجنود، شديد القوى لا يكاد يجر قوسه غيره، وكان له ثمانية آلاف مملوك يحرسه في كل ليلة منهم ألفان. وهو أستاذ كافور الإخشيدي صاحب المتنبي.
مات الأخشيد سنة 334 بدمشق.
ـ طائر يصيح بلسان فصيح:
ومن حوادث اليوم الثالث والعشرين من رمضان حادثة غريبة عجيبة
قال ابن الجوزي في المنتظم (11/295) نقلاً عن ابن حبيب : وذكر علي بن الوضاح أن طائراً دون الرخمة وفوق الغراب أبيض وقع على دابة بحلب لسبع بقين من رمضان فصاح: يا معشر الناس اتقوا الله حتى صاح أربعين مرة. ثم طار وجاء من الغد فصاح أربعين صوتاً.
وكتب صاحب البريد وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه وذلك في حوادث سنة 242هـ والله أعلم.
ـ ابو جعفر المنصور يولي رياح بن عثمان المدينة:
ومن حوادث اليوم الثالث والعشرين من رمضان وصول والي المدينة رياح بن عثمان المرى إليها من قبل الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور بعد أن خذله واليان من قبل هما: زياد بن عبد الله، ومحمد بن خالد بن عبد الله القسري في القبض على خصمين خطيرين.
قال الطبري (4/409) عن موسى بن عبد العزيز قال : لما أراد أبو جعفر عزل محمد بن خالد القسري عن المدينة ركب ذات يوم فلما خرج من بيته استقبله يزيد بن سعيد السلمي فدعاه فسايره ثم قال : ـ أما تدلني على فتى من قيس مقّلٍ أغنيه وأشرّفه وأمكنه من سيد اليمن يلعب به يعني القسري
قال بكر : قد وجدته يا أمير المؤمنين قال: من هو قال: رياح بن عثمان بن حيان المري قال فلا تذكرن هذا لأحد
ثم انصرف فأمر بنجائب (خيل أو إبل سريعة) وكسوة ورحال فهيئت للسفر، فلما انصرف من صلاة الجمع دعا برباح فذكر له ما بلا من غش زياد وابن القسري في شأن ابني عبد الله ( يقصد بهما محمداً وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن) وولاه المدينة وأمره بالمسير من ساعته قبل أن يصل إلى منزله، وأمره بالجد في طلبهما.
فخرج مسرعاً حتى قدم المدينة يوم الجمعة لسبع ليال بقين من رمضان سنة 144هـ، وكان شديد الوطأة على محمد بن خالد القسري الوالي قبلة وعلى كاتبه رزام. . .
ـ الأمير أسامة بن منقذ وأعمال جلية للأيوبيين:
ومن حوادث اليوم الثالث والعشرين من رمضان سنة 584هـ وفاة أحد أمراء الدولة الأيوبية : أسامة بن منقذ
قال ابن كثير (البداية 12/331) هو مؤيد الدولة أبو الحارث وأبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ أحد الشعراء المشهورين المشكورين. كان عمره تاريخاً مستقلاً وحده، وكانت داره معقلاً للفضلاء ومنزلاً للعلماء، ولديه علم غزير.
وكان أسامة من أولاد ملوك شيزر، قدم على صلاح الدين وكان في شبيبته شهماً شجاعاً قتل الأسد وحده مواجهة، قام بدور بارز في حروب صلاح الدين مع الصليبين.
توفي عام 584هـ ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان بدمشق.
__________________
|
|
|
05-10-2007, 01:45 PM
|
#33
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
ـ الإمام الزاهد ابن العريف الصنهاجي يغدر به.
وممن توفوا يوم الثالث والعشرين من رمضان الإمام الزاهد العارف أبو العباس بن العريف الصنهاجي الأندلسي المقري صاحب المقامات والإشارات.
كانت عنده مشاركة في أشياء من العلم وعناية بالقراءات وجمع.
قال الذهبي : (سير أعلام النبلاء 2/114) وكان الناس قد ازدحموا عليه يسمعون كلامه ومواعظة، فخاف ابن تاشفين سلطان الوقت من ظهوره، فأمر بإشخاصه إلى حضرته في مراكش. ويقال بأنه قتله سراً بالسم.
ـ شقيق السلطان المنصور يفر منه ثم يُقتل.
وجاء في كتاب ( الاستقصا في أخبار دول المغرب الأقصى 2/146 ) أن الناصر ابن السلطان عبد الله الغالب فر من أخيه المنصور ملك المغرب إلى بلاد الأندلس، فكان عند ملك قشتاله الإفرنجي، إلى أن سرحه بقصد تفريق كلمة مسلمي المغرب وشق صفهم
فعاد إلى المغرب بمليلة وجمع حوله ناساً وجيشاً، فخرج إلى تازا فدخلها وعظم أمره، إلى أن أرسل المنصور إليه ولي عهده المأمون فكسره.
وفر الناصر إلا أن المأمون قبض عليه وقتله بعد ذلك، وحمل رأسه إلى فأس حيث السلطان المنصور يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان سنة 1004هـ.
ـ القائد الفاطمي بدر بن الجمالي يلقى حتفه:
وقتل يوم الثالث والعشرين من رمضان سنة 515أمير الجيوش بمصر الأفضل بن بدر الجمالي اغتيل في أحد الأسواق بعد أن أبعد حرسه بسبب الغبار، وكان ماضياً إلى خزانة السلام ليفرق المال على الجند (الكامل 9/207).
ـ ابن الساعاتي شاعر رائق:
وتوفي يوم الثالث والعشرين سنة 604هـ الشاعر المشهور ابن الساعاتي أبو الحسن على بن رستم (وفيات الأعيان 3/369).
ومن رائق شعره من ديوانه مقطعات النيل:
بتنا وعمر الليل في غلوائه *** وله بنور البدر فرع أشمط
والفل في سلك الغصون كلؤلؤ *** رطب يصافحه النسيم فيسقط
والطير يقرأ والغدير صحيفة *** والريح تكتب والغمامة تنقط
توفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة 604هـ بالقاهرة وعمره إحدى وخمسون سنة. رحمه الله.
__________________
|
|
|
06-10-2007, 02:59 PM
|
#34
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم الرابع والعشرون من رمضان المبارك
ـ ابتداء نزول القرآن الكريم:
من حوادث اليوم الرابع والعشرين من رمضان نزول القرآن الكريم في ليلة الرابع والعشرين.
فعند الإمام أحمد (البداية 3/6) عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراه لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان".
وأورد ابن كثير في تفسيره (1/217) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أنزل القرآن جملة من الذكر في ليلة أربع وعشرين من رمضان فجعل في بيت العزة".
وأضاف ابن كثير: جاء الوحي بغتة على غير موعد, وقد كان صدر هذه الصورة الكريمة وهي (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ...) هي أول ما نزل من القرآن
وقال عبيد بن عمير وأبو جعفر الباقر وغير واحد من العلماء أنه عليه الصلاة والسلام أوحي إليه يوم الاثنين.
والمشهور أنه بعث عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان. وقد بدأ تنزل الوحي في الرابع والعشرين من رمضان.
ـ هدم صنم مناة المعروف عند العرب:
ومن حوادث اليوم الرابع والعشرين من رمضان سنة ثمان للهجرة النبوية هدم صنم مناة وهو أحد أصنام العرب الشهيرة ذكرها الله سبحانه في كتابه بقوله ( أفرأيتم الات والعزى ).
قال ابن سعد في (الطبقات 2/146) بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة، وكانت بالمشلل للأوس والخزرج وغسان.
فلما كان يوم الفتح بعث رسول الله سعد بن زيد الأشهلي يهدمها، فخرج في عشرين فارساً حتى انتهى إليه وعليها سادن فقال السادن: ـ ما تريد. قال: هدم مناة. قال : أنت وذاك
فأقبل سعد يمشي إليها، وتخرج امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس تدعو بالويل وتضرب صدرها، فقال السادن: ـ مناة دونك بعض غضباتك.
ويضربها سعد بن زيد الأشهلي فيقتلها، ويقبل إلى الصنم ومعه أصحابه, فهدموه ولم يجدوا في خزائنها شيئاً.
وانصرف سعد راجعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك لست بقين من شهر رمضان.
ـ زلازل شديدة تضرب بلاد الشام:
ومن حوادث اليوم الرابع والعشرين سنة 152 زلزلة ضربت بلاد الشام وأحدثت خراباً واسعاً.
قال أبو شامة في الروضتين (1/334) وفي الرابع والعشرين من رمضان وافت دمشق زلزلة روعت الناس وأزعجتهم لما وقع في نفوسهم مما قد جرى على بلاد الشام من تتابع الزلازل فيها (وكانت الزلازل قد بدأت تضرب بلاد الشام من شهر صفر، وعادت في جمادى الأولى، ثم في جمادى الآخرة، ثم في رجب، ثم في رمضان). ولما كانت ليلة الرابع والعشرين من رمضان كانت الزلزلة مروعة.
يقول: ووافت الأخبار من ناحية حلب بأن هذه الزلزلة جاءت فيها هائلة، فقلقلت من دورها وجدرانها العدد الكثير ، وأنها كانت بحماة أعظم مما كانت في غيرها، وأنها هدمت ما كان عمر فيها من بيوت يلتجأ إليها، وأنها دامت أياماً كثيرة في كل يوم عدة وافرة من الرجفات الهائلة، يتبعها صيحات مختلفة توفي على أصوات الرعود القاصفة المزعجة، فسبحان من له الحكم والأمر.
وقد نظم في ذلك من قال:
روعتنا زلازل حادثات بقضاء قضاه رب السماءِ
هّدمت حصن شيزرٍ وحماةٍ أهلكت أهله بسوء القضاءِ
وبلاداً كثيرة وحصوناً. وثغوراً موّثقات البناءِ
فإذا ما رنت عيون إليها أجرت الدمع عندها بالدماءِ.
