بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة , حرب الرصاص المسبوك كما أطلق عليها جيش الدفاع الإسرائيلي ، هي عملية عسكرية شنتها دولة إسرائيل على قطاع غزة في يوم 27 ديسمبر 2008م إلى 18 يناير 2009 م , بعد إنتهاء تهدئة دامت ستة أشهر كان قد تم التوصل إليها بين حركة حماس من جهة وإسرائيل من جهة أخرى برعاية مصرية في يونيو 2008 م.
وحيث أن هذا الدمار المخيف للحرب, وبعد أن يتما الأطفال, وبعد هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحه والمعاقين لن يبقه أي شيء في غزة اليوم يتحمل قدوم حرب ثانية أو أي إعتداءات من الجيش الإسرائيلي على الناس وعلى ممتلكتها, وبالتالي لا أري في موقف حركة حماس من عملية إطلاق الصواريخ من غزة على البلدات الإسرائيلية موقف غير وطني , بل وبالعكس هو موقف كثير وطني ومتقدم وفيه إصرار على عدم إعطاء فرصة للإحتلال الإسرائيلي لعدوان جديد على قطاع غزة يزعزع الأمن والإستقرار لها.
وحيث أيضاً كان ينبغي على حركة حماس أخذ هذا الموقف قبل دخولها تجربة الحكم في غزة من إطلاق الصواريخ المفيدة والغير مفيدة, وكان ينبغي عليها أن تعرف وتفرق بين المقاومة الذي تخدم القضية الوطنية وبين المقاومة التي تشكل خطر على أمن وحياة المواطن, والتي تضرب إستراتيجية الصمود الربانية في العمق عند المواطنين, ولكن هذه هي الحالة الفلسطينية دائماً تأخذ العبرة من خوض التجربة, وليسه من مما سبق قبل في التجربة لأخذ العبر منه لتفادي الخطر والأخطاء.
ومن هنا أليسه من حق حركة حماس أن تحافظ على نفسها وحكمها من حرب أخرى على قطاع غزة ؟؟
في ظل التهديد الإسرائيلي القائم لغزة ولأهلها, وفي ظل إستمرار الإستيطان في الضفة الغربية وفي ظل تنفيذ خطط تهويد القدس, وبعد حريص حركتي حماس وفتح على عدم إعطاء فرصة للإحتلال لقتل ما تبقه من صمود شعبنا في الضفة الغربية والقطاع, وهذا التقاطع بين الحركتين يشجع في الدرجة الأولة حركة حماس للتوقيع الفوري على الورقة المصرية لإنهاء الإنقسام, وفي الدرجة الثانية يشجع حركة فتح في حالة إستمرار عدم توقيع حركة حماس على الورقة أن تتحمل وتعود لمناقشة حماس وملاحظاتها على الوثيقة المصرية للوصول إلى إتفاق ينهي الإنقسام والحصار الغير إنساني المفروض على مليون ونصف المليون في قطاع غزة, ولإعادة الإعتبار لشعبنا الفلسطيني ولقضيته الوطنية.
كاتب فلسطيني ..