نظرات فى خطبة تدارس القرآن في رمضان
نظرات فى خطبة تدارس القرآن في رمضان
الخطيب محمد صالح المنجد وهى تدور ليس عن دراسة القرآن وإنما عن دراسة تفاسير القرآن وهناك فرق بين فالتفاسير بشرية وأما القرآن نفسه فهو أمر إلهى المطلوب فهمه مباشرة أو فهمه عن طريق العلماء بالسؤال
استهل الرجل خطبته بوعظ الناس بالتسابق لعمل الخيرات فقال :
"عباد الله: شهركم قد انتصف فمن ذا الذي أخذ حقه وانتصف، ومن حاسب نفسه على ما مضى كي يستدرك فيما بقي، سارعوا بالخيرات وسابقوا بالحسنات فلا ندري متى يهجم الأجل .. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك."
وتحدث عن الاعتناء بالقرآن فى رمضان فقال :
"أيها المسلمون: لقد أنزل الله سبحانه وتعالى كتابه في ليلة القدر من هذا الشهر، ولذلك فإن الاعتناء في القرآن في رمضان أمر عظيم، هذا شهر القرآن (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) "
وبالقطع المسلم مطالب بالعناية بالقرآن فى كل يوم من خلال الصلاة كما تعالى :
"اقرءوا ما تيسر من القرآن"
وتحدث عن استمداد الهدى من خلال تلاوة القرآن فقال :
"ولذلك ينبغي أن يكون موقفك يا عبد الله وأنت تتلو كتاب الله في استمداد الهدى وحصول البينة، الهدى الذي يهديك إلى الصراط المستقيم، الذي يهديك إلى الحق بإذن ربك، والبينات التي تتبين من خلالها هذا الحق وتعرف تفاصيله، ويستنير لك الطريق، هدى وبينات، ينقذك من الضلالة فيتوب الإنسان بعد معصية ويتعلم بعد جهل.
وكذلك يصيب السنة بدلا من الوقوع في البدعة، هذا هدى، والبينات التي يعرف من خلالها تأصيل العبادات والحلال والحرام وغير ذلك مما يريده الله من العبد، ولذلك فينبغي أن يكون العمل في هذا الكتاب ليس مجرد التلاوة."
وبين أن الواجب تجاه القرآن هو تدبره وهو فهمه والعمل به فقال :
"عباد الله: إن حق القرآن علينا كبير، (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به) هذا من الواجب ولكن أيضا يتدبرونه، فإذا واجب القرآن علينا أن نتلوه ولا نهجره، وأن نتلوه حق تلاوته إذا تلوناه فنقرأه كما أنزله الله."
ثم حدثنا عن أمور ليست من القرآن على اعتبار أنها قرآن كتجويده ومخارج حروفه فقال :
"ولذلك فإن معرفة تجويده ومخارج حروفه، والوقوف أين يكون ونحو ذلك في غاية الأهمية لتلاوته حق التلاوة، ثم التدبر ولا يمكن التدبر إلا بمعرفة المعنى، وهذا هو التفسير، ثم يعين على ذلك المدارسة، وقد كان الرسول البشري يقعد مع الرسول الملكي في رمضان، كان عليه الصلاة والسلام في رمضان مع جبريل يتدارسان القرآن."
وهذا الكلام خروج عن كلام الله فالله لم يقل ادرسوا التجويد واللغة وإنما ادرسوا معانى القرآن دون وسيط
وتحدث عن كون التدجارس أن واحد يقرأ والثانى يستمع ويتناقشان فى المعانى فقال :
"وهذه المدارسة أن يقرأ هذا ويستمع الآخر، ثم يتبادلان ما في هذه الآيات من العلم والمعاني، وتعظيم الله والموعظة باليوم الآخر ما في قصص الأنبياء من الفوائد وما في قصص الصالحين وأعداء الله أيضا من المواعظ."
وهذا كلام لا أصل له لأن التدارس المطلوب من القوم يكون فى المساجد والمساجد صنعت لشىء واحد وهو الصلاة وهى ذكر الله كما قال تعالى :
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
ودراسة القرآن تكون فردية بمعنى أن الواحد يقرأ ويفهم الحكم المطلوب منه فى الآية أو يتخذ العبرة والعظة مما تقصه
ثم قال :
"وكذلك ما في هذا القرآن من الأحكام ففيه وعد ووعيد، وفيه علم وتفصيل، وفيه موعظة بليغة. قرأ أحد السلف مرة قوله تعالى (ليسأل الصادقين عن صدقهم) قال لنفسه لما قرأ الآية: "هذا إذا كان يحاسب هؤلاء الصادقين ليسأل الصادقين عن صدقهم، فكيف بغير الصادقين؟ "
وهذا السلفى فهم خطأ فمعنى ألآية أن الله يثبت المسلمين عن تصديقهم بالصدق وهو الوحى كما قال تعالى :" والذى جاء بالصدق وصدق به"
فالسؤال بمعنى الجزاء وليس بمعنى الاستفهام
ثم قال :
ومر بعض السلف بمثل من أمثال القرآن فأراد أن يعرف معناه فلم يهتد إلى ذلك كأنه خفي عليه فبكى، فسئل قال: إن هذه الأمثال التي أخبر الله عنها (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) فأبكي على نفسي أني لست بعالم."