وقد استمرت تلك الزلازل وتكررت في شوال وفي ذي القعدة وأهلكت بشراً كثيراً ذكر بعض المعلمين في حماة أنه فارق المكتب لمهمٍ، فجاءت الزلزلة فأضرت الدور، وسقط المكتب على الصبيان جميعهم، قال المعلم: ـ فلم يأت أحد يسأل عن صبي كان له في المكتب. أي كأن أهل المدينة ماتوا كما مات صبيانهم تحت الهدم. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ الإمام المزني صاحب الإمام الشافعي وناصر مذهبه:
ومن حوادث اليوم الرابع والعشرين من رمضان سنة 264هـ وفاة الإمام الفقيه أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني صاحب الإمام الشافعي من أهل مصر.
كان زاهداً عالماً مجتهداً محجاجاً غواصاً على المعاني الدقيقة.
قال عنه الشافعي رحمه الله : لو ناظره الشيطان لغلبه.
وقال عنه: المزني ناصر مذهبي.
كان في غاية الورع والتضييق على نفسه، وأوسعه في ذلك على الناس.
قال أبو عاصم: لم يتوضأ المزني من حباب ابن طولون ولم يشرب من كيزانه قال لأنه جعل فيه (في الكيزان والحباب) سرجين، والنار التي تطبخ بها الأكواز والحباب لا تطهرها.
كان المزني متقللاً من الدنيا مجاب الدعوة، يغسل الموتى تعبداً واحتساباً ويقول: أفعله ليرق قلبي. وهو الذي تولى غسل الإمام الشافعي. وقيل: كان معه حينئذ الربيع.
صنف المزني كتباً كثيرة منها الجامع الكبير والجامع الصغير والمختصر والمنثور والمسائل المقبرة والترغيب في العلم وكتاب الوثائق وغيرها.
وفقال: إنه كان إذا فرغ من مسألة في كتابه المختصر الشهير صلى ركعتين.
أخذ العلم عن المزني خلائق لا يحصون من خراسان والعراق والشام.
و توفي لست بقين من شهر رمضان سنة 264هـ.
ـ تعذيب الإمام أحمد بن حنبل:
ومن حوادث اليوم الرابع والعشرين من رمضان سنة /220/هـ تعرض الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ـ وهو في معتقله بسبب القول بخلق القرآن ـ للتعذيب والضرب السياط في هذا اليوم قبل الإفراج عنه في اليوم التالي.
جاء في طبقات الحنابلة (2/5) وذلك أنه بعد وفاة المأمون الذي سجن الإمام أحمد في خلافته يقول أحمد رحمه الله : لما دخلنا طرسوس ومات المأمون ظننت أني قد استرحت من الغم الذي كنت فيه والقيد والضيق، فدخل علينا رجل فذكر أنه صار مع أبي إسحاق ( الخليفة الجديد ) رجل يقال له: ابن أبي دؤاد، وقد أمر أن يحدروا بي إلى بغداد فجاءني غم آخر، ونالني من الغم والأذى أمر عظيم.
قال حنبل ابن الإمام أحمد: فلما قدم أبو عبد الله جلس في اسطبل لمحمد بن إبراهيم ابن أخي إسحاق بن إبراهيم، وذلك في دار عمارة، ومرض في شهر رمضان.
قال ابن المنادي: حدثنا جدي قال: ضرب أبو عبد الله سبعة وثلاثين سوطاً معلقاً، بينه وبين الأرض قبضه ، وإنما قطع الضرب عنه لأنه غشي عليه فذهب عقله وأصفر واسترخى ففزع لذلك المعتصم وقال: ـ حلوا القيود عنه واحملوه إلى منزله
قال ابن المنادي : وحدثني أبي وجدي رحمهما الله قالا: كان ضرب أبي عبد الله ابن حنبل بالسياط بمدينة السلام في دار المعتصم يوم الأربعاء لست بقين من شهر رمضان سنة عشرين ومائتين.
وسنعود إلى حديثه في حوادث غد عند الإفراج عنه.
ـ المحدث ابن مردويه علامة متقن:
ومن حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان سنة 410هـ وفاة الحافظ المجود العلامة محدث أصبهان أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصبهاني صاحب التفسير الكبير والتاريخ والأمالي الثلاث مئة وغير ذلك (سير أعلام النبلاء 17/310).
كان من فرسان الحديث فهما يقظاً متقناً كثير الحديث جداً، أصيب ببصره فكان يحدث من حفظه.
يقول ابن ابنه: رأيت من أحوال جدي من الديانة في الرواية ما قضيت منه العجب من تثبته وإتقانه.
وأهدى إليه كبيرٌ حلاوةً فقال: إن قبلتها فلا آذن لك بعد في دخول داري وإن ترجع به تزدد عليّ كرامة.
قال أبو بكر ابن علي ـ وذكر ابن مردويه ـ هو أكبر من أن ندل عليه وعلى فضله وعلمه
من كتبه: المستخرج على صحيح البخاري، وكتاب التشهد وطرقه وألفاظه، وتفسيره للقرآن في سبع مجلدات.
توفي ابن مردويه لست بقين من رمضان سنة 410 هـ عن سبع وثمانين سنة.
ـ وفاة الصالحة قوام بنت عبد الله المصيصة:
وممن توفي في الرابع عشر من رمضان سنة (472)هـ امرأة من الصالحات المحدثات هي أم إبراهيم قِوام ابنة عبد الله المصيصة مولاة سنجر عتيق ابن عطاف بدمشق (الوفيات 1/400)
سمعت من عمر بن عبد المنعم ابن القواس ويوسف ابن احمد الغسولي وحدثت، وسمع منها بعض المحدثين. عاشت ثمانين سنة كما ذكر ذلك الذهبي رحمه الله.
توفيت ليلة الأحد الرابع والعشرين من رمضان بدمشق وصلى عليها من الغد ودفنت في مقبرة توما.
ـ الشاعر الغزلي الهجاء عطاف الألوسي:
ومن حوادث اليوم الرابع والعشرين من رمضان وفاة الشاعر أبي سعيد المؤيد عطاف بن محمد بن علي الألوسي (وفيات الأعيان 5/349).
قال ابن خلكان: كان من أعيان شعراء عصره كثير الغزل والهجاء، ومدح جماعة من رؤساء العراق، وكان منقطعاً إلى الوزير عون الدين يحيى بن هييرة. فترفّع حاله وأثرى، ونفق شعره وكان له قبول حسن، واقتنى أملاكاً وعقاراً وكثر رياسه وحسن معاشه، ثم عثر به الدهر عثرة صعب منها انتعاشه.
فقد كان لجأ إلى خدمة السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه، وتفسح في ذكر الخليفة المقتفي وأصحابه بما لا يليق، فقبض عليه وسجن في حبس الإمام المقتفي أكثر من عشر سنين، إلى أن خرج في أول خلافة المستنجد سنة (555).
قال ابن خلكان: ولقيته حينئذ وقد غشي بصره من ظلمة المطمورة (الغرفة المظلمة) التي كان فيها محبوساً.
له شعر حسن وأسلوب مطرب بنظمٍ معجب, وقد يقع له من المعاني المبتكرة ما يندر. فمن ذلك قوله في صفة القلم:
ومثقف يفنى ويفني دائما *** في طوري الميعاد والإيعادِ
قلم يفل الجيش وهو عرمرم *** والبيض ما سلت من الأغمادِ
وهبت له الآجامُ حين نشا بها *** كرم السيول وهيبة الآساد.
ـ القاضي ابن عمر الأزدي وعقل سديد:
ومن حوادث اليوم الرابع والعشرين من رمضان سنة 321هـ وفاة القاضي أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي (المنتظم 6/248).
قال ابن الجوزي : كان المثل يضرب بعقله وسداده وحلمه، فيقال في العاقل الرشيد: كأنه أبو عمر القاضي، وفي الحليم: لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت.
ولي أبو عمر قضاء مدينة المنصور (بغداد) والأعمال المتصلة بها تدرج في القضاء إلى أن تولى منصب قضاء القضاة سنة 317 هـ، وحمل الناس عنه علماً كثيراً ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه، فكان يجلس للحديث وعن يمينه أبو القاسم بن منيع، وعن يساره ابن صاعد، وأبو بكر النيسابوري بين يديه، وسائر الحفاظ حول سريره.
روى عن بعض جلسائه قال: كنت بحضرة أبي عمر القاضي وجماعة من شهوده وخلفائه، فأحضر ثوبا يمانياً قيل في ثمنه خمسون ديناراً، فاستحسنه كل من حضر المجلس، فقال: ـ يا غلام هات القلانسي . فجاء فقال : ـ اقطع جميع هذا الثوب قلانس، وأحمل إلى كل واحد من أصحابنا قلنسوة ثم التفت إلينا فقال: ـ إنكم استحسنتموه بأجمعكم ولو استحسنه واحد منكم لوهبته له, فلما اشتركتكم في استحسانه، لم أجد طريقاً إلى أن يحصل لكل واحد شيء منه إلا بأن أجعله قلانس يأخذ كل واحد منا واحدة.
كان أبو عمر يجل الصالحين والعلماء، دعا له الإمام إبراهيم الحربي بعد أن أكرمه بقوله: رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة.
فلما توفي رآه بعضهم في المقام فقال له: ـ ما فعل الله بك؟ قال: أدركتني دعوة الرجل الصالح إبراهيم الحربي.
توفي أبو عمر القاضي يوم الأربعاء لست بقين من رمضان سنة 321هـ.
__________________
|
|
|
06-10-2007, 03:00 PM
|
#35
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
ـ الفقيه الشافعي ابن الحداد وكتابه الفروع:
وفي الرابع والعشرين من رمضان سنة (264) ولد في مصر الفقيه الشافعي أبو بكر بن أحمد بن محمد بن جعفر الكناني المعروف بابن الحداد
وابن الحداد هذا صاحب كتاب الفروع في المذهب الشافعي (وفيات الأعيان 4/168) وهو كتاب صغير الحجم كثير الفائدة دقق في مسائلة غاية التدقيق، واعتنى بشرحه جماعة من الأئمة الكبار، كالقفال المروزي والقاضي أبي الطيب الطبري وأبو علي السنجي.
