اتصلت بي صديقتي وقالت : ساعديني !! هل تعرفين فلانة التي كانت معنا في الثانوية ؟ لقد أصبحت مطربة أفراح واتصلت بها لتغني في حفل زفافي ولكنها طلبت خمس وثلاثون ألف ريال فقط لا غير !!!
وواصلت كلامها : ليتها تغني جيداً .. فهي ترفع صوتها بما يشبه الصراخ الهستيري .. وباختيار أغاني كلماتها سامجة
ومع هذا فدخلها في ساعات من ليلة واحدة أكبر من مرتبي ومرتبك لمدة شهر !!
ولأنني قادرة على اجراء المفاوضات فاتصلت بها أولاً لتهنئتها على هذا العقل الجبار الذي اختصر مسافات التعليم و أدخلها في خانة الأثرياء بصراخ .. ثم لإجراء المفاوضات معها كزميلة سابقة .. خاصة وأنني تحديداً أقدر أكسر خشمها المرفوع .
اتصلت بالجوال ردت علي واحدة من الكورال .. وسألت من أنتِ ؟
قلت : أخبريها بأنني اليمامة ... الخ
سألت بكبرياء : تبغين منها شئ " بنغمة العلكة في فمها " ؟... مواعيدها كلها محجوزة الى 8 صفر
في دهشة قلت : لا يا شيخة !! لو طلبت موعد مع الملك لحدده لي قبل موعد النجمة بكثير
هي : اللي عاجبه عاجبه .. واللي مو عاجبه ..
قاطعتها قائلة : يبلط البحر !!!
قالت : لا دي صعبة .. يشرب من موية البحر
الله يجزاك خير .. روحي وأخبريها أنني زميلة الدراسة التي كانت تغش منها " حتى أكسر عينها مع خشمها "
وأخيراااااااا تفضلت علي وحادثتني بنغمة دلال قائلة : أيــــــــــــــــــــوة .. افتكرتك !!
تمتمت بقهر : افتكرتِك حيطة تطيح فوق راسك !! الله عليك يا زمن !! وين كنتِ ؟ مجرد سلكوحة .. والحين " تقولين لي .. أيوة افتكرتك " !!!!؟؟؟
قلت لها ما شااااااااااء الله يقولون انك كوكب الشرق !!
قالت : شكراً على هذه المجاملة اللطيفة !!
صُعقت !!!!! تعرف تصف حكي ؟!
قلت : المهم يا أستاذة طقاقة – ألا تجدين أن مبلغ خمس وثلاثون ألف ريال كثير ؟
علقت : هذا المبلغ من أجلكم .. ولكنه لا يرضيني في هذه المرحلة والمراحل القادمة نظراً لغلاء المعيشة
و ارتفاع التكاليف وضخامة الجهد الحلقي الذي أبذله ..
وواصلت : وبصراحة فلانة الطقاقة تجاوزتني في الدخل دون أن تتجاوزني في النهيق و النشيج
ولا تنسي أن ارتفاع أسعار اليورو وارتفاع أسعار الذهب وتذبذب العرض والطلب على البترول .. وتضاءل المخزون الأمريكي ..
فكل هذه المؤثرات العالمية تؤثر في سعر حنجرتي الذهبية
قلت : ما شاء الله ..لقد أصبحتِ ملمة بركائز الدورة الاقتصادية ونظرية العرض والطلب .. وقيمتي صراخك وفق نظريات ألفريد مارشال في السوق التنافسية ..
لنا الله .. يعني !! لولا شجرة العائلة المايلة المتساقطة الأوراق .. والنعرة القبلية الكذابة.. ما عاقني شيء من دخول عالمها و الاثراء دون جهد أو عرق .. ودون علم و معرفة.
فاتني يا زميلتي الطقاقة أن أدخل معك عبر باب الصراخ والكلمات الممجوجة .. هذا العالم لألملم بكلتا يدي رصات الورق على نغمات الأكف والحناجر الملتهبة بالنشوة والاعجاب ..
ولم أجد نفسي إلا وهي ترثي نفسي لأنه فاتني قطار المغنى الدسم
ما بين مؤشر داوجونز والطقاقة !!
.. فبعد أن كنت مذيعة المدرسة الأولى أصبحت في الخيمة الطقاقة الأولى 
النمط الشجري