وكان الواجب من هذا السلف أن يسأل من هو أعلم منه كما قال الوحى :
" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
ثم قال :
فإذا نحن عندما نحتاج قراءة القرآن في رمضان، ونفتح المصحف قبل الصلاة وبعد الصلاة، وفي البيت، عندما نفتح المصحف يا إخواني ينبغي أن يكون لنا مع المصحف موقف سواء في الاستعداد لقراءته من التطهر، وإصلاح النية بالإخلاص، والإقبال على هذا القرآن بنية المستفيد منه ..
ولذلك كانت عبارات بعض السلف في مسألة حضور الخشوع عند تلاوة القرآن "استحضر كأن الله يخاطبك به، استحضر كأن القرآن ينزل عليك، استحضر كأنك تكلم ربك بكلامه".
فعندما يشعر المسلم أنه يكلم ربه بكلام ربه سيكون لذلك وقع آخر في النفس، ولذلك تعامل المؤمن مع القرآن لا بد أن يكون فيه تأمل، تفكر، تدبر، فعندما يسمع مثلا هذه الحروف المقطعة (ألم) (حم) (ق) (يس) (ن) (كهيعص) عند ذلك يستحضر التحدي الذي تحدى الله به العرب في هذا القرآن ..
لما كان قوم موسى مشغولين بالسحر تحداهم الله في هذه العصا التي تنقلب حية، وهذه اليد التي تخرج بيضاء للناظرين، عندما كان قوم عيسى مشغولين بالطب تحداهم الله بمعجزات لعيسى يبرأ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله يقيمه من قبره بإذن الله، يمسح الأعمى فيرتد بصيرا بإذن الله.
عندما كانت قريش والعرب مشغولين بالفصاحة، وكان الوقت في ذلك الحين عند العرب قمة الشهرة بالفصاحة والمعلقات الشعرية جاءهم هذا القرآن فتحداهم الله بهذه الأحرف، القرآن منها هاتوا مثله، القرآن فيه: أ، و ل، و م، و ح، فيه ياء، و س، و ق، و ن ... هاتوا مثله إنه من الحروف التي تعرفونها هاتوا مثله .. !! عجزوا
(فأتوا بعشر سور مثله مفتريات) عجزوا، (فأتوا بسورة مثله) عجزوا، فناد عليهم بالعجز إلى قيام الساعة (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)
هنا تحس يا عبد الله حتى وأنت تقرأ الحروف المقطعة أن هنالك أمرا عظيما وراء هذه الأحرف فإذا سمعت النداءات (يا أيها الذين آمنوا) فلك وقفة أن الله يناديك بهذا النداء الذي تتصف به أنت بالإيمان به وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فتقول ماذا يريد ربي مني؟ إما خير تؤمر به، وإما شر تنهى عنه."
وهذا الكلام عن الحروف المقطعة وكون أن العرب أرباب الفصاحة ,ان قوم مويى(ص) كانوا أرباب السحر كلام باطل فالفصاحة موجودة فى كل قوم ولذا نزلت الرسالات بلسان كل قوم كما قال تعالى :
طوما أرسلنا من رسول إلا بلسام قومه ليبين لهم"
فالبيان هو الفصاحة وهو من لسان كل قوم
وقوم موسى(ص) لم يكونوا يمارسون السحر وإنما كانوا قوم فرعون وتحدى الله للناس وليس للعرب وحدهم وهو ليس تحدى فى قول كلام وإنما تحدى فى الإتيان بالوحى من مصدره وهو الله وهو أمر لا يقدر عليه أحد ولذا قال تعالى :
" فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا"
ثم قال :
"هذه وقفة، (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة) (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) (يا أيها الذين آمنوا .... ) وهكذا تقرأ في القرآن ..
وعندما تمر بآيات فيها أفعال الله (يدبر الأمر) (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) (الله يتوفى الأنفس) (الله يفعل ما يشاء)
(تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء) عندما تتأمل في أفعال الله (كل يوم هو في شأن) عندما تتأمل في أفعال الله (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء)
من هؤلاء الملاحدة (وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال) النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه إلى رجل من عظماء المشركين يدعوه إلى الله، فإذا بهذا الزنديق من الكفار يجادل في الله، ويقول للمسلم: "أيش ربك من حديد هو! من نحاس هو! من فضة هو! من ذهب هو! "، فيرجع الصحابي إلى الرسول (ص) يقول: كيف وكيف فيرده إليه يدعوه والمشرك يرد بنفس الرد، فيعود المسلم في الثالثة يقول النبي (ص): "إن الله أنزل على صاحبك صاعقة أحرقته وأنزل الله (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال)
ولذلك أيها الإخوة يكون معرفة أسباب النزول من الأمور المهمة في فهم الآيات،"
وهذا الكلام عن أسباب النزول وحرق المجادل هو افتراء على الله فالله أعظم من يعاقب المجادل وإنما يرد عليه بالحجة الباهرة وإلا كان هذا تهربا من السؤال والله ليس عاجز عن الرد على أى حجة مهما كانت
ثم قال :
"حتى في شعورك أنت بهذه الآيات ومعانيها لما تقرأ (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) لها معنى لكن عندما تستحضر أنه كان هناك ضيف جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي عليه الصلاة والسلام أرسل إلى أزواجه قالوا ما عندنا شيء واحدة وراء واحدة ما عندنا شيء ..
|