قال القضاعي في كتاب خطط مصر: ولد ابن الحداد في اليوم الذي مات فيه المزني رحمهما الله.
كان ابن الحداد فقيهاً محققاً غواصاً على المعاني تولى القضاء بمصر والتدريس، وكانت الملوك والرعايا تكرمه وتعظمه وتقصده في الفتاوى والحوادث، وكان يقال في زمنه: عجائب الدنيا ثلاث: غضب الجلاد, ونظافة السماد, والرد على ابن الحداد.
كان ابن الحداد متصرفاً في علوم كثيرة من علوم القرآن الكريم والفقه والحديث والشعر وأيام العرب والنحو واللغة.
ولما توفي سنة (345هـ) حضر جنازته الأمير أبو القاسم أنوجور ابن الأخشيد وكافور وجماعة من أعيان أهل البلد.
__________________
|
|
|
07-10-2007, 03:09 PM
|
#36
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم الخامس والعشرون من رمضان
ـ عصماء بنت مروان شاعرة مؤذية:
من حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان في السنة الثانية للهجرة قتل عصماء بنت مروان وهي من بني أمية بن زيد.
قال ابن حجر في الإصابة (4/271) عمير بن عدي بن عامر بن خطمة أنصاري ضرير، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزوره في بني واقف، ولم يشهد بدراً لضرارته، وهو أول من أسلم من بني خطمه.
و عمير بن عدي هو الذي قتل عصماء بنت مروان التي كانت تعيب الإسلام وأهله، وكانت تحرض على المسلمين وتؤذيهم، وتقول الشعر في ذلك (الثقات 1/218) فجعل عمير بن عدي عليه نذراً لئن رد الله رسوله سالماً من بدر ليقتلنها، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعد فراغه من بدر عدا عمير بن عدي على عصماء، فدخل عليها في جوف الليل لخمس ليال بقين من رمضان فقتلها، ثم لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، فصف مع الناس وصلى معه الصبح.
وكان صلى الله عليه وسلم يتصفحهم إذا قام يريد الدخول إلى منزله، فقال لعمير بن عدي: ـ أقتلت عصماء؟؟ قال: نعم يا رسول الله هل علي في قتلها شيء.؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينتطح فيها عنزان. فكان أول من قالها، فسار بها المثل.
ـ هدم صنم العزى المشهور:
ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان هدم صنم العزى سنة 8 للهجرة عام الفتح (البداية 4/306) قال ابن إسحاق: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى، وكانت بيتاً بنخلة تعظمه قريش وكنانه ومضر، وكان سدنتها من بني شيبان من بني سُليم حلفاء بني هاشم، فلما سمع حاجبها السلمي بمسير خالد بن الوليد إليها علق سيفه عليها ثم اشتد في الجبل الذي هو فيه وهو يقول: أيا عز شدي شدة لا شوى لها على خالدٍ ألقي القناع وشمري. أيا عز إن لم تقتلي المرء خالداً فبويء بإثم عاجل أو تنصري.
قال: فلما انتهى إليها خالد هدمها، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره.
فقال: ما رأيت؟ قال: لم أر شيئاً.
فأمره بالرجوع، فلما رجع خرجت إليه من ذلك البيت امرأة سوداء ناشرة تولول، فعلاها بالسيف وجعل يقول: ـ يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك !!
ثم ضرب ذلك البيت الذي كانت فيه، وأخذ ما كان فيه من أموال، ثم رجع فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ـ تلك العزى، ولا تعبد أبدا.
وكان هدمها لخمس بقين من رمضان عام الفتح.
ـ عقد العباسيين لواءهم الأول
ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 128هـ انتشار دعوة بني العباس علانية في خراسان على يد أبي مسلم الخراساني.
قال ابن الأثير (الكامل 5/28) في شعبان نزل أبو مسلم قرية من قرى مرو يقال لها (فنين) ووجه منها أبا داود النقيب ومعه عمرو بن أيمن إلى طخارستان فما دون بلخ، وأمرهما باظهار الدعوة في شهر رمضان، ووجه نصر بن صبيح التميمي وشريك بن غضي التميمي على مرو الروز بإظهار الدعوة في رمضان، ووجه أبا عاصم عبد الرحمن بن سليم إلى الطالقان، ووجه الجهم بن عطية إلى العلاء بن حريث بخوارزم بإظهار الدعوة في رمضان كلهم لخمس بقين منه
ثم تحول أبو مسلم إلى قرية سفيندنج، فبث دعاته إلى الناس وأظهر أمره، فأتاه في ليلة واحدة أهل ستين قرية.
فلما كان ليلة الخميس لخمس بقين من رمضان سنة (128هـ) عقد اللواء الذي بعث به الإمام الذي يدعى الظل على رمح طوله أربعة عشر ذراعاً، وعقد الراية التي بعث بها إليه وهي التي تدعى (السحاب) على رمح طوله ثلاث عشرة ذراعاً وهو يتلو: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) ولبسوا السواد هو ومن معه ومواليه. وتأول الظل والسحاب (وهما اسمي رايتيهما) أن السحاب يطبق الأرض، وأن الأرض كما لا تخلو من ظل كذلك لا تخلو من خليفة عباسي إلى آخر الدهر.
ـ الإفراج عن الإمام أحمد بن حنبل:
ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 221 رفع العذاب، بل وأفرج عن الإمام أحمد بن حنبل من سجنه.
وقد أورد ابن كثير في البداية والنهاية (10/334) صورة عن تعذيب الإمام أحمد على يد الخليفة العباسي المعتصم. ونقلاً عن الإمام أحمد نفسه يقول: ـ قال المعتصم: خذوه واخلعوه واسحبوه ، فأُخذت وخلعت، وجيء بالقعابين والسياط (والعقابان أشبه ما يكونان بخشبتين يشبح عليها المضروب ويشد إليهما). فجردوني وصرت بين العقابين.
فقلت : يا أمير المؤمنين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ـ "لا يحل دم أمرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث.." وتلوت الحديث، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله. فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم فبم تستحل دمي ولم آت شيئاً من هذا ؟! يا أمير المؤمنين أذكر وقوفك بين يدي الله كوقوفي بين يديك!!
فكأنه أمسك، ثم لم يزالوا يقولون له : يا أمير المؤمنين إنه ضال مضل كافر، فأمر بي فقمت بين العقابين، وجيء بكرسي فأقمت عليه، وجيء بالضرّابين ومعهم السياط، فجعل أحدهم يضربني سوطين ويقول له المعتصم: ـ شد قطع الله يديك!
ويجيء الآخر فيضربني، ثم الآخر، فضربني أسواطاً فأغمي عليّ مراراً، حتى أرعبه أمري وأمر بي فأطلقت ولم أشعر إلا وأنا في حجرة من بيت وقد أطلقت الأقياد من رجلي!!..
وكان ذلك في اليوم الخامس والعشرين من رمضان . ثم أمر الخليفة بإطلاقه إلى أهله.
وكان عدد السياط التي ضرب بها نيفا وثلاثون سوطا، لكن ضربه كان ضرباً مبرحاً شديداً جداً.
ويروى أنه لما أقيم ليضرب انقطعت تكة سرواله، فخشي أن يسقط سراويله فتكشف عورته فحرك شفتيه فدعا الله بقوله: ـ يا غياث المستغيثين يا اله العالمين إن كنت تعلم أني قائم لك بحق فلا تهتك لي عورة. فعادت سراويله كما كانت.
ولما حمل من دار الخليفة إلى دار إسحاق بن إبراهيم وهو صائم، أتوه بسويق ليفطر من الضعف، فامتنع وأتم صومه.
ـ وقعة عين جالوت بين التتار والمماليك:
ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 658هـ وقعة شهيرة ذات أثر كبير في تاريخ المسلمين. إنها وقعة عين جالوت التي اوقفت زحف التتار على بلاد المسلمين.
وعين جالوت اسم لعين ماء شهيرة في فلسطين التقى في مرجها جيش المسلمين أيام السلطان الظاهر بيبرس الجاشنكيري وقائده الملك المظفر قطز بجيش التتار بقيادة كتبغانوين.
قال ابن كثير (البداية 13/221) وكان اجتماعهم على عين جالوت يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان، فاقتتلوا قتالاً عظيماً، وحمل كتيفانوين على ميسرة المسلمين فكسرها، ثم أيد الله المسلمين وثبتهم في المعركة، فحملوا حملةصادقة على التتار فهزموهم هزيمة لا تجبر أبدا، وقتل أمير التتار كتبغانوين في المعركة، وأسر ابنه فأحضر بين يدي المظفر قطز فقال له: ـ أهرب أبوك قال : إنه لا يهرب
فطلبوه فوجدوه بين القتلى. فلما رآه ابنه صرخ وبكى.
فلما تحققه المظفر قطز سجد لله تعالى ثم قال: ـ أنام طيبا.. كان هذا سعادة التتار وبقتله ذهب سعدهم.!
وكان قتله يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان
وكان الذي قتله الأمير آقوش الشمس رحمه الله.
وكان كتبغانوين هذا هو الذي قاد جيوش التتار لهولاكو، فاحتل ودمر ودوخ البلاد، من أقصى بلاد العجم إلى بلاد الشام حتى قتل في عين جالوت لا رحمه الله.
ـ الأفضل بن بدر الجمالي يدخل القدس:
ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 491هـ أن الأفضل بن بدر الجمالي قاد جيشاً إلى مدينة القدس، فحاصروها ونصب عليها المنجنيق (معجم البلدان 5/171) مما دفع بها إلى الإستسلام له بالأمان، وخرج منها أميراها المكسورين: سكمان بن أرتق وأخوه إيلغازي التركمانيين نحو العراق.
قال ابن خلكان (وفيات الأعيان 2/451) إن الأفضل تسلم القدس في يوم الجمعة لخمس بقين من رمضان، وولى فيه مِنْ قِبله مَنْ لم يكن له طاقة بالفرنج الصليبيين الذي جاءوا طامعين بالقدس فأخذوا منه القدس، في شعبان بعد سنة. ولو ترك القدس في يد الارتقية (ابني أرتق سكمان وإيلغازي) لكان أصلح للمسلمين فندم الأفضل ـ عندما ذهبت القدس ـ حيث لم ينفعه الندم.
