قراءة فى مقال أسطورة جهاز كشف الكذب
قراءة فى مقال أسطورة جهاز كشف الكذب
المقال منشور فى مجلة تسمى الفتح فى العدد الأول؛ ذو القعدة / 1425 هـ
وقد استهل صاحب المقال الحديث بالحديث عن أن الجهاز ليس كما تقول المخابرات العالمية التى تستخدمه مع المجاهدين كاشف للكذب فقال :
"جهاز كشف الكذب أو ما يسمى بالإنجليزية " Polygraph" و " lie detector"، ما هو في حقيقته إلا وسيلة يستخدمها أعداء الله في زنازينهم ومعتقلاتهم للضغط والتأثير النفسي على المجاهدين خلال مرحلة التحقيق مع من يقع في الأسر منهم، حتى يتمكنوا من جمع أكبر قدر من المعلومات الاستخباراتية، وقد نسجت الجهات الأمنية والمخابراتية - وخصوصا الغربية - حوله هالة من الكذبات مضخمة حقيقته، حتى ظن الكثير أن من يتم اختباره به لن ينجيه إلا الصدق، والصدق فقط!"
والخطأ فى الكلام هو استخدامه مع المسلمين فقط فهم يستعملونه مع الجواسيس والمجرمين من بقية الدول وتحدث المؤلف عن أن الهدف من كثرة الحديث حول الجهاز وقدراته الغرض منه التخويف الذى يوقع بالكثيرين إلى قول الحقيقة خوفا من قدرات الجهاز المزعومة
وحدثنا عن حقيقة الجهاز فقال :
"فما هي حقيقة هذا الجهاز؟ وهل يمكنه كشف الكذب فعلا؟!
هذا الجهاز في حقيقته عبارة عن مجموعة من الأجهزة كل وظيفتها أن ترصد التغييرات الفسيولوجية التي تطرأ على الجسم الذي وصلت به .. ويتمثل ذلك بقياس معدل نبضات القلب، وضغط الدم، ومعدل التنفس ودرجة التعرق.
يتم قياس هذه المعدلات وتسجيلها في مراحل مختلفة من التحقيق، ولا يخفى أن هذه المعدلات تتغير تبعا للضغط والحالة النفسية التي يمر بها المجاهد؛ كالتوتر والاسترخاء، الأمن و الخوف وما إلى ذلك من تأثيرات نفسية.
خذوا حذركم
يحرص المحقق في بداية التحقيق أن يحدد ويسجل المستوى أو المعدل الطبيعي لهذه المتغيرات الفسيولوجية عند المجاهد ليتمكن لاحقا - أثناء إجابة المجاهد على أسئلة التحقيق - من مقارنة النتائج التي يسجلها الجهاز بتلك التي أخذها في بداية التحقيق - خلال ما يعرف بمرحلة " أسئلة التحكم " واعتبرها هو بمثابة المستوى الطبيعي عند المجاهد.
فأسئلة التحكم هي مجموعة من الأسئلة التي يطرحها المحقق على المجاهد والتي تكون معلومة الإجابة من كلا الطرفين، يقوم المحقق بطرحها على المجاهد ويطلب منه الإجابة عليها، وخلال ذلك تقوم الأجهزة بتسجيل ما يعتبروه المعدلات الطبيعية لنبض القلب وضغط الدم ومعدل التنفس والتعرق .. والتي سوف يتم مقارنتها بتلك التي سيتم تسجيلها خلال أسئلة التحقيق الحقيقية .. ففي حال أن ارتبك المجاهد أثناء إجابته على أسئلة التحقيق ستتغير لدية تلك المعدلات الفسيولوجية، وسيعتبر ذلك دليلا على كذبه
إذا عُلم هذا علمت أخي المجاهد أن مرحلة " أسئلة التحكم " هي من أهم المراحل التي يمر بها المجاهد خلال التحقيق معه من خلال هذا الجهاز والتي ينبغي له أن يحسن التعامل معها كما سنبين لاحقا."
إذا الجهاز لا علاقة به بالكذب ولكن هو مجرد جهاز يتعلق بعمل الجسم حيث يقيس أمور معينة عند الصدق فى المعلومات التى سماها أسئلة التحكم وهى أسئلة عادية وبعد ذلك يقيس نفس الأمور عند الأسئلة المتعلقة بالحرب ومعلوماتها فإن وجد اختلافا كان هذا دليل كذب عندهم وإن وجد تشابه كان دليل صدق وهو فى كل الأحوال كما قال مؤلف المقال لا يكاشف الكذب إلا نادرا لأن المعول على الحالة النفسية
والحق أن الغرض من إشاعة قدرات الجهاز هو تخويف الأسير أو المقبوض عليه كى يقر بما يريدون دون المرور على الجهاز فإن لم يخف الأسير فلا قدرات للجهاز
ومن ثم كل ما على المسلم الأسير هو الاطمئنان النفسى والكذب على العدو كما قال تعالى :
"وأولئك هم الكاذبون من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان"
وبين المؤلف أن لا قدرة فعلية للجهاز بسبب الحالات النفسية المختلفة للإنسان فقال :
"أول ما ينبغي أن يرسخ في ذهن المجاهد أن هذه التغييرات الفسيولوجية التي ذكرناها أنفا قد تتغير معدلاتها لأسباب أخرى غير الكذب كالعصبيّة، والغضب، والحزن، والخجل، والخوف، والارتباك، والألم وهلّم جراً كما قد يتسبب في تغييرها أيضا البرد، والصُداع، والإمساك .. وهذا كله هو مما يفقد نتائج الجهاز الكثير من أهميتها.
