وفى هذا قال تعالى :
"وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون "
وسأل الله نبيه (ص)فمال الذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين والمراد مال الذين كذبوا حكم ربك قبلك متجمعين عن اليمين وعن الشمال متفرقين ؟والغرض من السؤال إخباره أن الكفار يجالسونه عن اليمين والشمال لغرض فى أنفسهم وهو معرفة الحق حتى يحرفوه عن معناه ،ويسأل أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم والمراد أيتمنى كل إنسان منهم أن يسكن حديقة متاع؟والغرض من السؤال تعريف النبى (ص)أن كل كافر يتمنى دخول الجنة لو كان هناك جنة كما لا يعتقدون بوجودها
وفى هذا قال تعالى :
"فمال الذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم "
الطمع في جماع نساء النبىى(ص):
خاطب الله نساء وهن زوجات النبى (ص)فيقول:لستن كأحد من النساء والمراد لستم كبعض الإناث والسبب كونهن أمهات المؤمنين فبقية النساء لسن أمهات لكل المسلمين ،إن اتقيتن والمراد إن أطعتن حكم الله فلا تخضعن بالقول والمراد فلا تلن الحديث والمراد فلا تبطلن أى تلغين فى الكلام أى تتحدثن بالباطل فيطمع الذى فى قلبه مرض أى فيرغب الذى فى نفسه علة فى جماعكن وهذا يعنى ألا يتكلمن بالباطل مع الرجال وأن يقلن قولا معروفا والمراد أن يتحدثن حديثا حقا
وفى هذا قال تعالى :
"يا نساء النبى لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولا معروفا "
الطمع في المزيد من العطايا :
طلب الله من نبيه (ص)أن يذره والمراد أن يتركه يتعامل مع الكافر دون أن يطلب منه رحمته ،والكافر هو من خلق الله وحيدا من أنشأ الله فردا وجعل له مالا ممدودا أى وأعطى له متاعا كثيرا أى ملكا عظيما وبنين شهودا أى وأولاد أحياء وفسر هذا بأنه مهد له تمهيدا أى هيىء له أسباب الغنى تهيئة ثم يطمع أن أزيد والمراد ويتمنى أن أكثر له وهذا يعنى أنه كان يتمنى النبوة وبين له أنه كلا أى الحقيقة هى أنه كان لآياتنا عنيدا والمراد أنه كان لأحكامنا مخالفا وهذا يعنى أنه كافر بحكم الله
وفى هذا قال تعالى :
"ذرنى ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا "
الطمع في الأحاديث :
الطمع على نوعين :
طمع في خير وطمه في شر ونجد في الأحاديث طمع البعض في الوتر كما في الحديث التالى :
1187- عنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ (ص)قَالَ: مَنْ خَافَ مِنْكُمْ أَنْ لاَ يَسْتَيْقِظَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَلْيُوتِرْ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ, ثُمَّ لِيَرْقُدْ، وَمَنْ طَمِعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَيْقِظَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَلْيُوتِرْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ رواه ابن ماجة
ولا وجود للوتر في كتاب الله وإنما هو قيام الليل والخطأ في الحديث حضور الملائكة قراءة أخر الليل وهو ما يخالف أن الملائكة لا تنزل الأرض لخوفها وعدم اطمئنانها كما قال تعالى :
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
ومن طمع الشر قيادة الطمع للإنسان في أكل أموال الناس كما في الحديث التالى :
2448- عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ الخَثْعَمِيَّةِ, قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (ص)يَقُولُ: بِئْسَ العَبدُ عَبدٌ تَخَيَّلَ وَاخْتَالَ, ..., بِئْسَ العَبدُ عَبدٌ طَمَعٌ يَقُودُهُ, بِئْسَ العَبدُ عَبدٌ هَوًى يُضِلُّهُ, بِئْسَ العَبدُ عَبدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ" رواه الترمذى
وبين حديث ان الناس لو علموا عقاب الله ما طمعوا في دخول الجنة وهو:
3542- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللهِ (ص)قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ مَا عِندَ اللهِ مِنَ العُقُوبَةِ مَا طَمِعَ فِي الجَنَّةِ أَحَدٌ, وَلَوْ يَعْلَمُ الكَافِرُ مَا عِندَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنَ الجَنَّةِ أَحَدٌ رواه الترمذى
وهو كلام معاكس فالمفروض أن من يعلم العقاب يطمع في الرحمة وهى الجنة خوفا من عذاب العقاب المضاعف وليس العكس أن يكفر
وفى الحديث التالى أن الطماع لا يخفى طمعه وهو :
8070 - عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله (ص) قال" أن الله عز و جل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا إنه قال لي كل ما نحلته عبادي فهو حلال لهم وإني خلقت عبادي حنفاء فأتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ...وإن الله عز و جل أمرني أن أحرق قريشا فقلت يا رب إذا يثلغوا رأسي حتى يدعوه خبزة قال إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وقد أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه في المنام واليقظة فأغزهم نغزك وأنفق ينفق عليك وابعث جيشا نمدك بخمسة أمثالهم وقاتل بمن أطاعك من عصاك ثم قال أهل الجنة ثلاثة إمام مقسط ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ورجل غني عفيف متصدق وأهل النار خمسة الضعيف الذي لا زبر له الذين هم فيكم تبعا الذين لا يبتغون أهلا ولا مالا ورجل إذا أصبح أصبح يخادعك عن أهلك ومالك ورجل لا يخفى له طمع وإن دق إلا ذهب به والشنظير الفاحش وذكر البخل والكذب رواه النسائى
والخطأ الأول هو خلق العباد كلهم حنفاء مسلمين ويخالف هذا أن كل إنسان يولد وهو لا يعلم شىء سواء كان كفر أو إسلام وفى هذا ذلك قال تعالى بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم "والخطأ الثانى قراءة النبى (ص)للكتاب نائما ويقظانا وهو تخريف فكيف يقرأ النائم الكتاب وهو لا يدرى بشىء لأن نفسه خارج جسمه مصداق لقوله تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "والخطأ الثالث هو أن أهل الجنة ثلاثة وأهل النار خمسة ويخالف هذا أن أهل الجنة واحد هو المسلمون وأهل النار اثنين كافر أو منافق.
ونجد حديث يقول أن المسلمين كانوا يطمعون في دخول مكة للحج قبل الصلح في الحديث التالى :
1722 - عن كعب بن عجرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رآه وأنه يسقط على وجهه القمل فقال ( أيؤذيك هوامك ) . قال نعم فأمره أن يحلق وهو بالحديبية ولم يتبين لهم أنهم يحلون بها وهم على طمع أن يدخلوا مكة فأنزل الله الفدية فأمره رسول الله (ص) أن يطعم فرقا بين ستة أو يهدي شاة أو يصوم ثلاثة أيام رواه البخارى
|