ـ مقتل الخليفة العباسي الراشد بالله.
ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 532هـ قتل الخليفة العباسي الراشد بالله.
قال ابن العماد في شذرات الذهب (2/94) : حصل خُلْفٌ بين السلطان مسعود والخليفة الراشد بالله، فخرج الخليفة إلى الموصل فخالفه السلطان مسعود ودخل بغداد، واحتوى على دار الخلافة، واستدعى الفقهاء، وأخرج لهم خط والد الخليفة المسترشد الذي كتبه له بنفسه: أنه من خرج من بغداد لقتال السلطان فقد خلع نفسه من الخلافة، فأفتى من أفتى من الفقهاء بخلعه بحكم الحاكم وفتيا الفقهاء.
واستدعى بعمه المقتفي ابن المستظهر بالله فبويع بالخلافة.
أما الراشد المخلوع فقد هرب بعد هزيمته العسكرية أمام جيش السلطان مسعود في (مراغة) فدخل أصبهان، فلما كان الخامس والعشرون من رمضان (الكامل 9/305) وثب عليه نفر من الخراسانية (فرقة من جنوده) الذين كانوا في خدمته، فقتلوه وهو يريد القيلولة.
وكان الراشد بالله أبيض أشقر حسن اللون مليح الصورة مهيباً، شديد القوة والبطش.
قال أبو بكر الصولي: الناس يقولون إن كل سادسٍ يقوم بأمر الناس من أول الإسلام لا بد من أن يخلع، وربما قتل.
فتأملت ذلك فرأيته كما قيل!! فإن أول من قام بأمر هذه الأمة محمد رسول الله ثم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي والحسن رضي الله عنهم فخلع وهو سادسهم، ثم معاوية ويزيد ابنه ومعاوية ابن يزيد ومروان وعبد الملك ابنه وعبد الله بن الزبير (سادس) فخلع، ثم عبد الله وأخوه سليمان وعمر بن عبد العزيز ويزيد وهشام ابنا عبد الملك والوليد بن يزيد فخلع وقتل، ثم لم ينتظم أمر بني أمية، ثم ولي السفاح والمنصور والمهدي والهادي والرشيد والأمين (السادس) فخلع وقتل. والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين (السادس) فخلع وقتل، والمعتز والمهتدي والمعتمد والمعتضد والمكتفي والمقتدر (السادس) فخلع ثم رد ثم قتل، ثم القاهر والراضي والمتقي والمستكفي والمطيع والطائع (السادس) فخلع، ثم القادر والقائم والمقتدي والمستظهر والمسترشد والراشد (السادس) فخلع وقتل.
__________________
|
|
|
07-10-2007, 03:10 PM
|
#37
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
ـ ابن الجزري مقرئ ذو جاه رحالة:
ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين ولادة المقرئ الشافعي محمد بن محمد بن علي بن يوسف الدمشقي المعروف بابن الجزري نسبة إلى جزيرة ابن عمر قرب الموصل (البدر الطالع 2/257).
كان والد ابن الجزري تاجراً لا يولد له، فشرب من ماء زمزم بنية أن يرزقه الله ولداً عالماً، فولد له محمد هذا في ليلة السبت الخامس والعشرين من رمضان سنة 751هـ.
تلقى ابن الجزري العلوم الشرعية كلها، واشتد شغفه بالقراءات حتى جمع العشر ثم الثلاث عشرة، ودخل بلاد الروم واتصل بالسلطان بايزيد، وانتقل في البلدان كثيراً من سمرقند إلى خراسان إلى أصبهان فشيراز فالبصرة، وجاور بمكة والمدينة، ثم رحل إلى دمشق فالقاهرة فاليمن، وأخيراً شيراز.
له تصانيف كثيرة مهمة منها: النشر في القراءات العشر، وإتحاف المهرة في تتمة العشرة، ونظم طيبة النشر في القراءات العشر في الف بيت. وغير ذلك كثير.
ـ أبو الفضل الميداني صاحب كتاب الأمثال:
وممن توفي في الخامس والعشرين من رمضان أبو الفضل أحمد بن محمد بن احمد الميداني النيسابوري الأديب سنة 518هـ (وفيات الأعيان 1/148)
كان فاضلاً عارفاً باللغة، أتقن منها خاصة أمثال العرب له كتاب: الأمثال مشهور معروف. سمع الحديث ورواه.
توفي يوم الأربعاء الخامس والعشرين من رمضان.
ـ الفقيه المفسر فخر الدين الرازي عالم كبير:
وممن ولد في الخامس والعشرين من رمضان سنة 544هـ الإمام الفقيه المفسر فخر الدين الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين التميمي البكري الطبرستاني الأصل الرازي المولد.
فاق فخر الدين الرازي أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات وعلم الأوائل
له التصانيف المفيدة في فنون عديدة، منها: تفسير القرآن الكريم. جمع فيه كل غريب وغريبة، وله كتب أخرى في الفقه والعقائد والطب واللغة.
كان له في الوعظ اليد البيضاء (وفيات الأعيان 4/252) وكان يلحقه الوجد حال الوعظ ويكثر البكاء، ورجع بسببه كثير من الطائفة الكرامية وغيرهم إلى مذهب أهل السنة. لقب بشيخ الإسلام. من شعره:
نهاية إقدام العقول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وكم قد رأينا من رجال ودولة*** فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا.
حضر درسه ذات يوم شرف الدين بن عنين في مدرسته بخوارزم، وكان اليوم شاتياً والثلج كثير، فسقطت بالقرب منه حمامة وقد طردها بعض الجوارح، ولم تقدر على الطيران من خوفها وشدة البرد، فلما قام الإمام فخر الدين الرازي رق لها وأخذها بيده، فأنشد ابن عنين في الحال:
يا ابن الكرام المطعمين إذا شتوا *** في كل مسبغة وثلج خاشفِ
العاصمين إذا النفوس تطايرت *** بين الصوارم والوشيج الراعفِ
من نبّأ الورقاء أن محلكم حرم *** وأنك ملـــجأُ للخائــفِ
وفدت عليك وقد تدانى حتفها *** فحبوتها ببقائها المستأنفِ
ولو أنها تحبى بمال لانثنت *** من راحتيك بنائل متضاعف
__________________
|
|
|
08-10-2007, 12:59 PM
|
#38
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم السادس والعشرون من رمضان المبارك
ـ وصول السيدة نفيسة بنت الحسن إلى مصر:
من حوادث اليوم السادس والعشرون من رمضان وصول السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين إلى القاهرة
و السيدة نفيسة من شهيرات آل بيت النبوة عالمة عابدة دينة خيرة.
تزوجها ابن عمها إسحاق المؤتمن ابن جعفر الصادق.
رحلت مع زوجها من المدينة المنورة إلى الخليل لزيارة قبر أبينا إبراهيم عليه السلام
ثم توجهت إلى مصر في رمضان عام 193هـ، فلما وصلت العريش بأقصى شمال مصر الشرقي استقبلها أهلها بالتكبير والتهليل وخرجت الهوادج والخيول تحوطها وزوجها حتى نزلا بدار كبير التجار وقتها جمال الدين عبد الله الجصاص.
ثم انتقلت من العريش متوجهة إلى (القطائع) أو القاهرة القديمة.
وقد كان يوم وصولها إلى القاهرة يوم السادس والعشرين من رمضان، فنزلت في دار سيدة من المصريين تدعي (أم هاني) وكانت داراً واسعة.
وقد ازدحم حولها الناس يتبركون بها ويحتلون، حتى ضجرت فخرجت عليهم قائلة: ـ إني كنت قد عزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغولي عن أورادي.
وأعلنت أنها سترحل إلى المدينة المنورة ففزع الناس لقولها، وأبوا عليها الرحيل.
وتدخل والي مصر السري بن الحكم فحدد للناس يومين أسبوعياً فقط يزورها فيهما، لتتفرغ بقية الأيام للعبادة، فرضيت وبقيت.
كان أمراء مصر يعرفون قدر السيدة نفيسة، حتى إن ابن طولون وقف بموكبه لها ذات يوم ـ وكان الناس قد لجأوا إليها ـ فأعطته رقعة كتبت فيها تخاطبه: ـ (ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخولتم ففسقتم، وردت إليكم الأرزاق فقطتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفاذة غير مخطئة، لا سيما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوعتموها، وأجساد عريتموها، فحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم...) فرجع عن ظلمه لوقته.
ـ صاحب الزنج يعلن ثورته:
ومن حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان سنة 255هـ أن صاحب الزنج ـ الذي قاد تمرداً كبيراً في جنواب العراق في مناطق الأهوار ـ أعلن تمرده في ذلك اليوم.
قال الطبري رحمه الله (5/587): وكان خروج صاحب الزنج في يوم الأربعاء لأربع بقين من رمضان سنة 255هـ، وقتل يوم السبت لليلتين خلتا من صفر سنة 270هـ، فكانت أيامه من لدن خرج إلى اليوم الذي قتل فيه أربع عشر سنة وأربعة أشهر وستة أيام.
وكان دخوله الأهواز لثلاث عشر ليلة بقيت من شهر رمضان سنة 256هـ، وكان دخوله البصرة وقتله أهلها وإحراقها لثلاث عشرة ليلة بقيت من شوال سنة 257هـ.
قال الطبري عن بدء صاحب الزتج تمرده بعد أن جمع أعداد كبيرة من العبيد المسماة بغلمان الشورجيين (قام فيهم خطيباً فمنّاهم ووعدهم أن يقودهم ويرأسهم ويملكهم الأموال، وحلف لهم الأيمان الغلاظ ألا يغدر بهم ولا يخذلهم ولا يدع شيئاً من الإحسان إلا أتى إليهم)...
