الإسلام اليوم/ كشفت تقارير إعلامية صادرة من أوسيتيا الجنوبية أن الجنود الجورجيينوالروس يستخدمون مسلمي الإقليم كضحايا بالوكالة خلال الحرب الدائرة الآنبينهما بالإقليم، مع إعلان الرئيس الجورجي ميخائيل سكاشفيلي حالة الحرب،وأن بلاده تواجه حربًا روسية شرسة.
وتتحدثالتقارير عن تزايد المضايقات التي تمارسها الحكومة الجورجية ضد مسلميإقليمي أوسيتيا وأبخازيا اللذين انفصلا عن جورجيا بشكل أحادي في بدايةتسعينيات القرن الماضي، مع استمرار الحملة الأمريكية العالمية ضد ما أسموهحربًا على الإرهاب في ظل تجاهل وتواطؤ دوليين.
وتقع جمهورية أوسيتياالجنوبية شمال جورجيا؛ حيث تطل على البحر الأسود، وتصل نسبة المسلمين فيهاإلى 65% من سكان الإقليم, وعاصمتها مدينة (تسخنفالي)، ويحاول الأوسيتيونالجنوبيون الانفصال عن جورجيا والاتحاد مع مسلمي الشمال.
وأدت حملاتالاضطهاد المستمرة ضد أوسيتيا إلى تدهور أحوال المسلمين الذين بقوا أسرىالفقر والتهميش، علاوةً على قلة الوعي الديني لديهم نتيجة افتقادهمللمؤسسات الدينية، وعدم قدرتهم على تشييد مساجد ومراكز إسلامية.
وبحسبالتقارير، يعد الرئيس الجورجي الحالي ميخائيل سكاشفيلي من أبرز المناهضينللإسلام والمسلمين في البلاد؛ حيث شنَّ حربًا على رئيس جمهورية أجارياالمسلمة أصلان آباشدزه في محاولة لأبعاده؛ لأنه كان يسعى إلى دعم مسلميالإقليم وتدعيم الفكر الاستقلالي.
وعلى الرغم من أنّ الإسلام عرف طريقهفي وقت مبكر إلى جورجيا؛ حيث شهدت العلاقات الجورجية تطورًا ملحوظًا معالدول الإسلامية في العصور الوسطى، خاصةً مع دولة سلاجقة الروم (1077- 1299م)، ومن بعدها مع الدولة العثمانية (1299- 1923م)، إلاّ أنّ انهيارروسيا القيصرية بظهور الثورة الشيوعية، ومن بعدها إنشاء الاتحاد السوفيتي (1922- 1991) ألحق بالإسلام وبالمسلمين أضرارًا بالغة، كان من بينهاالتهجير القهري داخل أراضي وأطراف الدولة، أو النفي في أصقاع سيبيريا،علاوة على هدم المساجد، وحرق القرآن وعدم السماح بطباعته، وسَجْن من يُعثرفي بيته على نسخة منه؛ وهو ما دفع الكثير من المسلمين إلى الهجرة إلىتركيا وإيران وشبه الجزيرة العربية.