ومَزعَم أن الخبراء يمكنهم تمييز التغيرات التي تحدثها الكذبة من التغيرات التي تحدثها عوامل أخرى لم يتم إثباته حتى الآن"
وتحدث عن الجهاز فاشل لأنه يظهر كذب الصادقين وصدق الكاذبين فى كثير من الأحوال فقال:
"وفي كثير من الاختبارات يفشل الصادقون وينجح الكاذبون، فقد يعتري بعض الأشخاص عوارض - كالخوف مثلا - أثناء الاختبار، فيشير الجهاز إلى أنهم لا يقولون الحقيقة مع أنهم صادقون. والكثير ممن هم كاذبون يتجاوزون الاختبار - كما تجاوز الجاسوس "آلدرتش أيمز" مرات عديدة اختبار كشف الكذب الذي أجراه له جهاز المخابرات الأمريكية عندما كان عميلاً لجهاز المخابرات الروسية."
وأكد المؤلف أن مخترعو الجهاز يقرون أن الاختبارات المتعلقة بالجهاز لا تكشف الكاذب من الصادق فقال على لسانهم:
"ومصنعو الآلة يقرون بهذه الحقيقة، فيقول "بوب لي" مدير العمليات التنفيذي السابق في شركة "آكيستون سيستم" المصنعة للجهاز: (صممت أجهزة كشف الكذب لتسجيل ردود الفعل اللاإرادية التي تحدث في الجسم عندما يتعرض الشخص للتوتر، كالتوتر المصاحب لمحاولة الخداع، ولا يمكن للاختبارات أن تحدد ما إذا كان الشخص يكذب)، ويقول أيضاً: (ما حصل عبر السنين هو أن وسائل الإعلام دعت هذا الجهاز بـ "كاشف الكذب"، فبقي على هذا المسمّى، أما من الناحية العلمية، فقطعاً كلا)، ويضيف: (لا يوجد شيء يكشف الكذب، لا يمكنني أن أخبرك ما هو شكل الكذبة!)."
إذا مخترعو الجهاز لم يطلقوا عليه كاشف الكذب وإنما وسائل الإعلام التابعة للمخابرات هى من أشاعت ذلك لتخويف الناس أيا كانوا وحدثنا الرجل عن الأمر لا يعدو أن يكون خداع من المحققين وهو ما يسمى الفراسة فقال :
"بل يذهب كثير من المعارضين لاستخدام هذا الجهاز لأبعد من ذلك؛ إذ يرون أن مدى احتمال صحة تمييز الكذب والصدق من خلاله لا تزيد على احتمال رمي عملة نقدية وتخمين على أي جانب وقعت، بل ذهب بعضهم إلى وصفه بـ "التكهن".
ويقول "جون سلفن" - السالف الذكر-: (جهاز كشف الكذب فن أكثر من كونه علم، وباستثناء الاعترافات التي يُحصل عليها أثناء الاختبار، كثيراً ما يكون التقرير النهائي؛ عبارة عن تخمين).
ويقول البرفيسور "جون جي فريد": (ما يُدعى بـ "أسئلة التحكم" رحلة خيالية. كثيراً ما تكون أداة نفسية لسحب الاعترافات الجهاز أساساً مرتكز على الكذب).
ويقول "مارك ماله" - عميل سابق في جهاز المخابرات الأمريكية -: (جهاز كشف الكذب فاشل، أعتقد أن أيامه قاربت على الإنتهاء).
ويقول الرئيس الأمريكي الأسبق "ريتشارد نيكسون": (لا أدري مدى دقته، ولكن أدري أنه سيرعب الناس رعباً شديداً)."
إذا العملية هى حرب نفسية الغرض منها اخافة الناس كى يخضعوا للسلطات خوفا من ظهور كذبهم
وحدثنا الرجل عن نصح المجاهد الأسير كى يتجاوز تلك المحنة فقال :
ومع ذلك نقول أنه ينبغي للمجاهد أن يحرص على تجاوز هذا الامتحان بنجاح دون إعطاء أعداء الله ما يتمنونه من معلومات، والنتيجة التي سيحصلون عليها سلبا كانت أو إيجابا لها اعتبار عندهم وستبقى مؤشرا يخدم أو يضر المجاهد."
وتحدث عن استعمال الشركات والأجهزة الأمنية للجهاز بينت فشله فقال:
"ففي أمريكا - مثلا -: بلغت نسبة الفشل في الإختبارات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي - بعد ضربات 11 سبتمبر المباركة - لطالبي الوظائف 50% تقريباً، وكانت عواقب الفشل وخيمة على الذين فشلوا في تجاوز الاختبار، كـ:
-
|