وقد أتسع أمر صاحب الزنج وفشا فساده، وقتل ونهب وسبى وأسر، وهزم عدة جيوش للخلافة إلى أن خرج له ابن الخليفة الموفق وكنيته أبو أحمد في جيش لجب واستعداد تام وتصميم وعزم، فهزمه شر هزيمة وطهر الأرض من شره، وقتله وحمل رأسه وساربه في شوارع بغداد وكان يوماً مشهوداً.
ـ انقطاع جسر الكرك بالملك الناصر محمد بن قلاوون.
ومن حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان سنة 708هـ ما قاله ابن كثير في البداية والنهاية (14/47)
ـ خرج الملك الناصر محمد بن قلاوون من الديار المصرية قاصداً الحج، وذلك في السادس والعشرين من رمضان وخرج جماعة من الأمراء لتوديعه فردهم، ولما اجتاز بالكرك (حصن الكرك وقلعته المنيعة) عدل إليها، فنصب له الجسر، فلما توسطه كسر به، فسلم من كان أمامه وقفز به الفرس فسلم هو، وسقط من كان وراءه وكانوا خمسين، فمات منهم أربعة وتهشم أكثرهم في الوادي الذي تحت الجسر.
وبقي نائب الكرك الأمير جمال الدين آقوش خجلاً، يتوهم أن يكون هذا يظنه السلطان عن قصد, وكان قد عمل للسلطان ضيافة غرم عليها أربعة عشر ألفا فلم يقع الموقع، لاشتغال السلطان بهم وما جرى له ولأصحابه, ثم خلع على النائب وأذن له في الانصراف إلى مصر فانصرف. واشتغل السلطان بتدبير المملكة في الكرك.
ـ نابليون الفرنسي يصل من مصر إلى يافا:
ومن حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان سنة 1212هـ وصول القوات الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت في احتلال مصر إلى مشارف يافا.
قال الجبرتي: وفي سادس عشرين شهر رمضان وصلت مقدمات الفرنساوية إلى بندر يافا ـ من الأراضي الشامية ـ وأحاطو بها وحاصروها من الجهة الشرقية والغربية وأرسلوا إلى حاكمها الجزار أن يسلمهم القلعة قبل أن يحل به وبعسكره الدمار... ولما رفض الإنذار الفرنسي أحكم الفرنسيون الحصار وضيقوا الخناق على يافا لمدة أربعة أيام استكملوا فيها استعدادهم، ثم شنوا الهجوم على البلدة فدخلوها آخر يوم من رمضان وحصل النهب فيها تلك الليلة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وسنعود إلى تفعيلات دخول الفرنسيين يافا فيما بعد في حواث اليوم الثلاثين من رمضان.
ـ تدريس ابن كاتب قطلوبك عوضاً عن الزملكاني:
ومما أورده صاحب كتاب (الدارس في أخبار المدارس) نقلاً عن ابن كثير في سنة 715هـ قال:
ـ وفي يوم الأربعاء سادس عشرين شهر رمضان درّس بالمدرسة العادلية الصغرى الفقيه الإمام فخر الدين المصري المعروف بابن كاتب قطلوبك بمقتضى نزول مدرّسها كمال الدين ابن الزملكاوي له عنه، وحضر عنده القضاة والأعيان والخطيب وابن الزملكاني أيضاً.
وقد كانت المدرسة العادلية الصغرى نموذجاً تاماً للمدرسة النموذجية الكاملة في وقفها وخدماتها. أنشأتها زهرة خاتون بنت الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب، ووقفت عليها دار ابن موسك وقرية كامد والحصة من قرية برقوم من أعمال حلب، والحصة من قرية بيت الدير من الأصفار، والحمّام المعروف بابن موسك. فوقفت ذلك جميعه ومن بعدها تكون مدفناً ومدرسة ومواضع للسكنى، وشرطت للمدرسة معيداً وإماماً ومؤذناً وبواباً وقيماً وعشرين فقيها.
وقد كان النز ول عن الوظائف لمعينٍ معمولاً به آنذاك. وكما رأينا فقد تنازل ابن الزملكاني عن التدريس في المدرسة العادلية لابن كاتب قطلوبك يوم السادس والعشرين من رمضان سنة 715هـ.
ـ دولات خجا يصبح مسئولاً عن القاهرة:
ومن حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان سنة 841 الخلعة السلطانية التي ألبسها السلطان الأشرف في مصر لرجل يعرف بـ (دولات خجا) عندما ثبته واليا على القاهرة.
قال ابن تغري (النجوم الزاهرة 14/359) دولات خجا: كان أصله تركي الجنس من أوباش مماليك الظاهر برقوق، وهو من جملة حرافيش المماليك السلطانية، كان وضيعاً كثير الشر. كان الملك الأشرف يعرفه أيام جنديته ويتوقى شره.
فلما تسلطن الأشرف ولاه الكشوفية ببعض النواحي (أي التحقيق والكشف عن الأحوال) فأباد المفسدين وقويت حرمته، فمن يومئذ صار ينقله من وظيفته إلى أخرى حتى ولي القاهرة، فتنوع في عذاب أهل الفساد وقطاع الطريق أنواعاً :
منها: أنه كان إذا قبض على الحرامي أمسكه ونفخ بالكير في دبره، حتى تندر عيناه وينفلق دماغه.
ومنها: أنه كان يعلق الرجل منكساً، ولا يزال يرمي عليه بالنشاب حتى يموت. وأشياء كثيرة من ذلك.
فلما ولي القاهرة وخلع عليه السلطان في يوم الاثنين سادس عشرين شهر رمضان كان أول ما بدأ به أنه أفرج عن جميع أرباب الجرائم من الحبوس، وحلف لهم أنه متى ظفر بأحد منهم وقد سرق ليوسطنه (يقطعه من وسطه بالسيف) وأرهب إرهاباً عظيما، وصار يركب في الليل ويطوف بحرمة زائدة عن الحد وصدق في يمينه في السراق، فما وقع له من سارق ممن أطلق ـ وقد كتبت أسماؤهم عنده ـ إلا وسطه, فذعر أهل الفساد منه وانكفوا عن السرقة.
وألزم (دولات خجا) الناس إلزامات لم يعرفوها من قبل، منها: أنه أمرهم بكنس الشوارع ثم رشها بالماء، وبتعليق كل سوقي قنديلاً على دكانه، وعاقب على ذلك خلائق, ثم منع النساء من الخروج إلى التُرَب (المقابر) في أيام الجمع...
وقد سئمه الناس وضجروا منه.
ـ المصلح الاجتماعي ابن منصور الفقير:
ومن حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان سنة 645 وفاة أبي محمد علي بن أبي الحسن بن منصور الدمشقي الفقير.
قال ابن العماد (شذرات الذهب 3/231) ولد بقرية (بسر) من حوران، ونشأ بدمشق وكثر أتباعه، وهو صاحب الزاوية التي بظاهر دمشق بالشرف الأعلى القبلي، التي يجتمع الناس فيها للسماعات يقال لها (زاوية الحريري).
كان من أمره العجيب أنه حبس في أول حياته في دراهم دين عليه، فبات تلك الليلة في الحبس بلا عشاء، فلما أصبح صلى بالمحتسبين صلاة الصبح وجعل يذكر بهم الى ضحوة، وأمر كل من جاءه شيء من المأكول من أهله أن يشيله، فلما كان وقت الظهر أمرهم أن يمدوا الأكل سماطا فأكل كل من في الحبس، وفضل شيء فأمرهم بشيله وصلى بهم الظهر، وأمرهم أن يناموا ويستريحوا ثم صلى بهم العصر، وجعل يذكر الله بهم إلى المغرب، ثم صلى بهم المغرب وقدم ما حضر.
وبقي على هذا الحال، فلما كان في اليوم الثالث أمرهم أن ينظروا في حال المحتبسين وكل من كان محبوساً على دون المائة، يجبون له من بينهم ويرضون غريمه ويخرجونه، فخرج جماعة، وشرع الذين خرجوا يسعون في خلاص من بقي.
وأقام ابن منصور الدمشقي الفقير ستة أشهر محبوساً، وجبوا له وأخرجوه فصار كل يوم يتجدد له أتباع إلى أن آل أمره إلى ما آل.
وكانت له كرامات ومكاشفات.
ولمامات كانت ليلة وفاته مثلجة فقال فيه أحد الشعراء، وهو نجم الدين بن إسرائيل:
بكت السماء عليه ساعة دفنه *** بمدامع كاللؤلؤ المنثورِ
وأظنها فرحت بمصعد روحه *** لما سمت وتعلقت بالنورِ
أوليس دمع الغيث يهمي بارداً *** وكذا تكون مدامع المسرور.
ـ النجيبي الأندلسي إمام في القراءات كبير:
ومن حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان سنة 519هـ وفاة المقرئ محمد بن أحمد بن عمار التجيبي من أهل لاردا (في الأندلس) (التكملة لكتاب الصلة 1/344).
رحل التجيبي إلى بلنسية إثر استرجاعها من الروم في منتصف رجب سنة 495هـ، ثم عاد إلى بلده (لارده) فأقرأ بها القرآن وأُخذ عنه، ورحل إلى مرسية وتصدر بجامعها للإقراء، ثم انتقل إلى أوريوله وخطب بجامعها، وتمادى إقراؤه بها إلى حين وفاته.
ألف التجيبي في معاني القراءات (روضة المدارس وبهجة المجالس)
توفي في السادس والعشرين من رمضان سنة تسع عشر وخمسمائة، وكان مولده أيضا في رمضان سنة 477.
ـ ابن خلدون مؤرخ وصاحب نظرية اجتماعية :
وممن ولد في رمضان وتوفي في رمضان في السادس والعشرين منه الإمام ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الحضرمي الاشبيلي المالكي المعروف بابن خلدون
ولد يوم الأربعاء أول شهر رمضان سنة 732هـ وقد تقدم.
وتوفي فجأة في دمشق يوم الأربعاء لأربع بقين من شهر رمضان سنة 808هـ.
برع ابن خلدون في العلوم وتقدم في الفنون ومهر في الأدب والكتابة، تنقل بين دواوين الملوك والأمراء وتعرض للمحنة أكثر من مرة.
اجتمع مع تيمور لنك: وتولى قضاء دمشق وقبلها تولى قضاء القاهرة مراراً وتولى مشيخة المدرسة البيبرسية. وكان لا يتزين بزي القضاة، بل هو مستمر على طريقته في بلاده.
__________________
|
|
|
09-10-2007, 02:08 PM
|
#39
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم السابع والعشرون من رمضان
ـ ليلة القدر خير من ألف شهر:
أعظم ليلة في شهر رمضان بل وأعظم ليلة في العام كله علي رأي جماهير العلماء – هي ليلة القدر.
ومعني القدر أي: المنزلة العظيمة وهي الليلة التي أشير إليها في قوله تعالي (إنا أنزلناه في ليلة القدر, وما أدراك ما ليلة القدر, ليلة القدر خير من ألف شهر, تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر, سلام هي حتى مطلع الفجر).
وأكثر العلماء على أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان وقال بعضهم غير ذلك. ولكن الأكثرية من هؤلاء علي أنها منحصرة في العشر الأخير من رمضان في أيامه الوترية (21- 23- 25- 27- 29)
وتعتبر ليلة القدر من خصائص الأمة المحمدية
وقد أخفي أمرها عن الناس لينشطوا إلي العمل في سائر الأوقات وكونها في ليلة السابع والعشرين أمر غالب.
يجب في ليلة القدر الانصراف التام للصلاة والدعاء والعمل الصالح
ـ الحجاج بن يوسف الثقفي يلقي حتفه:
من حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان سنة 95 هـ وفاة القائد الأموي الشهير الحجاج بن يوسف الثقفي الطائفي توفي ليلة سبع وعشرين من رمضان .
قال ابن كثير (البداية 9/138): أراح الله العباد والبلاد بموت الحجاج في ليلة مباركة على الأمة. كان شجاعاً مقداماً مهيباً متفوهاً فصيحاً سفاكاً.
ولي الحجاز ثم العراق وخراسان عشرين سنة، وأقره الوليد بن عبد الملك على عمله بعد أبيه عبد الملك بن مروان.
قاتل ابن الزبير وقتله، ثم صلبه. كان لا يصبر عن سفك الدماء، وله مقحمات عظائم وأخبار مهولة، وكان مبدأ أمره أن ولي شرطة أبان بن مروان.
أصيب قبل وفاته بالأكلة فسوغه الطبيب لحماً في خيط فخرج مملوءاً دوداً، وسلط الله عليه البرد، فكان يوقد النار تحته وتؤجج حتى تحرق ثيابه وهو لا يحس بها، فشكا إلى الحسن البصري فقال: ـ ألم أكن نهيتك أن تتعرض للصالحين!! فلما مات سجد الحسن شكراً لله وقال: ـ اللهم كما أمته فأمت سنته.
قيل : قَتَل الججاج مائة وعشرين ألفا، ووجد في سجونه يوم موته ثلاثة وثلاثون ألفا لم يجب على أحد منهم قطع ولا صلب.
ـ عادات رمضانية طيبة في مكة المكرمة:
ومن حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان ما أشار إليه الرحالة المؤرخ ابن بطوطة في رحلته (1/185) فقد أشار إلى بعض ما تعوده أهل مكة حرسها الله من عادات رمضانية طيبة في ليالي الشهر المبارك، تبلغ ذروتها في ليلة السابع والعشرين من رمضان. قال ابن بطوطة:
ـ (وأعظم تلك الليالي عند أهل مكة ليلة سبع وعشرين، واحتفالهم لها أعظم من احتفالهم لسائر الليالي, ويختم بها القرآن العظيم خلف المقام الكريم، وتقام إزاء حطيم الشافعية (وهو محراب كان يصلي فيه إمام الشافعية) خشب عظيم وتعرض بينها ألواح طوال ويجعل ثلاث طبقات (مدرّج) وعليها الشمع وقنديل الزجاج، فيكاد يغشي الأبصار شعاع الأنوار, ويتقدم الإمام فيصلي فريضة العشاء الأخرة ثم يبتدئ قراءة سورة القدر ـ وإليها يكون انتهاء قراءة الأئمة في الليلة التي قبلها، وفي تلك الساعة يمسك جميع الأئمة في مكة عن التراويح، تعظيماً لختمة المقام ويحضرونها متبركين ـ فيختم الإمام في تسليمتين، ثم يقوم خطيبا مستقبل المقام، فإذا فرغ من ذلك عاد الأئمة إلى صلاتهم، وانفض الجمع ثم يكون الختم ليلة تسع وعشرين في المقام المالكي، في منظر مختصر وعن المباهاة منزه موقر.
ـ وقعة افراغه وهزيمة للفرنجة في الأندلس:
ومن حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان انتصار المسلمين في الأندلس في وقعة مدينة (إفراغة) التي كان فيه الزاهد المجاهد أبو عبد الله مردنيش الجذامي المغربي.
قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء 20/234) كان معه عدة رجال أبطال يغير بهم يمنه ويسرة، وكانوا يحرصون على خيلهم كما يحرص أهل الثغر، وكان أمير المؤمنين يوسف بن تاشفين يمدهم بالمال والآلات ويَبّرهم.
ولمردنيش مغازي ومواقف مشهودة وفضائل، ففي سنة 557هـ سار ابن رذمير (من الفرنجة) فنازل مدينة إفراغة وبها ابن مردنيش، وطال الحصار، فكتبوا إلى أمير المسلمين علي بن تاشفين ليغيثهم، فكتب إلى ابنه تاشفين وإلى الأمير يحيى بن غانيه بإغاثتهم وإدخال الميرة إليهم، فتهيأ لنجدتهم أربعة آلاف فما وصلوا إلى (إفراغة) إلا وقد فني ما بها، ولم يبق لابن مردنيش سوى حصان، فذبحه لهم فحصل لكل واحد أوقية أوقية
ولما وصل يحيى بن غانيه مغيثاً لهم، اتفق رأي ابن مردنيش معه على أن يوقعوا العدو بين فكي كماشة، بعد أن يستدرجوه بواسطة قافلة الأقوات والطبول والرايات التي تتقدم أمامه قال: فإذا أبصر الأفرنجي اللعين الرايات والطبول والزمر حمل عليه، فَنِكّر عليه من الجهتين.
قال : فصلينا الصبح في ليلة سبع وعشرين من رمضان سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وأبصر اللعين الجيش، وقد استراح من جراحاته، وكان عسكره إذ ذاك أربعة وعشرون ألف فارس سوى أتباعهم، فقصدوا الطبول فانكسروا وتفرقوا ـ يعني المسلمين ـ الذين فيها، فتبعهم الإفرنج ليأخذوهم، فأتينا الروم عن أيمانهم وشمائلهم ونزل النصر، وعمل السيف في الروم حتى بقي ابن رذمير في نحو أربعمائة فارس، فلجؤوا إلى حصن لهم، وبات المسلمون محاصرين له، ثم هلك ابن رذمير بعد خمسة عشر يوماً من هزيمته غماً ومرضاً.
ـ فتنة في دار الخلافة العثمانية استنابول
ومن حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان سنة 1223هـ الفتنة العظيمة التي وقعت في استانبول دار الخلافة العثمانية في أواخر أيامها
جاء في عجائب الآثار (3/245) أن مصطفى باشا البيرقدار تحكّم في الدولة بالقوة فقتل السلطان سليم وولي السلطان محمود وفرق وشتت فرقة الينكجرية وقتلهم (فرقة الإنكشارية الخاصة بحماية السلطة)
فلما فعل ذلك تجمعت فلول الينكجرية العسكرية، ثم تحزبوا وحضروا إلى سرايته على حين غفلة بعد السحور ليلة السابع والشرين من رمضان، وجماعة مصطفى باشا وطائفته متفرقون في أماكنهم غافلون عما دبر لهم، فخرق المهاجمون باب السراية وكبسوا عليه، فقتل من قتل من أتباعه من قتل وهرب، من هرب واختفى مصطفى باشا في سرداب فلم يجدوه وأوقعوا بالسراية الحرق والهدم والنهب.
وخاف السلطان محمود لأن سراية الوزير بجانب السراية السلطانية، فأرسل يستنجد بقاضي باشا وقبطان باشا ـ وهما من القواد العسكريين ـ فحضروا واشتد القتال بين الفريقين، وأكثر الينكجرية المهاجمون من الحريق في البلدة، حتى أحرقوا منها جانباً كبيراً
فلما عاين السلطان ذلك هاله، وخاف من عموم حريق البلدة فلم يسعه إلا تلافي الأمر فراسل كبار الينكجرية وصالحهم، فأوقفوا الحريق وهرب قاضي باشا وكذلك قبطان باشا.
ثم إن الينكجرية أخرجوا مصطفى باشا من المكان الذي اختفى فيه ميتاً تحت الردم، وسحبوه من رجليه إلى خارج، وعلقوه في شجرة ومثّلوا به . . . كل ذلك ليلة ويوم السابع والعشرين من رمضان.
ـ كسوة الكعبة أيام المأمون العباسي:
ويذكر صاحب (السيرة الحلبية 1/281) في باب كسوة الكعبة أن المأمون العباسي كان يكسو الكعبة الديباح الأحمر والديباج الأبيض والقباطي. فكانت تكسى الأحمر يوم التروية، والقباطي يوم هلال رجب، والديباج الأبيض يوم سبع وعشرين من رمضان.
قال بعضهم: وهكذا كانت تكسى في زمن المتوكل العباسي، ثم في زمن الناصر العباسي كسيت السواد من الحرير، واستمر ذلك زمناً طويلاً.
وكسوة الكعبة كانت من غلة قريتين يقال لهما: بيسوس وسندبيس من قرى القاهرة، وفقهما الملك الصالح إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون في سنة نيف وخمسين وسبعمائة. قال: والآن زادت القرى على هاتين القريتين.
ـ مطر وبَرَد عجيبان في القاهرة:
وجاء في (عجائب الآثار 3/243) في حوادث سنة 1222هـ قال:
ـ ومن الحوادث السماوية أنه في سابع عشرين من رمضان في هذه السنة غيمت السماء بناحية الغربية والمحلة الكبرى، وذلك من أطراف القاهرة، وأمطرت برداً في مقدار بيض الدجاج وأكبر وأصغر، فهدمت دوراً وأصابت أنعاماً، وتسببت في خسائر واسعة غير أنها قتلت الدودة من الزرع البدري، فالحمد لله على كل حال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ القاضي ابن جملة يتعدى في استخدام صلاحياته:
ومن حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان سنة 734هـ قضية القاضي ابن جملة.
قال ابن كثير رحمه الله في (البداية والنهاية 14/166) إن الشيخ ظهير شيخ ملك الأمراء كان هو الوسيط الذي سعى في تولية ابن جملة القضاء، ولكن بعد مدة وقع بينهما منافسة ومحاققة، فما كان من القاضي ابن جملة إلا أن استدعاه إلى مجلسه وعزره فيه، ثم سلمه إلى أعوانه فطافوا به البلد على حمار يوم الأربعاء سابع عشرين من رمضان، وضربوه ضرباً عنيفاً، ونادوا عليه وأهانوه.
فتألم الناس لكونه في الصيام وفي العشر الأخير من رمضان ويوم سبع وعشرين وهو شيخ كبير صائم، فما أمس حتى استفتي على القاضي المذكور، ودار الناس على المشايخ.
فلما كان يوم تاسع عشرين عقد نائب السلطة بين يديه بدار السعادة مجلساً حافلاً بالقضاة وأعيان المفتين، وأحضر ابن جملة والمجلس قد احتف بأهله، فحضر ولم يأذنوا له بالجلوس بل بقي قائماً، ثم أذنوا له بالجلوس بجانب خصمه الذي جيء به في محفّة (نقالة).
وادعى على ابن جملة في المجلس الشيخ ظهيرا أنه حكم فيه لنفسه واعتدى عليه في العقوبة، وأفاض الحاضرون في ذلك وانتشر الكلام، فما انفصل المجلس حتى حكم القاضي شرف الدين المالكي بفسق ابن جملة وعزله وسجنه، فانفض المجلس على ذلك.
وُرسمَ ( حكم ) على ابن جملة بالسجن بالعذاروية، ثم نقل إلى القلعة جزاء وفاقاً.
ـ أبو الفضل البخاري يحدث رحاله:
ومن حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان سنة 1200 هـ وفاة المحدث الفقيه البارع محمد بن أحمد بن محمد صفي الدين أبي الفضل الحسيني - الشهير بالبخاري – طبعاً هو غير الإمام المحدث محمد بن اسماعيل البخاري صاحب الصحيح.
قال في (عجائب الآثار 1/653 ) طوّف أبو الفضل البخاري كثيراً وانتقل بين البلدان، وأفاد واستفاد، دخل اليمن ثم زبيد ثم حج، ثم رحل إلى ينبع وورد مصر سنة 1182هـ، ثم انتقل إلى الصعيد ثم رجع إلى مصر فبيت المقدس، ثم عاد إلى مصر أكثر من مرة.
و كان أبو الفضل البخاري حيثما حل يجتمع مع الأكابر ويقرأ العلوم ويجيز ويستجيز، واجتمع بالسيد الزبيدي صاحب (تاج العروس) فعرف له الزبيدي قدره ونوه به، فأكرمه الناس وهادوه.
ثم سافر أبو الفضل البخاري إلى دمشق، وأخذ عنه علماؤها واحترموه واعترفوا بفضله، وكان إنساناً رأساً في فن الحديث، يعرف فيه معرفة جيدة لا يدانيه فيها أحد, ثم سافر إلى نابلس واستقر أخيراً بها.
له مؤلفات في علم الحديث.
توفي أبو الفضل البخاري بنابلس سحر ليلة الأحد سابع عشرين رمضان ودفن بالزاركية قرب الشيخ السفاريني. رحمه الله.
ـ الفقيه الشافعي ابن كجّ إمام مقصود من كل ناحية:
وممن توفي في السابع والعشرين من رمضان سنة (405هـ) القاضي أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كجّ الدينوري شيخ الشافعية (طبقات الفقهاء 1/223).
وكج اسم للجص الذي يبيض به الحيطان نسبة إلى جده.
كان يضرب بابن كج المثل في حفظ المذهب، وله فيه وجه، وله تصانيف كثيرة وأموال وحشمة.
ارتحل إليه الناس من الآفاق رغبة في علمه وجوده، جمع بين رياسة الدين والدنيا
وكان بعضهم يقدمه على الشيخ أبي حامد قال له تلميذ:
ـ يا أستاذ الاسم لأبي حامد والعلم لك !! فأجاب ابن كجّ: هو ذاك رفعته بغداد، وحطت مني نيسابور (سير أعلام النبلاء 17/184).
من تصانيفه (التجريد في المهمات) وهو مطول.
وكانت وفاته حزينة مؤسفة فقد تعرض له العيارون والحرامية بدينور، وقتلوه ليلة السابع عشر والعشرين من رمضان سنة 405 هـ رحمه الله.
__________________
|
|
|
10-10-2007, 02:45 PM
|
#40
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم الثامن والعشرون من رمضان
ـ معركة وادي برباط مفتاح الأندلس:
من حوادث اليوم الثامن والعشرين من رمضان سنة 92هـ المعركة الحاسمة التي دخل المسلمون على إثرها بلاد الأندلس وافتتحوها، وهي المسماة بمعركة(وادي برباط) وقد سبقتها مناوشات.
روى ابن خلدون في تاريخه ( العبر ) أن طارق بن زياد أجاز البحر سنة 92هـ بإذن أميره موسى بن نصير في نحو ثلاثمائة من العرب ، واحتشد معهم عشرة آلاف فصيرهم عسكرين:
أحدهما: عليه هو نفسه، ونزل به جبل الفتح فسمي جبل طارق به.
والآخر: عليه طريف بن مالك النخعي، ونزل بمكان مدينة طريف فسمي به.
ويذكر صاحب تحفة الأنفس علي بن عبد الرحمن الهذلي ( ) أن قتلاً جرى عند أو قرب جبل طارق قبل معركة البرباط الرئيسية. فاقتتلوا ثلاثة أيام.
وكان على الروم (تدمير) استخلفه ( لذريق ) ملك الأندلس وكان (تدمير) قد كتب إلى (لذريق) يعلمه بأن قوما لا يدرى أمن أهل الأرض أم من أهل السماء؟ قد وطئوا إلى بلادنا، وقد لقيتهم فلتنتهض إلي بنفسك. وجمع (لذريق) ما أمكن من الجيش وكان متأكداً من انتصاره على المسلمين، لدرجة أنهم أعدوا ما يحملون عليه أسرى المسلمين.
وكانت الملاقاة الفاصلة كما يذكر المقري في (نفح الطيب 1/259) يوم الأحد لليلتين بقيتا من شهر رمضان، فاتصلت الحرب بينهم إلى يوم الأحد لخمس خلون من شوال، بعد تتمة ثمانية أيام، ثم هزم الله المشركين.
وجاء في (البيان المغرب) لابن عذاري ( ) كانت المعركة تزداد عنفاً في المجالدة ، وقدم المسلمين كثرة من الشهداء ، وكانت قلة منهم يركبون الخيل فاقتتلوا قتالا شديداً حتى ظنوا أنه الفناء ، ثم انهزم أهل الأندلس هزم الله لذريق ومن معه ، وغرق لذريق في النهر.
ـ فرض زكاة الفطر على المسلمين:
ومن حوادث اليوم الثامن والعشرين من رمضان سنة (2) للهجرة أن زكاة الفطر ـ التي هي من شعائر رمضان ـ فرضت فيه.
قال في (السيرة الحلبية 2/364) وكان فرض زكاة الفطر قبل العيد بيومين، وكان صلى الله عليه وسلم يخطب قبل العيد بيومين يعلم الناس زكاة الفطر فيأمر بإخراج تلك الزكاة قبل الخروج إلى صلاة العيد.
وكان فرض زكاة الفطر قبل فرض زكاة الأموال.
و"أمر صلى الله عليه وسلم أن تخرج زكاة الفطر عن الصغير والكبير والحر والعبد والذكر والأنثى: صاعٌ من تمر أو صاع من شعير أو صاع من زبيب أو صاع من بر" و"كان صلى الله عليه وسلم إذا رجع من صلاة عيد الفطر يقسم زكاة الفطر بين المساكين".
قال علي بن برهان الدين الحلبي (السيرة الحلية) في شرحه : أي الزكاة المتعلقة به هو (ص) ، لأنه تقدم أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بإخراجها قبل الصلاة ، إلا أن يقال: المراد بإخراجها جمعها له صلى الله عليه وسلم ليفرقها.
ـ الشعراني يفرغ من كتابه: العهود المحمدية :
ومن حوادث اليوم الثامن والعشرين من رمضان سنة 958هـ ما أورده حاجي خليفة عن الفراغ من كتاب نفيس جليل.
قال في (كشف الظنون 2/1687) : كتاب (مشارق الأنوار القدسية في بيان العهود المحمودية) للشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني.
أوله الحمد لله رب العالمين..الخ. ضمّن فيه جميع العهود التي بلغت إليه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل المأمورات وترك المنهيات، ثم ذكر أنه أخذ علينا عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم في كذا وكذا، ورتبه على ترتيب أبواب العبادات.
وفرغ الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني من كتابه المذكور في ثمان وعشرين من رمضان سنة 958هـ، وقسمه على قسمين: الأول: فيما أخل به الناس من اجتناب المنهيات ، والثاني: فيما أخل به الناس في إتيان المأمورات.
ـ الإمام محمد بن خير اللمتوني مقرئ محدث فاضل:
ومن حوادث اليوم الثامن والعشرين من رمضان سنة 502هـ ولادة الإمام المقرئ المجود محمد بن خير بن عمر اللمتوني من أهل إشبيلية.
جاء في كتاب (التكملة لكتاب الصلة 2/50) أَخَذَ القراءات عن أبي الحسن شريح بن محمد ولازمه حتى توفي.
لقي كثيراً وسمع كثيراً، وعدد من سمع منه أو كتب إليه نيف ومائة رجل، قد احتوى على أسمائهم برنامج له ضخم في غاية الاحتفال والإفادة. لا يعلم لأحد من طبقته مثله. كان مقرئاً مجوداً ضابطاً محدثاً جليلاً متقناً أديباً نحوياً لغوياً واسع المعرفة رضى مأموناً كريم العشرة خيراً فاضلاً, ما صحب أحداً ولا صحبه أحد إلا أثنى عليه.
وكانت كتبه في غاية الاتقان لكثرة ما عاناها وعالج تصحيحها بحسن خطه وجودة تقييده وضبطه.. وأدى ذلك إلى المغالاة فيها بعد وفاته حتى بلغت أثمانها الغاية.
ولي الصلاة بجامع قرطبة سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وبقي حتى توفي عام 575هـ، وكانت جنازته مشهودة حضرها الوالي ولم يتخلف عنها أحد كبير. واتبع ثناء جميلاً.
كان مولده فيما نقل عن خطه ليلة الأحد لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة 502 هـ.
ـ تمرد في غرناطة ضد ابن الأحمر:
ومن حوادث اليوم الثامن والعشرين من رمضان سنة 755هـ حدوث تمرد على السلطان ابن الأحمر صاحب غرناطة
قال ابن المقري في (نفح الطيب 5/96) خرج السلطان أبو الحسن ابن الأحمر إلى بعض متنزهاته برياضه، فانتهز الفرصة بعض الموالين لأخ السلطان الذي حجبت عنه السلطنة التي عهدها إليه أبوه لصغر سنه واسمه إسماعيل, فصعد معارضو أبي الحسن سور قصر الحمراء في أوشاب جمعهم لثورته. وعمد إلى دار الحاجب رضوان فاقتحم عليه الدار وقتله بين حرمه وبناته، وقربوا إلى إسماعيل قائد التمرد فرسه وركب، فأدخلوه القصر وأعلنوا بيعته، وقرعوا طبولهم بسور الحمراء. واعتقلوا الوزير الكاتب ابن الخطيب.
وفر السلطان أبو الحسن من مكانه بمتنزهه فلحق بوادي آش، فلما بلغ ذلك الخبر إلى سلطان أبي سالم في المغرب أزعجه مقتل الحاجب وخلع السلطان.
وأرسل السلطان المغرب أبو سالم أحد رجاله ( أبا القاسم الشريف ) لاستقدام السلطان أبي الحسن المخلوع وإطلاق الوزير الكاتب ابن الخطيب، فكلم أبو القاسم السلطان الجديد إسماعيل ومن معه في السماح للسلطان أبي الحسن للعبور إلى المغرب وإطلاق ابن الخطيب فوافقوا.
ووصل أبو الحسن إلى سلطان المغرب في فاس أبي سالم، فأجلَّ قدومه وركب للقائه ودخل به مجلس ملكه.
ووقف الوزير الكاتب ابن الخطيب، فأنشد السلطان أبا سالم قصيدته الرائية الرائعة، يستصرخه لسلطانه ويستظهره لمناصرته، واستعطف واسترحم بما أبكى الناس شفقة له ورحمة.
ثم انفض المجلس وانصرف ابن الأحمر المخلوع إلى نزله، وقد فرشت له القصور وقربت له الجياد بالمراكب الذهبية، وبعث إليه بالكساء الفاخرة، ورتبت له الجرايات ولمواليه وبطانته، وحفظ عليه رسم سلطانه في الراكب والراجل.
واستقر في ذلك إلى أن كان لحاقه بالأندلس وارتجع ملكه سنة 763هـ - أي بعد ثمان سنين من خلعه - وكانت الثورة عليه ليلة ثمان وعشرين من رمضان.
ومطلع رائية ابن الخطيب المذكورة :
سلا هل لديها من مخبَّره ذكر *** وهل أعشب الوادي ونمّ به الزهر
ـ ابن الحنبلي زاهد أصولي:
ومن حوادث اليوم الثامن والعشرين سنة (611هـ) وفاة أبي بكر بن الحلاوي البغدادي المأموني المقري الفقيه الجنبلي.
قال ابن العماد (شذرات الذهب 3/49) برع في المذهب الحنبلي حتى قال عنه الذهبي:
ـ هو شيخ الحنابلة في زمنه ببغداد . وقال ابن القادسي :
ـ كانت له اليد الباسطة في المذهب والفتيا
كان ابن الحلاوي ملازماً لزاويته في المسجد، قليل المخالطة إلا لمن عساه يكون من أهل الدين, ما ألمّ بباب أحد من أرباب الدنيا، وما قبل من أحد هدية، وكان أحد الأبدال الذين يحفظ الله بهم الأرض ومن عليها.
وقال الناصح بن الحنبلي عنه: كان زاهداً عالماً فاضلاً مشتغلاً بالكسب من الخياطة، ومشتغلاً بالعلم يقري القرآن احتساباً له تصانيف عدة منها المنبر في الأصول.
توفي ابن الحلاوي رحمه الله ليلة الجمعة ثامن عشرين رمضان. ودفن بباب حرب.
ـ زين الدين يوسف صاحب أربل من أمراء الأيوبيين :
ومن حوادث اليوم الثامن والعشرين من رمضان وفاة صاحب أربل، وهو أحد الملوك الأيوبيين.
قال ابن خلكان ( وفيات الأعيان 4/115 ) : ثم لما كان السلطان صلاح الدين منازلاً عكا بعد استيلاء الفرنج عليها، وردت عليه ملوك الشرق تنجده وتخدمه، وكان في جملتهم زين الدين يوسف أخو مظفر الدين - وهو يومئذ صاحب أربل - فأقام قليلاً ثم مرض وتوفي سنة 586.
قال ابن كثير (البداية 12/338) : وفي الثامن والعشرين من رمضان توفي الملك زين الدين صاحب أربل في حصار عكا مع السلطان، فتأسف الناس عليه لشبابه وغربته وجودته، وعزى أخاه مظفر الدين فيه.
وقام مظفر الدين بالملك من بعده، وسأل صلاح الدين أن يضيف إليه شهرزور وحران والرها وسميساط وغيرها، وتحمل مع ذلك خمسين ألف دينار نقداً، فأجيب إلى ذلك وكتب له تقليداً، وعقد له لواء.
الشاعر البغدادي ابن القطان ودعاباته
ومن حوادث اليوم الثمن والعشرين من رمضان وفاة الشاعر المشهور ابن القطان البغدادي أبو القاسم هبة الله بن الفضل.
قال ابن خلكان (وفيات الأعيان 6/60) كان غاية في الخلاعة والمجون، كثير المزاح والمداعبات، مغرى بالولوع بالمتعجرفين والهجاء لهم.
وله في ذلك نوادر ووقائع وحكايات ظريفة وله ديوان شعر.
قال أبو سعد السمعاني في كتاب الذيل عن ابن القطان: شاعر مجود مليح الشعر رقيق الطبع، إلا أن الغالب عليه الهجاء، وهو ممن يتقى لسانه، وفي ديوانه عبث بجماعة من الأعيان وثلبهم، ولم يسلم منه أحد لا الخليفة ولا غيره.
وله مع (حيص بيص) الشاعر ما جريات وقصص منها:
أن الشاعر ابن القطان هذا دخل يوماً على الوزير الزينبي وعنده الحيص فقال:
ـ قد عملت بيتين ولا يمكن أن يعمل لهما ثالث، لأنني قد استوفيت المعنى فيهما.
فقال له الوزير: هاتهما فأنشده:
زار الخيالُ نحيلاً مثل مرسله *** فما شفاني منه الضم والقبل
ما زارني قط إلا كي يوافقني *** على الرقاد فينفيه ويرتحل
فالتفت الوزير إلى الحيص فقال له: ـ ما تقول في دعواه؟ فقال: ـ إن أعادهما سمع الوزير لهما ثالثاً . فقال له الوزير: ـ أعدهما.. فأعادهما فوقف الحيص بيص لحظة ثم أنشد:
وما درى أن نومي حيلة نصبت *** لطيفه حين أعيا اليقظة الحيلُ
فاستحسن الوزير ذلك منه.
ولما هجا ابن القطان قاضي القضاة الزينبي بالقصيدة المسماة بالكافية سير إليه أحد الغلمان فأحضره ومنعه وحبسه ، فلما طال حبسه كتب إلى مجد الدين ابن الصاحب أستاذ دار الخليفة كتاباً يشكو فيه:
إليك أظل مجد الدين أشكو *** بلاء حل لست له مطيقاً
وقوماً بلغوا عني محالا *** إلى قاضي قضاة الندب سيقا
فأحضرني بباب الحكم خصمٌ *** عنيد جرني كُمّاً وزيقا
وأخفق نعله بالصفق رأسي *** إلى أن أوجس القلب الخفوقا
فيا مولاي هب ذا الإفك حقاً *** أيحبس بعدما استوفى الحقوقا!!
ودخل يوما على الوزير ابن هييرة وعنده نقيب الأشراف ـ وكان ينسب إلى البخل ـ وكان في شهر رمضان والحر شديد، فقال له الوزير: ـ أين كنت ؟ فقال: ـ في مطبخ سيدي النقيب. فقال له : ـ ويحك أيش عملت في شهر رمضان في المطبخ ؟ فقال: ـ وحياة مولانا كسرت الحر
فتبسم الوزير وضحك الحاضرون وخجل النقيب.
وقصد دار بعض الأكابر في بعض الأيام فلم يؤذن له في الدخول، فعز عليه. فأخرجوا من الدار طعاماً وأطعموه كلاب الصيد وهو يبصره فقال: ـ مولانا يعمل بقول الناس: لعن الله شجرة لا تظل أهلها...
توفي ابن القطان يوم السبت الثامن والعشرين من رمضان سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
__________________
|
|
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 2 (0 عضو و 2 ضيف)
|
|
قوانين المشاركة
|
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts
كود HTML غير متاح
|
|
|
| |